الأردن يتأهب لاستثمارات سعودية جديدة

16 مايو 2016
تم بحث إنشاء مجلس مشترك بين البلدين (أرشيف-Getty)
+ الخط -



يتأهب الأردن لاستقبال مزيد من الاستثمارات السعودية خلال الفترة المقبلة، عقب الإعلان، مؤخراً، عن البدء في إجراءات تأسيس الصندوق الاستثماري المشترك بين البلدين خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للعاصمة عمان.
وقال مصدر أردني مطلع لـ "العربي الجديد"، إنه لا توجد حتى الآن أرقام محددة لحجم الاتفاقيات الاقتصادية التي ستوقع بين الأردن والسعودية في إطار التطورات الإيجابية الكبيرة التي طرأت على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الشهر الماضي.

وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن الاتفاقيات تتعلق بمشاريع استثمارية ستنفذ في الأردن في إطار الصندوق الجديد، ولن تتضمن مساعدات مباشرة كما كان في السابق.
وبحث العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، مؤخراً، في اتصال هاتفي مع الأمير محمد بن سلمان، متابعة إنشاء مجلس مشترك بين البلدين، حسب ما أعلنه الديوان الملكي الأردني.
وقال الخبير الاقتصاد حسام عايش لـ "العربي الجديد"، إن الحركة الخارجية السعودية تسير بخطوات واسعة أجل تنمية العلاقات العربية، مضيفاً أن الرؤية السعودية تستدعي تجاوز الحساسيات السياسية وإعادة ربط الدول العربية اقتصاديا.

وأكد عايش أن الأردن يمكن أن يشكل مع مصر والسعودية نواة لمحور عربي جديد يلعب فيه الاقتصاد الدور المحرك ويؤسس لعلاقات سياسية ربما تكون حركتها في المستقبل أكثر تأثيراً في القضايا المهمة في المنطقة، ولا سيما بعد الاتفاق بين الرياض والقاهرة على بناء جسر بينهما.



وقال إن الاهتمام السعودي، على هذ النحو يؤكد أن للأردن حصة من التدفق المالي والاستثماري للسعودية خلال السنوات المقبلة.
وتوقع وزير التخطيط الأردني عمان فاخوري، في تصريحات صحافية سابقة، التوقيع رسمياً على إنشاء الصندوق الاستثماري بين الأردن والسعودية قبل نهاية العام الحالي حيث سيتم بعدها تحديد المشاريع الاستثمارية التي ستنفذ في إطاره.

وفي هذا السياق، قال رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب الأردني النائب عبد الرحيم البقاعي، لـ "العربي الجديد"، إن التدفقات الاستثمارية السعودية المرتقبة للأردن ستدعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة معدلات الاستثمار بما يوفر فرص العمل ويرفع حجم الصادرات ويعزز إيرادات الخزينة، مؤكدا أهمية تعاطي القطاع الخاص في كلا البلدين مع التطورات الإيجابية في مستوى العلاقات الثنائية.
وأضاف البقاعي أن السعودية من أهم شركائنا الاقتصاديين وقد ساهمت بشكل كبير في دعم برامج وخطط التنمية المختلفة وليس ببعيد عنا المساهمة السعودية في الصندوق الخليجي لدعم الأردن حيث بلغت حصتها في الصندوق 1250 مليون دولار.

من جانبه قال رئيس هيئة الاستثمار الأردنية ثابت الور، لـ "العربي الجديد"، إن الاستثمارات السعودية في الأردن من أهم الاستثمارات وتتوزع في عدة قطاعات وأن هناك تركيزا لجذب المزيد منها.
وأضاف أنه سيتم تكثيف الجهود خلال الفترة المقبلة لتعظيم الاستفادة من العلاقات المتميزة بين البلدين اقتصاديا من خلال الصندوق الذي اتفق على انشائه بين الجانبين مؤخراً.
وقالت وزيرة الصناعة والتجارة الأردنية مها علي، مؤخراً، أن السعودية تعد الشريك الاقتصادي الأول لبلادها بحجم تبادل تجاري بين البلدين يتجاوز 5.3 مليارات دولار سنويا حيث شكلت نسبة الصادرات الأردنية إلى السعودية حوالي 14 % من إجمالي الصادرات الأردنية في حين شكلت الواردات من السعودية نسبته 20 % من إجمالي الواردات من دول العالم.

وأضافت أن السعودية تتصدر موقعا متقدما في قائمة المستثمرين في الأردن مع حجم استثمار فاق 10 مليارات دولار في قطاعات النقل والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري وقطاع الإنشاءات السياحية.
ونقلت صحيفة "بلوم بيرغ" عن المبعوث الخاص للعاهل الأردني إلى السعودية باسم عوض الله، قوله إن الاتفاقيات التي وقعها الأردن مع السعودية خلال لقاء القمة بين العاهلين السعودي والأردني في الرياض، هي من أكبر الاتفاقات الاستثمارية بين البلدين حيث ستجلب مليارات الدولارات لبلاده.

وأضاف أن الاتفاقيات نصت على الاستثمار في الطاقة النووية واليورانيوم لدعم الاقتصاد الأردني إضافة إلى الاستثمارات النفطية.
وأشار إلى أن هذه الاتفاقيات تأتي عقب توقيع الاتفاقية المصرية السعودية لبناء جسر البحر الأحمر وتطوير حوض قناة السويس بمبلغ يصل لـ25 مليار دولار. وأوضح عوض الله، أن كلا البلدين سيستفيد اقتصادياً من التقارب الذي حدث خلال الفترة الأخيرة.




المساهمون