اختلف المغني المصري، عمرو دياب، مع شركة "روتانا". الخبر كان عادياً في الماضي، لكنَّه اليوم يفتح جبهات كثيرة وسلسلة من التساؤلات، التي تكشف عن عمق الهوة بين الفنان نفسه، والشركة المنتجة. وهذا ما سيرتّب سلسلة من المواجهات الأخرى بين بعض الفنانين الذين يعانون كما دياب من تسلُّط وسلطة شركات الإنتاج، أو هوية وأهداف المُنتج في تعامله مع الفنان نفسه.
قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، دخل عمرو دياب إلى شركة "روتانا"، وكانت الشركة لا تزال في بداياتها. يومها أعلن مدير الشركة، سالم الهندي، عن إنجاز حقيقي في إقناع "الهضبة"، بالدخول إلى مملكة "روتانا" في عزّها وألقها، وطموحها بالسيطرة على سوق الإنتاج العربي.
يومها، أيضاً، قبض عمرو دياب مبلغاً مالياً خيالياً، قُدِّر بنحو خمسة ملايين دولار، وذلك ثمناً لتعاقد كان من المتوقّع استمراره لسنوات، لكنْ جرت الرياح بعد كل هذه الفترة، بما لا تشتهي السفن. فعمرو دياب فضّل هجرة الشركة السعودية في الصيف الماضي، متّخذاً قراره هذا بناء على معطيات كثيرة، يُشار إليها حتّى الآن في الصحافة، ولم تدخل إطار التنفيذ، ومنها وعود قطعتها شركة "بلاتينوم ريكوردز" لدياب بمد يد المساعدة، وانتسابه إلى الشركة المتأرجحة اليوم، على الرغم من الوعود الكثيرة التي قطعتها في أكثر من مناسبة دعت إليها.
عمرو دياب، الذي فسخ عقده مع "روتانا" لأسباب ماليَّة بحتة، تتعلّق بتوقّف ضخّ المال، من قبل مالكي الشركة أولاً منذ أكثر من خمس سنوات، وثانياً، اتّباع سياسة جديدة في الشراكة بين الممّول أو المُنتج والفنان نفسه. وأراد دياب العمل على صيغة ربحية ترضي الطرفين في الأغنيات بداية، وتصل إلى حدود الحفلات والمهرجانات، وكل العائدات المُتعلّقة بتقنيّات الديجتال والمواقع الإلكترونية.
هكذا، بدأت شرارة المعركة قبل عام بين عمرو دياب و"روتانا"، ولا زالت حتى اليوم الدعاوى القضائيّة تنتظر البتّ النهائي بهذا. رغم ذلك، لا بد من الاعتراف بأن عمليّة حظر أعمال دياب، التي تملكها شركة "روتانا" من خمسة ألبومات غنائية كانت حصيلة هذا التعاون، قد أثرت بشكل أو بآخر على حضور دياب، خصوصاً على المواقع البديلة للاستماع والتحميل، ما أوقعه في حرج مع جمهوره. والواضح أن "روتانا" عرفت جيداً كيف تواجه دياب بعد قراره بتركها، بعملية الحظر هذه، حتى أنها أوقفت جديده الغنائي، وذلك بحجة أن العقد المفسوخ لا زال سارياً بناء على الفسخ الذي اتخذه دياب نفسه، دون مفاوضات كانت قد أفضت إلى نتيجة مرضيَة للطرفين.
اقــرأ أيضاً
وقبل سنوات، لم ترغب المغنية الإماراتية، أحلام، بإعادة تجديد تعاقدها مع "روتانا" للأسباب نفسها التي دفعت عمرو دياب للانسحاب. قرار أحلام جاء بعد مفاوضات شاقة بينها وبين الشركة السعودية حول دخول "روتانا" كشريك في أعمال وحفلات أحلام، الأمر الذي لم تهضمه صاحبة "التقل صنعة"، على الرغم من تدخل مالك "روتانا" الوليد بن طلال، هذا التدخل ربما ذوَّب الجليد بين "روتانا" وأحلام، لكنّه لم يكسر البنود الخاصة بالعقد، ففضّلت أحلام الانسحاب والتوجّه إلى "بلاتينوم ريكوردز"، التي عرفت كيف تخاطب الفنانين المنتسبين إليها.
العائدون
حاوَلت الفنَّانة، أنغام، العودة إلى شركة إنتاج مصرية قبل سنوات، وكان قرارها صائباً، كنوع من التغيير، بعدما بدأت الأزمات تلاحق شركة "روتانا"، وقلَّت الإيرادات الماليَّة التي كانت تتلقَّاها الشركة من قبل الممولين. خرجت أنغام من "روتانا" بطريقة توافقيّة أرضت فيها نفسها أولاً والشركة ثانياً.
ولم تهاجم أنغام روتانا لحسابات تُسمى "بخطّ العودة"، وهذا ما حصل فعلاً، إذ عادت بعد سنوات قليلة ووقعت تعاوناً مع "روتانا"، وفق شروط وضعها الطرفان، وحمل ألبومها الأخير شعار الشركة السعودية، إضافة إلى مساهمة من قبل الشركة في إنتاج أغنياتها المُصورة، والشراكة في بعض الحفلات التي تؤمنها "روتانا".
