الأردن: منع إحياء ذكرى اغتيال أبو علي مصطفى بعد جدل

04 سبتمبر 2017
(تويتر)
+ الخط -



بعد جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، قرر محافظ عمّان، سعد الشهاب، اليوم الاثنين، عدم الموافقة لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني على إقامة حفل تأبين لأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السابق أبو علي مصطفى، المقرر الخميس المقبل.
ووفقاً لوكالة الأنباء الأردنية "بترا"، فإن المحافظ استدعى أمين عام الحزب، سعيد ذياب، وأبلغه قراره بعدم الموافقة على إقامة الفعالية تحت طائلة المسؤولية القانونية.

من جهته، قال ذياب لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحزب ملتزم بتنفيذ الفعالية في موعدها المحدد (..) سنناقش الموضوع في المكتب السياسي للحزب، لكن للآن لا تغيير على الفعالية".

ورأى ذياب في المنع اعتداء على القانون الذي لا يفرض على الأحزاب الحصول على موافقة لتنفيذ الفعاليات المقررة داخل مقارها.
 
وقال "أبلغت المحافظ، إذا كانت الفعالية خارج إطار القانون نتحمل مسؤوليتها، وما دامت في سياق القانون أنتم تتحملون المسؤولية"، مستغرباً أن ينظر لحفل التأبين محركاً للفتنة أو إثارة النعرات الإقليمية كما يروج.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحيي فيها الحزب ذكرى اغتيال أبو علي مصطفى، بل إن الحزب دأب على إحياء الذكرى بشكل سنوي. لكنّ هذه هي المرة الأولى التي يثار جدل حول الفعالية.
هذا الجدل حرّكته الناشطة المقربة من السلطة والمثيرة للجدل، ديما علم فراج، عندما كتبت على صفحتها الشخصية على "فيسبوك" منتقدةً إقدام حزب أردني على تأبين "قاتل مأجور"، كما قالت.

ولم تكتفِ فراج بذلك، بل طالبت الحكومة بوقف الدعم السنوي عن الحزب، واقترحت على الحزب في حال إصراره على تنفيذ التأبين أن "تكون الفعالية لذكرى المجرم أبو مصعب الزرقاوي". 



التعليق المثير والصادم، والذي تباينت التعليقات عليه بين مؤيد ومعارض، أسّس لنقاش متوتر على مواقع التواصل الاجتماعي، تجاوز حدود التأبين ومدى قانونية وشرعية إحيائه. كما أنه قفز عن المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، للنبش في ذاكرة أحداث أيلول/سبتمبر 1970، وإعادة استحضارها واستحضار دور أبو علي مصطفى كقائد عسكري لقوات الجبهة آنذاك.

عضو المكتب السياسي للحزب، فاخر دعاس، ردّ على ما اعتبره محاولات بث روح التفرقة والعنصرية التي تصب في مصلحة العدو الصهيوني الذي قام باغتيال القائد أبو علي، مؤكداً أن فعالية إحياء ذكرى الاغتيال ليست الأولى، ومذكراً بالإدانة الدولية لحادثة الاغتيال، وبيوت العزاء التي فتحت في العواصم العربية ومن ضمنها الأردن، وتقديم الحكومة الأردنية لواجب العزاء.


فيما وجدت فراج مؤيدين لدعوتها منع الفعالية، إذ وصف الصحافي سهم العبادي، أبو علي  مصطفى بـ"قاتل الأردنيين"، ومتوعداً بالقول "موعدنا الخميس"، بينما تعالت العديد من الأصوات، رافضة تحويل التأبين السنوي لمنصة لإثارة العنصرية، والتعدي على النضال الوطني الفلسطيني.

أهم تلك الأصوات الأمينة العامة لحزب الشعب الديمقراطي الأردني، عبلة أبو علبة، التي انتقدت محاولات تدمير صورة الرموز الكبيرة. وقالت "انتهاج سياسة تدمير صورة الرموز الكبيرة، وتدمير قيم المقاومة بكل أشكالها، وقطع الطريق على اتجاهات التقدم والتغيير، كل ذلك في مصلحة التبعية والاستعمار، نقول ستبقى المقاومة بكل أشكالها رمزنا وعزنا حتى زوال التخلف والاستعمار".



فراج التي تعرف نفسها بأنها أردنية جدلية، وأحياناً استفزازية، لم تراجع موقفها أمام العديد من الإدراجات التي انتقدتها، بل واصلت بلغة مبطنة الهجوم على أبو علي مصطفى وكل من يدافع عنه أو عن أحياء ذكرى رحيله. وهو ما عدّه معارضوها محاولة للإساءة للنضال الوطني الفلسطيني ورموزه، وتعمد استحضار صفحة دامية من تاريخ العلاقة الأردنية - الفلسطينية، توافقت الأطراف على طيها، في مسعى لبث روح الفرقة وإثارة النعرات الإقليمية والعنصرية.
المساهمون