ابتداءً
تجاهَل أنابيب المياه ومفتاح العدّة،
ركِّز في المياه.
تخيَّل أن خيط المياه المسكوب
لا نهائي.
استمع للأسئلة وهي تنزلق.
الإجابات لا توجد في دواوين الشعر.
■ ■ ■
في الدفاع عن نركسوس
إذا عبرتَ المرآة
فستغلي المياه التي تحرّك الآذان
خوسيه ليسما ليما
في الزهرة
يولدُ من جديد
العارفُ نفسَهُ.
هي نعمة الآلهة
أن تهديك للفراشات لا للدود.
في البحيرة
تقمّص ناركسيوس المطر
تحدّث مع الدم والدموع
عن عصارات تغذّي الوحوش.
انعكاسه الزائل نبوءة
يده تبلغ أعماق المياه
تلتقط أبجدية الأسماك
وأول مخطوطٍ سرّيٍّ.
اجتهدت الآلهة في صقل المعادن
القصدير والنحاس
لنضل طريقنا بين المرايا،
وتتحطّم البحيرة
فتصل شظاياها المبعثرة
حوض الاستحمام
فنسيلُ عبر الأنابيب
لم تعد تولد الزهور
على حواف المقابر،
ولم يعد بإمكاننا
أن نولد في زهرة.
■ ■ ■
Dress code
(في تيغوسيغالبا)
ليست فردوساَ،
علينا أن نبنيَ نوافذ في صدورنا
لتمرّ منها الطلقات
بحرية.
ضع قلبك في جيبك
كي تضلّل الرصاصة الهوجاء.
اختبأ خلف باب مفتوح أو جدار،
استعر قبعة ساحرٍ
واسخر من الموت المبكّر.
تمختر كطاووس حقيقي
ولا تنظر نحو الطلقة التي تتبعك.
اختبأ في صفحات كتاب
واقرأ الإنسان دون توقّف..
تعرَّ فقط..
في المتر المربّع
لحوض الاستحمام.
■ ■ ■
صورة كافكا
مرتدياً قفّازين
كان كافكا يكتب
تقاريره الأمنية
وبيدين عاريتين
الحِكم والروايات.
كان عليه أن يغسل يديه
حتى المرفقين
لأن من رأى الضجر
تمتلأ عيناه
بالقذى.
■ ■ ■
ختم بوتسوانا
في عمق المشهد في بوتسوانا
الأسود تعِدّ وليمة من زرافة
جثّتها ممدّدة
كعضوٌ مبتور من الصحراء.
لبؤة تخفي أحشاءها
تداري على نتانة الجشع
الزرافة النافقة، بلون التراب
قلبها مدفون في السهوب،
تقتات عليها الوحوش لبعض الوقت.
حينما أغلق صنبور مياه الاستحمام
تصبح بشريتي زرافة
هل من نهاية أخرى؟
■ ■ ■
في متر مربع من حوض الاستحمام
حوض الاستحمام مملكة لا متناهية، أمن ذاتي تتهيأ فيه العاصفة أو الظلال. أغسل خطواتي لأصل الميناء. كان هناك نسيان كثير، ولدغة هذا الحيوان اللامرئي. على حافة الصمت، يؤخرني القلق، الصخور محاصرة في الفضاء الحميمي. أبقى وحيداً مع المياه. منكمشاً من البؤس الذي يطوّق الناحية.
■ ■ ■
ومثل المياه تنسكب زفرتي
سفر أيوب
أن تتظاهر أنك لا تسمع صوت المياه المتسربة من بيتك.
أن الحب لا يعود في مياه المطر.
أنه لا يمكن القول إن الحقيقة تحطّمت.
أن تتظاهر كي لا تواجه محاكم التفتيش في مرآة هذه النافورة، رغم أن الغوغاء تطلُّ علي من الضباب المنعكس.
■ ■ ■
ّ"الموت فقط يعرف الطريق إلى البيت"
لويس كاردوسا وأراغون
الرماد المفقود. الزمن الدائر. الحياة التي تمضي صامتة. عليَّ البدء من هنا، لكنني لم أعرف عن جهنم ولا عن صورةٍ خرساء في قدمي. كأنني ذئبة عمياء، افتراض مجهول في العالم. في كل صنبور مفتوح تظهر سقالات لجسدي، تابوت يخمّن مكانه. الماء أيضاً يعرف طريقه للبيت.
أن تشعر بتدفّق الحياة مع القرف، وألّا يكون لديك ما نخسر. أن تكون فاقداً للذاكرة. أن تمرّ من بعيد، المرأة التي ظنّت أن السعادة موجودة عند العتبات القريبة. سقط الشِّعرُ كدلو مياهٍ باردة على الكائنات، مثل جرحٍ ينزف بشفافية. كنت أنوي أن أنظِّف المرآة، لكنني وخلال المحاولة، مسحتُ وجهي.
■ ■ ■
تأثير كوريورليس
"ثلاث خطوات متخيّلة لنيوتن في متحف إنتينيان"
على حدود كيتو
تتجمع ثلاث بتلات في قُمع
يفتن الجنوب مسيرة الزمان
قلبي يمسّدُ جسدي.
أسير متراً واحداً نحو الشمال
فأرى دوّامات تسبق الساعات
دوائرها المركزّة
تنيمني مغناطيسياً
قواقع المياه ستصل قبري
في الإكوادور،
المياه
مصلٌ أسفل سرير المريض،
لا دوامات. العطش يلتهم الأرض.
يجدر بنا أن نعلم ما سيحدث
وإن كان ذلك التهديد
يتقاطر على الرأس
من قصيدة.
■ ■ ■
ثقوب سوداء
"من غيَّر لي الخطوات التي تحملني في شارع ذي وجوه مجهولة؟"
إوخينيو مونتيخو
أعود للساحة
دائرة من الحمام تشكّل ثقباَ أسود،
ربما لهذا السبب
تبدو لي الموسيقى الصادحة من سماعات المقاهي
غريبة.
في المكان المفضّل للعاشقين
بعض المسنين يشتكون من الحكومة.
النافورة تصدر أصواتاً ناشزة
لا أعرف حفيف الأشجار
وقد تغيرت أصوات المقاعد،
لم تكن توجد هذه المنتجات التي ينادي عليها
بائعو الساحة.
في ثقوب الزمن هذه تستنزف المياه
يتغيّر هديل الحمام
صمتي فقط
يحيا.
■ ■ ■
دموع سلمان
"كلُّ زهرة تساوي جرحاً"
لويس دي غونغورا وأرغوتي
مثل أجراس معلّقة بالشمس،
محكوم عليها بمشاهدة النمل لا النجوم،
كانت تزهر وتنتشر في الفناء
دموع سلمان.
بقليل من الكلمات اعتنت بها أمي،
تهمس للزهر وتلهث بتعويذة
وتملّح قطرات الندى.
* Rolando Kattan شاعر هندوراسي من أصل فلسطيني
** ترجمة عن الإسبانية غدير أبو سنينة