يواصل الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، هجومه على الإعلام الأميركي، بمهارة وذكاء، ناسفاً مصداقية أعرق المؤسسات الإعلامية أمام ملايين المواطنين الأميركيين.
ويبدو أن الإعلام الأميركي سيتحمل الجزء الأكبر من تداعيات التقارير المسربة أخيراً عن ترامب، بعد قرار موقع "بازفيد" الإلكتروني نشر تقرير مليء بالادعاءات المحرجة وغير المثبتة حول سلوكه، في روسيا، ما أثار جدلاً واسعاً حول الأخلاقيات المهنية الإعلامية.
وكانت قناة "سي إن إن" الأميركية ذكرت، الثلاثاء، أنّ وثائق سرية قدّمت الأسبوع الماضي للرئيس المنتخب، تضمّنت مزاعم قراصنة روس حصولهم على معلومات محرجة عن حياته الشخصية والمالية. ونفى ترامب الأمر، كاتباً تغريدة على "تويتر"، "معلومات كاذبة. حملة سياسية مُغرضة بالكامل".
بعد تقرير "سي إن إن" بحوالي الساعة، نشر "بازفيد" التقرير كاملاً، وأرفقه بالجملة التالية "الآن ينشر "بازفيد نيوز" الوثيقة الكاملة حتى يتمكن الأميركيون من تحديد آرائهم حول الادعاءات المتعلقة بالرئيس الأميركي المنتخب والتي تمّ تداولها على أعلى المستويات في الحكومة الأميركية".
وأشار الموقع إلى أن مصدر التقرير والحقائق التي شملها "تتضمن بعض الأخطاء الواضحة"، و"لم يتمّ التأكد من مضمونه، وقد لا نستطيع التأكد منها".
لكن قرار الموقع بإتاحة التقرير في العلن، دفع بعض وسائل الإعلام الأخرى إلى تكرار نشر هذه الادعاءات، ما دفع إعلاميين وصحافيين بارزين إلى توجيه انتقادات لـ"بازفيد"، ووصف قراره بـ"غير المسؤول". لذا، بعدها بساعات قليلة، نشر مدير تحرير الموقع، بن سميث، بياناً دافع فيه عن قرار النشر، ومعتبراً إياه نوعاً من ممارسة الشفافية الصحافية في فترة شديدة التحيز.
وقال سميث "لم يكن نشر هذه الوثيقة بالمهمة السهلة أو البسيطة، وأصحاب النوايا الحسنة قد يعارضون قرارنا. لكن نشرنا هذا الملف يعكس رؤيتنا إزاء وظيفة الصحافيين في 2017".
طبعاً، لم يفوّت ترامب هذه الفرصة لتجديد هجومه على الإعلام وإعادة التشكيك بمصداقيته، خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده، الأربعاء، في نيويورك. هاجم ترامب أمام أكثر من 250 صحافياً موقع "بازفيد" وقناة "سي إن إن"، فعلّق على نشر موقع "بازفيد" وثيقة من 35 صفحة تتحدث عن وجود روابط بين أوساطه والكرملين، بالقول "إنها معلومات زائفة. هذا ملفق. هذه الأمور لم تجر إطلاقاً. وقد حصل عليها خصومنا".
تجدر الإشارة إلى أنه بحسب هذه الوثائق التي لم يتمّ التأكدّ من صحتها، فإن أجهزة الاستخبارات الروسية تملك أيضا معلومات "محرجة" جمعتها على مر السنين وفيديوهات ذات مضمون جنسي لرجل الأعمال مع مومسات في موسكو، وقد نفى الكرملين امتلاك مثل هذا الملف.
اقــرأ أيضاً
وقال ترامب خلال مؤتمره الصحافي "في ما يتعلق بـ"بازفيد"، وهو كومة قذارة في تراجع، فسيتحمل العواقب، وهو بدأ يتحملها. أعتقد أنه أمر مخزٍ أن تسمح وكالات الاستخبارات بنشر معلومات تبيّن أنها مغلوطة وزائفة"، مضيفاً "هذا من الأمور التي كانت ألمانيا النازية تفعلها".
ولم يقتصر هجوم ترامب على "بازفيد"، إذ رفض توجيه صحافي من شبكة "سي إن إن" سؤال له، علماً أنّ الشبكة لم تنشر الوثيقة، لكن كثيرين اعتبروها أعطت إشارة البدء بنشر مثل هذه الادعاءات، لأنها نقلت أن قادة وكالات الاستخبارات الأميركية عرضوا ملخصاً من صفحتين، الجمعة الماضي، على ترامب خلال لقاء معه. وقال ترامب "لن أدعك تطرح سؤالاً. أنتم أخبار كاذبة".
