الإعلام الإسرائيلي وأكاديميون يحرّضون ضد التجمع الوطني والمفكر بشارة

29 نوفمبر 2015
الشاباك تجسَّس على اتصالات بشارة وراقب خطواته (العربي الجديد)
+ الخط -



أطلق الإعلام الإسرائيلي، ممثَّلا بالقناة العاشرة، مساء السبت، تقريراً إعلامياً مليئاً بالكذب والافتراءات ضد "التجمع الوطني الديمقراطي"، الذي أسسه المفكر العربي عزمي بشارة، وضد الأخير شخصياً، كما لم يوفّر التحريض دولة قطر، واتهمها بدعم التنظيمات الإسلامية المتطرفة، مثل جبهة "النصرة" و"الأخوان المسلمين"، في توقيت غير خالٍ من النوايا المبيتة لضرب الحركة الوطنية في الداخل، وعلى رأسها حزب التجمع، بعد أسابيع من قرار حظر الحركة الإسلامية (الشمالية).

واستخدم معدّ التقرير، أريك فايس، أسلوباً تحريضياً يهيّئ الأرضية لإخراج الحزب عن القانون، عبر استهلاله بالتساؤل عن أسباب بقاء حزب ينعم بـ"امتيازات الديمقراطية الإسرائيلية" فيما يقوم بإدارة شؤونه وتوجيه أعضاء كتلته البرلمانية المفكر بشارة، من بعيد، من دولة قطر، وهو الذي اتهمته إسرائيل بتقديم يد العون للعدو في زمن الحرب (2006) قبل خروجه إلى المنفى في أبريل/نيسان من عام 2007.

وركز معدّ التقرير، في أكثر من محطة، على دور بشارة في إدارة شؤون التجمع، بعد خروجه إلى المنفى، وذلك لتسهيل ضرب الحزب في الأيام القادمة، مع الإشارة إلى اقتراح القانون الذي قدمه وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان، لمنع تدخل المحكمة العليا الإسرائيلية في قرارات لجنة الانتخابات المركزية، في حال شطبها الحزب ومنع أعضائه من خوض انتخابات الكنيست.

وكان لافتاً، أن التقرير "الصحافي" جاء محشوّا بالتهم الأمنية الخطيرة، مع الإشارة إلى اعتقال ومحاكمة وسجن ثلاثة من أعضاء وناشطي الحزب (عمر سعيد، غسان عثاملة، راوي سلطاني) بعد إدانتهم بتهم أمنية خطيرة، أبرزها التخابر مع "حزب الله"، في سنوات الألفين، عندما كانت المقاومة اللبنانية في أوج نشاطها ضد الاحتلال الإسرائيلي للبنان.

اقرأ أيضاً: تصعيد في التحريض الإسرائيلي ضد بشارة والحركة الوطنية

كما حرص معدّ التقرير، على الاستعانة بأحد خبراء "شؤون العرب في الداخل الفلسطيني" الأستاذ الجامعي اليميني دان شيفطان، لمنح التقرير هالة أكاديمية، وهو أستاذ جامعي عنصري معروف، إذ ادعى شيفطان أن خطاب التجمع الوطني، الذي وضعه بشارة بخصوص دولة "كافة مواطنيها"، هو مجرد ستار وتلاعب بالكلمات، يشكّل بحسب زعمه المرحلة الأولى في عملية القضاء على المشروع الصهيوني.

واقتبس شيفطان، في هذا السياق، تصريحات المفكر بشارة، في خطاب النصر الذي أقامه الحزب في أم الفحم، والمعروف بخطاب أم الفحم عام 2000، عندما أعلن بشارة أن المرة الأولى التي نذوق فيها حلاوة النصر، هي عند انتصار المقاومة اللبنانية على الاحتلال الإسرائيلي. واعتبر شيفطان، أن هذه التصريحات، كانت بمثابة إرشاد للعالم العربي لسبل محاربة إسرائيل عبر استلهام النموذج اللبناني.

ولم يخلُ تقرير القناة العاشرة من عرض لقطات لتصريحات نوابٍ من التجمع أعلنوا خلالها تمسّكهم بفلسطينيتهم وهويتهم العربية، مثل تصريحات حنين زعبي، وجمال زحالقة، الذي قال للعنصري اليميني موطي يوجيف: "كنا هنا قبلكم وسنبقى بعدكم".

