الائتلاف السوري يطرح سيناريو المفاوضات المباشرة

15 أكتوبر 2015
الائتلاف يشكك في مساعي دي مستورا (getty)
+ الخط -
كشف مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تفاهم مع دول مجموعة أصدقاء الشعب السوري حول آلية جديدة للعملية السياسية تقتضي بإلغاء عملية المشاورات والدخول في مفاوضات مباشرة من دون الحاجة إلى جولة مشاورات ضمن مجموعات العمل الأربع، موضحاً أن دول الأصدقاء تفهمت موقف الائتلاف من عدم المشاركة وتثني على طلب الائتلاف الدخول في مفاوضات مباشرة بدلاً من المشاورات.

ويبدو المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا مصراً على إكمال خطته التي صدر بيان رئاسي من مجلس الأمن حولها، على الرغم من شعوره ببعض النكسات، بعد رفض الائتلاف السوري والفصائل العسكرية المعارضة الانخراط في مجموعات العمل الأربع، وتدخل روسيا العسكري وبدء طلعاتها الجوية وقصف مواقع للمعارضة السورية وتجاهل مواقع تنظيم داعش.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تعلن تعليق العمليات الإنسانية قبل بدئها بسورية

ويهدف المبعوث الدولي بشكل أساس إلى تشكيل مجموعة الاتصال الدولية، وعلى ما يبدو أنها لب الخطة التي أعلن عنها، وكان دي ميستورا قد قال للصحافيين بمكتب الأمم المتحدة في جنيف الإثنين الماضي إنه "يجب أن يتحقق تفاهم بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في المقام الأول، من أجل حل الأزمة السورية، ولكن من أجل تحقيق حلٍ مجدٍ يجب أن تكون إيران والسعودية وتركيا طرفاً"، مشيراً إلى أن التدخل العسكري الروسي في سورية أكسب الأزمة بعداً جديداً".

وأعرب دي ميستورا عن أسفه لرفض الائتلاف الوطني السوري المشاركة في مجموعات العمل التشاورية التي اقترحها، قائلاً "أحترم قرار الائتلاف وآمل أن يغيروا موقفهم، لو نظرنا للتطورات على الساحة لوجدنا أننا بحاجة لمجموعات العمل وأنها أصبحت أولوية، ونتمنى أنّ نصل بعد اللقاءات والمشاورات لعقد مؤتمر جنيف 3"، وبعد المؤتمر توجه دي ميستورا إلى موسكو ومن ثم إلى العاصمة الأميركية واشنطن.

اقرأ أيضاً: "الائتلاف" يحضّر لمؤتمر مع الفصائل المسلحة حول دي ميستورا

ومن خلال تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافرورف، بعد عقد لقاء مع دي ميستورا التي قال فيها إن "إطلاق العملية العسكرية في سورية لا يعني التخلي عن التسوية السياسية"، يبدو أن دي ميستورا نجح في أول خطوة له نحو تشكيل مجموعة الاتصال الدولية، وإقناع روسيا بضرورة إقامتها، ووصف دي ميستورا لقاءاته مع وزير الخارجية الروسي ونائبه ميخائيل بوغدانوف بأنها كانت مفيدة، وتركزت على سبل إعطاء دفعة جديدة للعملية السياسية على المسار السوري، وأضاف أنه سيحث واشنطن على الانضمام إلى هذه الجهود أيضاً.

وقال نائب رئيس الائتلاف، هشام مروة، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" إن المشاروات التي أعلن عنها دي ميستورا عبر مجموعات العمل "غير مجدية وتطيل أمد الصراع وتدور في حلقة مفرغة ويخشى فيها من الالتفاف على بيان جنيف القاضي بتشكيل هيئة الحكم الانتقالية".

وأضاف مروة أن "الائتلاف يتمسك بالحل السياسي وفق بيان جنيف، ولكنه يرى أن ما يجري في سورية اليوم يوجب الدخول في مفاوضات مباشرة بدلاً من المشاورات غير الكافية لإيقاف القتل"، مشيراً إلى أن "الائتلاف سيعمل في الفترة المقبلة بعد رفض المشاركة في المشاورات على توثيق العمل مع الفصائل العسكرية وتوحيد رؤيتها لمستقبل سورية، ومن ثم العمل على استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن، والتصدي للتدخل الروسي الذي استهدف قوات المعارضة".

اقرأ أيضاً: خطة طويلة الأمد لدي ميستورا بسورية: مفاوضات فإطار.. فجنيف

ولفت مروة إلى أن "هذا التدخل رفع من دوامة العنف في سورية، وقوّض العملية السياسية"، وشدد مروة على أن "خروج القوات الروسية ووقف دعمها العسكري للنظام هو أحد العوامل الرئيسية لنجاح الحل السياسي في سورية، وخاصة أن التدخل الروسي كشف أنه لا يستهدف تنظيم داعش وإنما هو للمحافظة على النظام ومنعه من السقوط".