في سياق متصل، اعتبر الصحافي في "نيويورك تايمز" الأميركية، جيم روتنبرغ، أنّ ما حصل بين ترامب و"بازفيد" و"سي إن إن" خلال مؤتمره الصحافي الأخير، يقدّم درسين مهمين للإعلام الأميركي، وذلك في مقال نُشر، الخميس، شدّد فيه على أن مواصلة ترامب انتقاده اللاذع للإعلام، يحتم على الأخير الإسراع في إيجاد استراتيجية جديدة من أجل تغطية أخباره.
وحول الدرسين المهمين المستخلصين أخيراً، أشار روتنبرغ إلى أن ترامب لايزال يتلاعب بمهارة بالإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، علماً أنه يواصل أسلوبه هذا منذ مؤتمره الصحافي الأول في يوليو/تموز الماضي.
واعتبر أن ترامب عمل منذ ذلك الوقت على نزع صفة الشرعية والمصداقية عن المؤسسات الإعلامية أمام ملايين المواطنين الأميركيين، وبينها مؤسسات عريقة، معتمداً على أسلوبه الخطابي، إذ ساهم في تحول الصحافيين ومؤسسات الإعلام إلى أن تكون هي نفسها الأخبار، عوضاً عن أن تقوم بتغطية الأخبار وطرح التساؤلات الكثيرة الأخلاقية على ترامب، قبل توليه منصبه رسمياً، وفقاً لروتنبرغ.
كما رأى روتنبرغ أن هذه المؤسسات الإعلامية تشارك عن غير قصد في التقليل من أهميتها ونسف مصداقيتها، بسبب "فشلها حتى الآن في تعلم كيفية التعامل مع هذا الرئيس الجديد الذي لم تشهد رئيساً مثله سابقاً".
كما شدّد على ضرورة انتباه وسائل الإعلام لما يحصل سريعاً، كي تستطيع استعادة تماسكها، لأنها "تقف الآن على حافة الهاوية، وعلى الديمقراطية أن تحافظ على موقعها في الجانب الآمن".
وأضاف روتنبرغ "على الصحافيين أن يعرفوا هذا الأمر الآن: ترامب سيبقى ترامب. لكن عليهم هم الآن تعلم درس مهم بأن يتقبلوا الأشياء التي لا يستطيعون تغييرها، ثم إيجاد الشجاعة لتغيير الأشياء التي يستطيعون تغييرها، بالطرق الصحيحة لا الخاطئة".
وفي السياق نفسه، رأى روتنبرغ أن قرار "بازفيد" بنشر هذه الوثائق غير المثبتة ساعد على تسليط الضوء مجدداً على فخ الأخبار الزائفة الذي يقع فيه المواطنون الأميركيون، خاصة المستخدمين على موقع "فيسبوك" الذي تبيّن أنه المنصة الأكثر نشراً للأخبار الزائفة.
اقــرأ أيضاً
بعد تقرير "سي إن إن" بحوالي الساعة، نشر "بازفيد" التقرير كاملاً، وأرفقه بالجملة التالية "الآن ينشر "بازفيد نيوز" الوثيقة الكاملة حتى يتمكن الأميركيون من تحديد آرائهم حول الادعاءات المتعلقة بالرئيس الأميركي المنتخب والتي تمّ تداولها على أعلى المستويات في الحكومة الأميركية".
وأشار الموقع إلى أن مصدر التقرير والحقائق التي شملها "تتضمن بعض الأخطاء الواضحة"، و"لم يتمّ التأكد من مضمونه، وقد لا نستطيع التأكد منها".
لكن قرار الموقع بإتاحة التقرير في العلن، دفع بعض وسائل الإعلام الأخرى إلى تكرار نشر هذه الادعاءات، ما دفع إعلاميين وصحافيين بارزين إلى توجيه انتقادات لـ"بازفيد"، ووصف قراره بـ"غير المسؤول". لذا، بعدها بساعات قليلة، نشر مدير تحرير الموقع، بن سميث، بياناً دافع فيه عن قرار النشر، ومعتبراً إياه نوعاً من ممارسة الشفافية الصحافية في فترة شديدة التحيز.
وقال سميث "لم يكن نشر هذه الوثيقة بالمهمة السهلة أو البسيطة، وأصحاب النوايا الحسنة قد يعارضون قرارنا. لكن نشرنا هذا الملف يعكس رؤيتنا إزاء وظيفة الصحافيين في 2017".