وعاد معدّ التقرير إلى الممثل الإسرائيلي الأول في قطر، آفي أفيدار، في سنوات أواسط التسعينيات عندما كان لإسرائيل، بعد اتفاقية أوسلو، مكتب تجاري في الدوحة، إذ لجأ إلى الاستعانة بأفيدار للطعن في دولة قطر نفسها، واتهامها بتمويل أكثر الجماعات الإسلامية تطرفاً، مثل جبهة "النصرة" و"القاعدة" و"الإخوان المسلمين"، والتورّط في "الإرهاب، وسعيها إلى الاستثمار بشكل كبير في الدول الغربية وشراء العقارات في دول أوروبية ونوادٍ رياضية، كشراء مجمع "هارودز" في لندن، وناديي "مانشستر يونايتد" و"باريس سان جيرمان".

وزعم التقرير أن المفكر بشارة، طيلة ذلك الوقت، تمكّن من السير على الخيط الرفيع للديمقراطية الإسرائيلية، إلى أن جمع الشاباك الإسرائيلي أدلة كافية لمحاكمته بتهمة تقديم العون للعدو في زمن الحرب عام 2006، إلا أنه تمكّن من الخروج إلى منفاه قبل اعتقاله.

اقرأ أيضاً: تحريض ضد بشارة ومطالبة بمنع النواب العرب دخول الأقصى

ولم يفُت التقرير الإشارة إلى أن الشاباك الإسرائيلي ومنذ أواخر التسعينيات كان قد التفت إلى الخطر الذي يمثله التجمع وعزمي بشارة، وقد أوصى عام 98 بمنعه من خوض الانتخابات، كما تم التجسس على كافة اتصالات بشارة ومراقبة خطواته وتحركاته فترة طويلة من الزمن.

وادعى التقرير، أن بشارة، الذي أكد مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، في مقابلات مع قناة "الجزيرة" أن إسرائيل تمارس تقسيما زمانيا زاحفا في الأقصى، لا يزال يدير دفة الأمور في التجمع، وهذه بحسب التعبير التحريضي، حالة لا يمكن استيعابها و"تطيّر العقل" أن يقوم شخص يشتبه في تعاونه مع العدو وتجسسه ضد الدولة، بتوجيه أعضاء عرب في الكنيست.

كما زعم التقرير، أن بشارة الذي يعتبر من أهم المثقفين في صفوف الشعب الفلسطيني، توجّه إلى دولة هي آخر ما كان يتوقع منه، وهي قطر التي تموّل "الإرهاب".

في المقابل، ردّ النائب باسل غطاس، خلال التقرير على الاتهامات، فأكد أنها باطلة، ومجرد تلفيق ملف سياسي للمفكر بشارة الذي لا تزال روحه وأفكاره مسيطرة في أروقة الحزب وفضائه، فهو من أسس الحزب ووضع غالبية مواده الفكرية والسياسية، وهذا أمر طبيعي. ونحن لا نخجل من ذلك، بل نفتخر به.

كذلك، ردّ "التجمع الوطني" بدوره على الافتراءات، فأكد أن الحزب يعمل بالطرق القانونية ويحمل رسالة سياسية واضحة، وأن التحريض ضد بشارة جاء لأسباب سياسية واضحة، والهدف منه أيضاً ضرب الحركة الوطنية وإخراجها عن القانون.

وأوضح أن "التجمع الوطني الديمقراطي هو حزب سياسي شرعي يعمل ضمن القانون، ويرفض التجمع كل الاتهامات الأمنية المنسوبة لعمله الجماهيري والديمقراطي والتي تهدف إلى المساس بشرعية الحزب. عزمي بشارة هو مؤسس الحزب وواضع برنامجه السياسي، ورغم كل ما ذكر في التقرير التحريضي، فإن د. عزمي بشارة لا يحمل أي صفة تنظيمية في الحزب حاليًا، وهو منشغل بأبحاثه ومشاريعه البحثية"، وإنتاج د. بشارة الفكري المتميز معروف للقاصي والداني. ثمة جو تحريض سافر على التجمع يبدأ بنتنياهو ويمر عن طريق ليبرمان وبينيت وسائر قطعان اليمين الإسرائيلي، هدفه تشويه التجمع الوطني الديمقراطي سياسيًا وتشويه شرعية العمل السياسي للمجتمع العربي ككل".

اقرأ أيضاً:عشرون عاماً على تأسيس التجمع الوطني في الداخل الفلسطيني



دلالات
المساهمون