بعد حادثة سوسة الإرهابية والتي أسفرت عن مقتل 39 شخصاً كلهم من السياح الأجانب، أعيد من جديد طرح موضوع التغطية الإعلامية في تونس لمثل هذه الأحداث الإرهابية. ففي حين سجلت القنوات الأجنبية حضوراً لافتاً، وخصوصاً قنوات "الجزيرة" و"فرنسا 24 "و"سي إن إن" التي بثت مباشرة من محافظة سوسة التونسية بعد وقوع العملية الإرهابية ببضع دقائق، غابت القنوات التلفزيونية التونسية التي لم تتفاعل مع الحدث إلا بعد ساعات من وقوعه.
هذا الأمر اعتبره نورالدين الحاج، المختص في علوم الإعلام والاتصال، ضُعفاً من التلفزيونات التونسيّة، التي لا تزال حتى الآن تتميّز ببطء في التعاطي مع الأحداث العاجلة وغير المتوقعة. وأرجع الحاج ذلك إلى "ضعف الإمكانيات المادية وعدم الاستعداد الجيد لحالات الطوارئ، خصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار أن البث التلفزيوني يتطلب إمكانيات مادية وبشرية ضخمة على عكس التغطية الإذاعية التي كانت ناجعة وسريعة، ربما لطبيعة العملية الإذاعية التي لا تتطلب إمكانيات ضخمة، بل فقط صحافيين يكونون متواجدين على عين المكان".
هذه التغطية وضعت الإعلام التونسي، خصوصاً السمعي البصري منه، محلّ تساؤل من المواطنين والمختصين. فقد ركّزت القنوات في تغطيتها على الاستديوهات التحليليّة، التي كان ضيوفها سياسيون، حاولوا إبراز نقاط الضعف عند خصومهم سياسياً في التعاطي مع الظاهرة الإرهابيّة لا تحليلها فعلاً. حوّل هذا الأمر الاستديوهات التحليليّة إلى حلبات صراع لا مجال للنقاش والتفسير المنطقي. هنا، ترى عضو الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، آمال الشاهد، أنّه "من الضروري إتاحة الكلمة للمختصّين من علماء نفس وعلماء اجتماع والخبراء الأمنيين الذين يتولون تحليل ظاهرة الإرهاب والابتعاد قدر الإمكان عن استضافة السياسيين الذين يعملون وفق أجندات خاصة بهم، ترتبط عضوياً بانتماءاتهم السياسية والفكرية، في حين يتخلّص المختصون من هذه القيود ليكون تحليلهم ذا بعد منطقي وعلمي".
إقرأ أيضاً: الميديا التونسية والإرهاب: كي لا يقع الإعلاميون في الفخ
الإعلام التونسي في تعامله مع حادثة سوسة الإرهابية بدا هذه المرة، وفقاً للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، أكثر حرفية ومهنية على الرغم من رصدها بعض الأخطاء، تمثلت أساساً في اتخاذ بعض الإعلاميين مواقف تميزت بالتشنج، في حين وجب التحلي بالمهنية وضبط النفس والتعامل بعقلانية ومسؤولية مع مثل هذه القضايا، وتجنب بثّ خطابات التحريض وبث مشاهد صادمة. ورأت أنه كان من الواجب وضع العلامات الدالة لحماية الأطفال والفئات الهشة والتقليص من مثل هذه المشاهد والاقتصار على ما هو ضروري لضمان حق المواطن في المعلومة.
وبما أن الحادثة الإرهابية حصلت في منتجع سياحي، فلم يغب البعد الاقتصادي في التغطية، وخصوصاً انعكاساتها على الموسم السياحي التونسي، ما جعل المحللين الاقتصاديين الذين شاركوا في بعض البرامج التلفزيونية والإذاعية يتوقعون انكماشاً للاقتصاد التونسي سيزيد من حدة الأزمة التي يعيشها منذ ما يزيد عن الأربع سنوات.
ويُرجع المختصون تحسّن أداء الإعلام التونسي مع حادثة سوسة، إلى تعدد الدورات التدريبية في تقنيّات التغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية أخيراً.
إقرأ أيضاً: يوم الحداد على القنوات المصرية من دون خسائر
هذا الأمر اعتبره نورالدين الحاج، المختص في علوم الإعلام والاتصال، ضُعفاً من التلفزيونات التونسيّة، التي لا تزال حتى الآن تتميّز ببطء في التعاطي مع الأحداث العاجلة وغير المتوقعة. وأرجع الحاج ذلك إلى "ضعف الإمكانيات المادية وعدم الاستعداد الجيد لحالات الطوارئ، خصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار أن البث التلفزيوني يتطلب إمكانيات مادية وبشرية ضخمة على عكس التغطية الإذاعية التي كانت ناجعة وسريعة، ربما لطبيعة العملية الإذاعية التي لا تتطلب إمكانيات ضخمة، بل فقط صحافيين يكونون متواجدين على عين المكان".
هذه التغطية وضعت الإعلام التونسي، خصوصاً السمعي البصري منه، محلّ تساؤل من المواطنين والمختصين. فقد ركّزت القنوات في تغطيتها على الاستديوهات التحليليّة، التي كان ضيوفها سياسيون، حاولوا إبراز نقاط الضعف عند خصومهم سياسياً في التعاطي مع الظاهرة الإرهابيّة لا تحليلها فعلاً. حوّل هذا الأمر الاستديوهات التحليليّة إلى حلبات صراع لا مجال للنقاش والتفسير المنطقي. هنا، ترى عضو الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، آمال الشاهد، أنّه "من الضروري إتاحة الكلمة للمختصّين من علماء نفس وعلماء اجتماع والخبراء الأمنيين الذين يتولون تحليل ظاهرة الإرهاب والابتعاد قدر الإمكان عن استضافة السياسيين الذين يعملون وفق أجندات خاصة بهم، ترتبط عضوياً بانتماءاتهم السياسية والفكرية، في حين يتخلّص المختصون من هذه القيود ليكون تحليلهم ذا بعد منطقي وعلمي".
إقرأ أيضاً: الميديا التونسية والإرهاب: كي لا يقع الإعلاميون في الفخ
الإعلام التونسي في تعامله مع حادثة سوسة الإرهابية بدا هذه المرة، وفقاً للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، أكثر حرفية ومهنية على الرغم من رصدها بعض الأخطاء، تمثلت أساساً في اتخاذ بعض الإعلاميين مواقف تميزت بالتشنج، في حين وجب التحلي بالمهنية وضبط النفس والتعامل بعقلانية ومسؤولية مع مثل هذه القضايا، وتجنب بثّ خطابات التحريض وبث مشاهد صادمة. ورأت أنه كان من الواجب وضع العلامات الدالة لحماية الأطفال والفئات الهشة والتقليص من مثل هذه المشاهد والاقتصار على ما هو ضروري لضمان حق المواطن في المعلومة.
وبما أن الحادثة الإرهابية حصلت في منتجع سياحي، فلم يغب البعد الاقتصادي في التغطية، وخصوصاً انعكاساتها على الموسم السياحي التونسي، ما جعل المحللين الاقتصاديين الذين شاركوا في بعض البرامج التلفزيونية والإذاعية يتوقعون انكماشاً للاقتصاد التونسي سيزيد من حدة الأزمة التي يعيشها منذ ما يزيد عن الأربع سنوات.
ويُرجع المختصون تحسّن أداء الإعلام التونسي مع حادثة سوسة، إلى تعدد الدورات التدريبية في تقنيّات التغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية أخيراً.
إقرأ أيضاً: يوم الحداد على القنوات المصرية من دون خسائر