طبعاً، لم يفوّت ترامب هذه الفرصة لتجديد هجومه على الإعلام وإعادة التشكيك بمصداقيته، خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده، الأربعاء، في نيويورك. هاجم ترامب أمام أكثر من 250 صحافياً موقع "بازفيد" وقناة "سي إن إن"، فعلّق على نشر موقع "بازفيد" وثيقة من 35 صفحة تتحدث عن وجود روابط بين أوساطه والكرملين، بالقول "إنها معلومات زائفة. هذا ملفق. هذه الأمور لم تجر إطلاقاً. وقد حصل عليها خصومنا".
تجدر الإشارة إلى أنه بحسب هذه الوثائق التي لم يتمّ التأكدّ من صحتها، فإن أجهزة الاستخبارات الروسية تملك أيضا معلومات "محرجة" جمعتها على مر السنين وفيديوهات ذات مضمون جنسي لرجل الأعمال مع مومسات في موسكو، وقد نفى الكرملين امتلاك مثل هذا الملف.
وقال ترامب خلال مؤتمره الصحافي "في ما يتعلق بـ"بازفيد"، وهو كومة قذارة في تراجع، فسيتحمل العواقب، وهو بدأ يتحملها. أعتقد أنه أمر مخزٍ أن تسمح وكالات الاستخبارات بنشر معلومات تبيّن أنها مغلوطة وزائفة"، مضيفاً "هذا من الأمور التي كانت ألمانيا النازية تفعلها".
ولم يقتصر هجوم ترامب على "بازفيد"، إذ رفض توجيه صحافي من شبكة "سي إن إن" سؤال له، علماً أنّ الشبكة لم تنشر الوثيقة، لكن كثيرين اعتبروها أعطت إشارة البدء بنشر مثل هذه الادعاءات، لأنها نقلت أن قادة وكالات الاستخبارات الأميركية عرضوا ملخصاً من صفحتين، الجمعة الماضي، على ترامب خلال لقاء معه. وقال ترامب "لن أدعك تطرح سؤالاً. أنتم أخبار كاذبة".
في سياق متصل، اعتبر الصحافي في "نيويورك تايمز" الأميركية، جيم روتنبرغ، أنّ ما حصل بين ترامب و"بازفيد" و"سي إن إن" خلال مؤتمره الصحافي الأخير، يقدّم درسين مهمين للإعلام الأميركي، وذلك في مقال نُشر، الخميس، شدّد فيه على أن مواصلة ترامب انتقاده اللاذع للإعلام، يحتم على الأخير الإسراع في إيجاد استراتيجية جديدة من أجل تغطية أخباره.
وحول الدرسين المهمين المستخلصين أخيراً، أشار روتنبرغ إلى أن ترامب لايزال يتلاعب بمهارة بالإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، علماً أنه يواصل أسلوبه هذا منذ مؤتمره الصحافي الأول في يوليو/تموز الماضي.
واعتبر أن ترامب عمل منذ ذلك الوقت على نزع صفة الشرعية والمصداقية عن المؤسسات الإعلامية أمام ملايين المواطنين الأميركيين، وبينها مؤسسات عريقة، معتمداً على أسلوبه الخطابي، إذ ساهم في تحول الصحافيين ومؤسسات الإعلام إلى أن تكون هي نفسها الأخبار، عوضاً عن أن تقوم بتغطية الأخبار وطرح التساؤلات الكثيرة الأخلاقية على ترامب، قبل توليه منصبه رسمياً، وفقاً لروتنبرغ.
كما رأى روتنبرغ أن هذه المؤسسات الإعلامية تشارك عن غير قصد في التقليل من أهميتها ونسف مصداقيتها، بسبب "فشلها حتى الآن في تعلم كيفية التعامل مع هذا الرئيس الجديد الذي لم تشهد رئيساً مثله سابقاً".
كما شدّد على ضرورة انتباه وسائل الإعلام لما يحصل سريعاً، كي تستطيع استعادة تماسكها، لأنها "تقف الآن على حافة الهاوية، وعلى الديمقراطية أن تحافظ على موقعها في الجانب الآمن".
وأضاف روتنبرغ "على الصحافيين أن يعرفوا هذا الأمر الآن: ترامب سيبقى ترامب. لكن عليهم هم الآن تعلم درس مهم بأن يتقبلوا الأشياء التي لا يستطيعون تغييرها، ثم إيجاد الشجاعة لتغيير الأشياء التي يستطيعون تغييرها، بالطرق الصحيحة لا الخاطئة".
وفي السياق نفسه، رأى روتنبرغ أن قرار "بازفيد" بنشر هذه الوثائق غير المثبتة ساعد على تسليط الضوء مجدداً على فخ الأخبار الزائفة الذي يقع فيه المواطنون الأميركيون، خاصة المستخدمين على موقع "فيسبوك" الذي تبيّن أنه المنصة الأكثر نشراً للأخبار الزائفة.