الاتفاق السرّي لـ"أسوشييتد برس" مع النازيين بالحرب العالمية الثانية

11 مايو 2017
جميع الصور كانت بروباغندا نازية /Getty​)
+ الخط -




قامت وكالة "أسوشييتد برس" بعقد اتفاق سرّي مع النازيين، عبر ضابط في قوة الشرطة النازية، للحصول على صورٍ أخذت من قبل مصوّرين نازيين ووزّعت على وسائل إعلام أميركيّة، وهو اتفاق تمت الموافقة عليه من قبل مسؤولين أميركيين.

الاتفاق غير العادي الذي بدأ عام 1941 وانتهى بسقوط الزعيم النازي أدولف هتلر، نُشرت تفاصيله في تقرير داخلي للوكالة، الأربعاء. وأتى ذلك بعد أشهر من قيام المؤرخ الألماني نورمان دوميير، باكتشاف رسالةٍ تصف الاتفاق في وثائق لمدير مكتب "أسوشييتد برس" حينذاك.

ويتضمّن التقرير وثائق تم الكشف عنها مؤخراً بطلب من مدراء في "أسوشييتد برس"، من ضمنها مجموعة رسائل تؤكد موافقة مكتب رقابة ترأسه محرّر سابق في الوكالة، كان ينقل التقارير للرئيس فرانكلين روزفيلت.

كجزء من الاتفاق، شاركت "أسوشييتد برس" صوراً من العمليات الحربية الأميركيّة وحلفاء الولايات المتحدة، راجعها هتلر وتم نشرها في منشورات نازيّة.

وقال التقرير إنّ صور الوكالة تم نشرها من دون تحريف من قبل الألمان، ما يُعدّ استثناءً، لكنّ كلام الصور كان يعاد كتابته من قبلهم ليتوافق مع الدعاية النازية.
ووجدت أجهزة استخبارات أميركية، لم تعلم بالاتفاق، أنّ هناك دليلاً وثيقاً يؤكّد أن "أسوشييتد برس" قامت بعمليّات تعدّ من اختصاص قانون التجارة مع العدو، بحسب وثيقةٍ تمت الإشارة إليها في تقرير "أسوشييتد برس"، إلا أنّ القضيّة لم تتم متابعتها.

وفي مقابلة هذا الأسبوع، دافع مدراء في "أسوشييتد برس" عن الاتفاق، معتبرين أنّه عُقد بين "بلدان محايدة"، وأنه كانت هناك أهمية إخبارية كبيرة في توفير صور لهتلر والقوات العسكريّة الألمانية لقرّاء صحفها، حتى وإن كانت الصحف مأخوذة من قبل النازيين، الذين كانوا مختصين في البروباغندا.

وقال نائب رئيس "أسوشييتد برس" لشؤون المعايير، جون دانيسزيوسكي، إنّ صحافيي المؤسسة كانوا "يقومون بأفضل مجهود للوصول إلى المعلومة التي احتاجها العالم". ودافع عن الصور التي لا تزال معروضةً للبيع على موقع "أسوشييتد برس"، مشيراً إلى أنّ البروباغندا الواضحة تم استبعادها، وأنّ كلام صور الوكالة أوضح أنّ الصور أصلها نازي.

لكنّ مراجعةً للصور من قبل صحف أميركيّة أوضحت أنّ ذلك لم يكن صحيحاً طوال الوقت.

وقال دانيسزيوسكي إنّ الجمهور عرف أنّ النازيين التقطوا الصور، حتى وإن لم يُذكر ذلك تحديداً في كلام الصورة، خصوصاً أنّها كانت في وقت حرب. وتابع "لم نجد أيّ دليل على أي نوايا بخداع الجمهور حول مصادر الصور".

من جانبه، قال نيكولاس أوشاونيسي، وهو بروفيسور في جامعة "كوين ماري" في لندن، ومؤلف كتاب عن البروباغندا النازيّة، إنّه كان واضحاً أنّ النازيين وجدوا طريقاً مباشراً لإيصال البروباغندا الخاصة بهم للتحالف.

وأضاف "إنّه أمر مثير للسخرية، أن تستخدم أسوشييتد برس هذه الصور. يحاول الشخص التبرير بالقول إنّ الكاميرا لا تكذب، لكن كاميرا النازيين كذبت دائماً. كانوا بمثابة قصّة خياليّة مهولة. لم تكن أي من هذه الصور حقيقيّة، إنما كانت الطريقة التي أراد هتلر أن يُرى من خلالها".

ولم تخرج قصة الاتفاق إلى العلن إلا مؤخراً، حين زار دوميير "ويسكونسن هيستوريكال سوساييتي" والذي تُجمع فيه أوراق لويس بي لوتشنر، مدير مكتب برلين في "أسوشييتد برس"، الحائز على جائزة "بوليتزر". ووجد دوميير رسالة منه تعود إلى 1946، أرسلها إليه موظف ألماني سابق يُدعى ويللي براندت، وصف فيها الأخير لحظات الفوضى ما بعد إعلان هتلر الحرب على الولايات المتحدة عام 1941.

واعتُقل لوتشنر مع مراسلين أميركيين لمدة 5 أشهر من قبل الألمان. كما اعتُقل براندت من قبل السلطات الألمانية أيضاً، والتي توعّدت بالوصول إلى مكتب "أسوشييتد برس"، وتحديداً عمليّاتها الفوتوغرافيّة.


(العربي الجديد)

المساهمون