ودخلت المغنّية المغربيَّة، سميرة سعيد، أيضاً، إلى روتانا قبل عامين. أكسبت هذه الشراكة الفريقين نجاحاً كبيراً بعد صدور ألبوم سميرة سعيد نهاية العام الماضي، وتحقيقه نسبة مبيعات جيدة قياساً إلى باقي الفنانين. وها هي الفنانة، نوال الزغبي، توحِي بأنَّها عائدة إلى روتانا نفسها، بعد تعاون مع شركة عالم الفن المصرية، التي خفَّضَت من إنتاجها كثيراً في السنوات الأخيرة.
اقــرأ أيضاً
الهاربون
لكنْ من ناحيةٍ أخرى، نجد بعض الفنانين الذين دخلوا عالم الإنتاج بشكل فردي بحت، ويستعينون بالشركات فقط من أجل ترويج أو توزيع أعمالهم الغنائية. نجوى كرم تُنتج لنفسها منذ سنوات، والشركة الجديدة "لايف ستايل" تقوم برعاية خاصة لأغنياتها المصوّرة.
وكذلك يفعل راغب علامة، الذي يقوم بإنتاج أعماله الموسيقية بنفسه، ويوزِّعها عن طريق شركته الخاصة بالحفلات والمناسبات، علماً بأنَّ راغب قد رفض عدداً من العروض الكثيرة التي تقدَّمت له من قبل شركات الإنتاج، لينعم بنفسه بإنتاجه الفني والموسيقي، ويحاول الاستفادة من الحقوق كاملة عند مبيع ألبوماته.
والحال نفسها مع الفنان، حسين الجسمي، والذي تكلم وأشار كثيراً إلى عزمه في افتتاح شركة إنتاج خاصة به، رغم تعاونه لسنوات مع "روتانا"، لكنه اليوم أصبح منتجاً منفذاً ومالكاً لأعماله الغنائية، والتي تحقّق نسبة مبيعات واستماع عالية. ولا يبدو أنَّ الجسمي ورغم العروض الكثيرة التي يتلقّاها، يؤمن بالتعاون وبالشراكة مع شركة إنتاج. وسيحصُر الجسمي سلسلة من ميزانيَّته السنوية، من أجل الإنتاج أو تصوير أعماله الغنائيّة الخاصة.
وتدخل الفنانة لطيفة، أيضاً، في دائرة الفنانين المستقلين إنتاجياً. لطيفة هي الفنانة العربية الوحيدة التي تملك أغنياتها وأرشيفها بشكل كامل، وكلّ تعاونها مع شركات الإنتاج كان لتوزيع ألبوماتها، وليس لإنتاجها، فحفظت حقوقها حتى اليوم، ولا زالت تتّبع هذا النمط في عملها.
قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، دخل عمرو دياب إلى شركة "روتانا"، وكانت الشركة لا تزال في بداياتها. يومها أعلن مدير الشركة، سالم الهندي، عن إنجاز حقيقي في إقناع "الهضبة"، بالدخول إلى مملكة "روتانا" في عزّها وألقها، وطموحها بالسيطرة على سوق الإنتاج العربي.
يومها، أيضاً، قبض عمرو دياب مبلغاً مالياً خيالياً، قُدِّر بنحو خمسة ملايين دولار، وذلك ثمناً لتعاقد كان من المتوقّع استمراره لسنوات، لكنْ جرت الرياح بعد كل هذه الفترة، بما لا تشتهي السفن. فعمرو دياب فضّل هجرة الشركة السعودية في الصيف الماضي، متّخذاً قراره هذا بناء على معطيات كثيرة، يُشار إليها حتّى الآن في الصحافة، ولم تدخل إطار التنفيذ، ومنها وعود قطعتها شركة "بلاتينوم ريكوردز" لدياب بمد يد المساعدة، وانتسابه إلى الشركة المتأرجحة اليوم، على الرغم من الوعود الكثيرة التي قطعتها في أكثر من مناسبة دعت إليها.
عمرو دياب، الذي فسخ عقده مع "روتانا" لأسباب ماليَّة بحتة، تتعلّق بتوقّف ضخّ المال، من قبل مالكي الشركة أولاً منذ أكثر من خمس سنوات، وثانياً، اتّباع سياسة جديدة في الشراكة بين الممّول أو المُنتج والفنان نفسه. وأراد دياب العمل على صيغة ربحية ترضي الطرفين في الأغنيات بداية، وتصل إلى حدود الحفلات والمهرجانات، وكل العائدات المُتعلّقة بتقنيّات الديجتال والمواقع الإلكترونية.
