وقال زيد بن رعد الحسين، المفوض الأعلى لحقوق الإنسان، خلال عرضه لتقريره السنوي في جنيف، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس": "هذا الشهر، وصف الأمين العام (للأمم المتحدة) الغوطة الشرقية بأنّها جحيم على الأرض. في الشهر المقبل أو الذي يليه، سيواجه الناس في مكان آخر نهاية العالم، نهاية عالم متعمدة، مخططاً لها وينفّذها أفراد يعملون لحساب الحكومة، بدعم مطلق على ما يبدو من بعض حلفائهم الأجانب".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قد طالب في 26 فبراير/شباط الماضي، بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي، وقف إطلاق النار في سورية، لمدة 30 يوماً "فوراً"، مشدداً على ضرورة وقف "الجحيم" في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق.
وأضاف غوتيريس، في افتتاح الجلسة السنوية الرئيسية لمجلس حقوق الإنسان، في جنيف، والتي تستمر أربعة أسابيع، أنّه "ليس بوسع الغوطة الشرقية الانتظار. حان الوقت لوقف هذا الجحيم على الأرض".
وواصل الطيران الحربي الروسي، والتابع للنظام السوري، قصف الغوطة الشرقية بريف دمشق، في أعنف حملة عسكرية منذ فترة، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 600 مدني، بينهم نحو 150 طفلاً، بينما يحاصر 400 ألف مدني فيها، منذ عام 2013.
وتستمر حملة النظام السوري العسكرية على الغوطة، على الرغم من صدور القرار 2401 في مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في 24 فبراير/شباط الماضي، والذي يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، والسماح بدخول المواد الغذائية والإجلاء الطبي، بينما سعت روسيا إلى تجاوز القرار، عبر "هدنة إنسانية" أعلنتها من جانب واحد لخمس ساعات يومياً.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، جلسة مشاورات طارئة، حول مواصلة النظام السوري غاراته ضد المدنيين في الغوطة الشرقية، وذلك بطلب من بريطانيا وفرنسا، بينما لم تؤكّد ذلك البعثة الهولندية التي تتولّى رئاسة أعمال مجلس الأمن هذا الشهر.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، إنّ بلاده حشدت كل إمكانياتها الإغاثية والدبلوماسية من أجل الغوطة الشرقية.
وأضاف كالن، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحافي بالعاصمة التركية أنقرة، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول"، أنّ تركيا حشدت كل الإمكانيات من أجل تحقيق نتائج ملموسة بشأن تقديم المعونة الإنسانية في إطار تحركاتها، فضلاً عن الأنشطة الدبلوماسية التي يقوم بها رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة التركية إلى أنّ أردوغان سيجري اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، لبحث موضوع الغوطة الشرقية.
وتستضيف مدينة إسطنبول قمة لقادة تركيا وروسيا وإيران، حول سورية، في 4 إبريل/نيسان المقبل.
(العربي الجديد)