الأسد طالب السوريين بالعودة... وعناصر أمنه يردّونهم عن الحدود

 يمكن ضم اللاجئة السورية التي قضت نتيجة الإرهاق إلى قائمة ضحايا معركة عرسال. هربت السيدة إلى جانب ألفين آخرين من القرية على وقع القذائف التي أحرقت المخيمات. انطفأ جمر المعارك، لكن مفاعيلها لم ينته بعد. فمصير النازحين السوريين من القرية لا يزال غامضاً. خرج هؤلاء من عرسال مساء الجمعة "بضمانة" من "الأخت آنيس" من دير مار يعقوب في مدينة قارة السورية.
يقول مصدر في عرسال لـ"العربي الجديد" إن "الأخت آنيس، المشهورة على صعيد الوساطة مع النظام السوري، تواصلت مع اللاجئين وأكدت لهم أن طريق عودتهم إلى سورية مؤمنة من نقطة المصنع إن أرادوا العودة إلى بلادهم".
قدم هؤلاء من ريف حمص ومنطقة القلمون عبر المعابر غير الشرعية التي تربط سورية بلبنان نتيجة المعارك، وقرروا العودة بسبب سوء أوضاعهم في لبنان.

أتى عرض الأخت آنيس منسجماً مع دعوة وزير الخارجية اللنباني، جبران باسيل، إلى "إعادة اللاجئين السوريين إلى الأماكن الآمنة في سورية، لتجينب لبنان المخاطر الأمنية والاقتصادية والاجتماعية". هو موقف دأب باسيل على ترديده في وزارة الطاقة والمياه قبل أن يتسلّم وزارة الخارجية في حكومة الرئيس تمام سلام.

" أجبر عناصر الأمن العام السوري عدداً من اللاجئين (من أصل الألفين) على العودة إلى الأراضي اللبنانية "

كما تنسجم مساعي الأخت آنيس مع حديث الرئيس السوري بشار الأسد عن "ترميم المجتمع السوري، وإعادة أبنائه اللاجئين في دول الجوار إلى ربوع الوطن، بعد القضاء على الإرهاب".
لكن أصداء الخطاب لم تصل إلى مسامع عناصر الأمن العام السوري في نقطة المصنع على الحدود بين لبنان وسورية ليل الجمعة. أجبر عناصر الأمن العام السوري عدداً من اللاجئين (من أصل الألفين) على العودة إلى الأراضي اللبنانية. وكان هؤلاء قد غادروا لبنان بعد نجاح المؤسسات الأهلية البقاعية في التوسط مع الأمن العام اللبناني، إذ وافق الأمن العام في لبنان على تسوية أوضاعهم وسمح لهم بالمغادرة من دون دفع الغرامة المالية التي تبلغ ستمئة دولار أميركي. فعاد اللاجئون ليعلقوا في العراء بين حدود الموقفين اللبناني والسوري. واكتفى مصدر في السفارة السورية في بيروت بالتأكيد "أن الملف قيد المتابعة مع الأمن العام اللبناني، والوضع إيجابي".

في المقابل، يحذر رئيس جمعية الأبرار الاجتماعية في البقاع، الشيخ يحيى البريدي، "من الوضع المأسوي للعالقين على الحدود، فقد توفيت سيدة نتجية الإجهاد، ورغم تأمين المعلبات والبطانيات لهم إلا أنه لا يمكن إبقاؤهم في العراء".

يعوّل البريدي على وجود الأخت آنيس في سورية لمتابعة الملف، فهل تنجح الوساطة في رأب الصدع بين خطابات رأس النظام السوري وممانعة عناصر الأمن العام السوري لها؟

(تصوير فيديو ومونتاج حسين بيضون)