هكذا، بدأت شرارة المعركة قبل عام بين عمرو دياب و"روتانا"، ولا زالت حتى اليوم الدعاوى القضائيّة تنتظر البتّ النهائي بهذا. رغم ذلك، لا بد من الاعتراف بأن عمليّة حظر أعمال دياب، التي تملكها شركة "روتانا" من خمسة ألبومات غنائية كانت حصيلة هذا التعاون، قد أثرت بشكل أو بآخر على حضور دياب، خصوصاً على المواقع البديلة للاستماع والتحميل، ما أوقعه في حرج مع جمهوره. والواضح أن "روتانا" عرفت جيداً كيف تواجه دياب بعد قراره بتركها، بعملية الحظر هذه، حتى أنها أوقفت جديده الغنائي، وذلك بحجة أن العقد المفسوخ لا زال سارياً بناء على الفسخ الذي اتخذه دياب نفسه، دون مفاوضات كانت قد أفضت إلى نتيجة مرضيَة للطرفين.
وقبل سنوات، لم ترغب المغنية الإماراتية، أحلام، بإعادة تجديد تعاقدها مع "روتانا" للأسباب نفسها التي دفعت عمرو دياب للانسحاب. قرار أحلام جاء بعد مفاوضات شاقة بينها وبين الشركة السعودية حول دخول "روتانا" كشريك في أعمال وحفلات أحلام، الأمر الذي لم تهضمه صاحبة "التقل صنعة"، على الرغم من تدخل مالك "روتانا" الوليد بن طلال، هذا التدخل ربما ذوَّب الجليد بين "روتانا" وأحلام، لكنّه لم يكسر البنود الخاصة بالعقد، ففضّلت أحلام الانسحاب والتوجّه إلى "بلاتينوم ريكوردز"، التي عرفت كيف تخاطب الفنانين المنتسبين إليها.
العائدون
حاوَلت الفنَّانة، أنغام، العودة إلى شركة إنتاج مصرية قبل سنوات، وكان قرارها صائباً، كنوع من التغيير، بعدما بدأت الأزمات تلاحق شركة "روتانا"، وقلَّت الإيرادات الماليَّة التي كانت تتلقَّاها الشركة من قبل الممولين. خرجت أنغام من "روتانا" بطريقة توافقيّة أرضت فيها نفسها أولاً والشركة ثانياً.
ولم تهاجم أنغام روتانا لحسابات تُسمى "بخطّ العودة"، وهذا ما حصل فعلاً، إذ عادت بعد سنوات قليلة ووقعت تعاوناً مع "روتانا"، وفق شروط وضعها الطرفان، وحمل ألبومها الأخير شعار الشركة السعودية، إضافة إلى مساهمة من قبل الشركة في إنتاج أغنياتها المُصورة، والشراكة في بعض الحفلات التي تؤمنها "روتانا".
ودخلت المغنّية المغربيَّة، سميرة سعيد، أيضاً، إلى روتانا قبل عامين. أكسبت هذه الشراكة الفريقين نجاحاً كبيراً بعد صدور ألبوم سميرة سعيد نهاية العام الماضي، وتحقيقه نسبة مبيعات جيدة قياساً إلى باقي الفنانين. وها هي الفنانة، نوال الزغبي، توحِي بأنَّها عائدة إلى روتانا نفسها، بعد تعاون مع شركة عالم الفن المصرية، التي خفَّضَت من إنتاجها كثيراً في السنوات الأخيرة.
الهاربون
لكنْ من ناحيةٍ أخرى، نجد بعض الفنانين الذين دخلوا عالم الإنتاج بشكل فردي بحت، ويستعينون بالشركات فقط من أجل ترويج أو توزيع أعمالهم الغنائية. نجوى كرم تُنتج لنفسها منذ سنوات، والشركة الجديدة "لايف ستايل" تقوم برعاية خاصة لأغنياتها المصوّرة.
وكذلك يفعل راغب علامة، الذي يقوم بإنتاج أعماله الموسيقية بنفسه، ويوزِّعها عن طريق شركته الخاصة بالحفلات والمناسبات، علماً بأنَّ راغب قد رفض عدداً من العروض الكثيرة التي تقدَّمت له من قبل شركات الإنتاج، لينعم بنفسه بإنتاجه الفني والموسيقي، ويحاول الاستفادة من الحقوق كاملة عند مبيع ألبوماته.
والحال نفسها مع الفنان، حسين الجسمي، والذي تكلم وأشار كثيراً إلى عزمه في افتتاح شركة إنتاج خاصة به، رغم تعاونه لسنوات مع "روتانا"، لكنه اليوم أصبح منتجاً منفذاً ومالكاً لأعماله الغنائية، والتي تحقّق نسبة مبيعات واستماع عالية. ولا يبدو أنَّ الجسمي ورغم العروض الكثيرة التي يتلقّاها، يؤمن بالتعاون وبالشراكة مع شركة إنتاج. وسيحصُر الجسمي سلسلة من ميزانيَّته السنوية، من أجل الإنتاج أو تصوير أعماله الغنائيّة الخاصة.
وتدخل الفنانة لطيفة، أيضاً، في دائرة الفنانين المستقلين إنتاجياً. لطيفة هي الفنانة العربية الوحيدة التي تملك أغنياتها وأرشيفها بشكل كامل، وكلّ تعاونها مع شركات الإنتاج كان لتوزيع ألبوماتها، وليس لإنتاجها، فحفظت حقوقها حتى اليوم، ولا زالت تتّبع هذا النمط في عملها.