الإعلام.. معركة إسرائيل الخاسرة

08 اغسطس 2014
شهد العالم تضامناً إعلامياً مع غزة (الأناضول/GETTY)
+ الخط -
ما الذي ستحمله الأيام المقبلة لقطاع غزة؟ هل تستمر التهدئة مع خروقات متقطعة؟ أم إن العدوان الإسرائيلي سيستمرّ بالوحشية نفسها؟ الأجوبة مفتوحة على كل الاحتمالات. لكن الأكيد هو واحد: إسرائيل خسرت حربها الإعلامية في العدوان الأخير. خسرت هذه الحرب باعتراف من الإعلام الغربي نفسه. صحيفة "لوموند" الفرنسية كتبت مقالة بعنوان "رغم البروباجندا الضخمة إسرائيل خسرت الحرب الإعلامية".

وفي المقالة نفسها تعدّد هيلين سالون، موفدة الصحيفة إلى القدس المحتلة، كل الخطوات التي قامت بها إسرائيل، بهدف تحسين صورتها وتوضيح أن حربها هي ضدّ الإرهاب. لكن هذه الأساليب لم تقنع أحداً. ورغم قرصنة الاحتلال مثلاً لإذاعة تابعة لـ"حركة فتح" وبثها رسائل مغلوطة إلا أن العاملين في الإذاعة تمكّنوا من استعادتها. كذلك فإن المناشير التي ترمى بالآلاف فوق غزة، للتحريض ضد "حماس" وتهديد المدنيين، لم تعد تخيف أحداً. 

لكن الحرب الإعلامية في الداخل الفلسطيني قابلتها حرب ضروس في الغرب. حرب مالت كفتها للمرة الأولى للفلسطينيين. فبالفعل هذه المرة بدت الصورة الإعلامية مختلفة، بدا التعاطف مع الفلسطينيين، أكبر بكثير رغم احتفاظ الإعلام التقليدي الغربي بخطوطه العريضة، المدافعة عن الاحتلال. أما الفضل فيعود إلى عامل أساسي، هو مواقع التواصل الاجتماعي.

فاللمرة الأولى بات الجمهور الغربي يشاهد الصراع بعيون الغزاويين، يشاهد الصور التي ينشرونها، يشاهد الفيديوهات التي تصوّر هول المجازر، ويقرأ التغريدات التي توثّق كل الانتهاكات. لكن أيضاً فإن شهادات عدد من الصحافيين الأجانب العائدين من غزة، كان لها هي الأخرى تأثيرها.

وقد انتشرت على الإنترنت لائحة بخمسة فيديوهات قيل إنها هي التي كان لها الأثر الأكبر على الجمهور الغربي، وهي الفيديوهات التي "تتمنى إسرائيل لو أنها تختفي عن مواقع التواصل". وهذه الفيديوهات هي أولاً فيديو الفلسطيني الذي يمشي فوق أنقاض منزله باحثاً عن عائلته، فيتعرض أمام الكاميرا لعملية قنص، ينطق الشهادتين ويموت. 

الفيديو الثاني هو فيديو جون ستيوارت ساخراً من إسرائيل ومبدياً تعاطفه مع الغزاويين، يليه فيديو جون سنو مذيع القناة الرابعة البريطانية، وهو يجادل المتحدّث باسم الحكومة الإسرائيلية. أما الشريطان الأخيران، فهما، شريط اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في البرلمان البريطاني، وشريط الصحافي أوين جونز ينتقد إسرائيل وجرائمها ضد الإنسانية.

انتهى العدوان أم لم ينته؟ سننتظر ونرى. لكن ما لن نحتاج لانتظاره هو حسم المعركة الإعلامية... كل البروباجندا لم تعد تنفع.
المساهمون