الإسلام والديمقراطية

15 اغسطس 2016
+ الخط -
هل هناك توافق بين الإسلام والديمقراطية؟ هل نقلّل من التطرف الديني، حين نستقدم الديموقراطية ومؤسساتها إلى العالم الإسلامي؟
من السهل أن نظهر الإسلام معادياً للديمقراطية، والأيسر أن نلبس الحكم الإسلامي لبوسها. الصعب هو الإنصات إلى التاريخ، وإلى الواقع، وأن نعترف بأنّ هناك مشكل في الدولة الإسلامية، اسمه مشكل الديمقراطية، حيث تشترط الديمقراطية حرية التعبير والتنظيم، ملازمتان لا محيد عنهما.
بالنظر إلى ذلك، نلاحظ أنّ روح الديمقراطية غائبة في الدول الإسلامية، وهو ما يجعل المرء لا يستطيع أن يتحدّث عن حكم ديمقراطي بها. الأصح أنّ معظم الدول العربية الإسلامية تتسلّط عليها أنظمة ديكتاتورية تحاصر الحريات والتعدّد.
ليس الإسلام علّة تأخر المسلمين في هذا الميدان، وليس هو الحل أيضا، فليس الإسلام وحده من يسمح بالحريات، ولا هو الذي يمنعها ويحرم المسلمين منها. تحتاج الديموقراطية إلى نخب تؤمن وتدافع عنها، إلى زعيم يحضنها ويرعاها. المشكل أنّ نخبنا دجنت وزعماءنا يدافعون عن مصالحهم ويتشبثون بمواقعهم.
يكمن مشكل الديموقراطية في الدول الإسلامية في أنّ الانتخابات تعتبر مطية الإسلاميين الأصوليين، للوصول إلى السلطة، فإذا اعتلوها غيّروا قواعد اللعبة، وأداروا وجوههم عنها.
نجد في القرآن الكريم مبادئ، يمكن أن تمثل إطار حكم رشيد تلائم النظام الديموقراطي، وتستطيع إذا قام عليها نظام الحكم في الدول ذات الأغلبية الإسلامية، أن تمتص مخاوف المواطنين، وتقلّل شعورهم بالإحباط، وتستوعب المتطرفين، وبهذا يتحوّل الإسلام إلى قوة فعالة بانية، بدل أن يظلّ عنصراً خارجياً لا خيار للأحزاب المتكلمة باسمه إلا العنف.
قيام نظام إسلامي على تلك المبادئ لا يعني أنه سيكون ديمقراطياً بالمعنى الليبرالي الغربي. المهم هو التشبّع بروح الديمقراطية التي تعني الحريات الفردية والجماعية في التعبير والتجمع أساساً، فهما المدخل لديمقراطية اجتماعية واقتصادية، ما يمكّن المواطن المسلم من الانخراط في الحياة العامة، والمشاركة في الإدارة والتسيير واتخاد القرار.
لنخرج من مأزق الحياة السياسية الموسومة بالديكتاتورية التي تنمّي الأصوليات المختلفة، وتعرّض الشعوب والأمم للهلاك والدمار.
906550B4-94E2-48C5-BF2B-2AEA240AC8FF
906550B4-94E2-48C5-BF2B-2AEA240AC8FF
منصف بندحمان (المغرب)
منصف بندحمان (المغرب)