الأردن: سوريون محرومون من الرعاية الطبية منذ إغلاق الحدود

21 سبتمبر 2016
يحتاجون إلى الحصول على مساعدات إنسانية (خليل مزراوي/ Getty)
+ الخط -
قالت منظمة أطباء بلا حدود إنّ آلاف السوريين ممنوعون من الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية في الأردن في منطقتين مهمتين، وذلك بعد ثلاثة أشهر من إغلاق الأردن حدوده مع سورية.

وأفادت المنظمة الطبية الدولية، في تقرير لها، اليوم، أنّ "أكثر من 75 ألف سوري، ثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال، عالقون في منطقة صحراوية تعرف باسم الساتر الترابي على الحدود الشمالية الشرقية للأردن".


ولفتت إلى أنها، خلال الفترة الوجيزة التي تمكنت فيها من العمل هناك في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، شهد فريقها الطبي وجود احتياجات طبية كبيرة، لا سيما لدى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والإسهال.

وأضافت أنها تتوفر على تقارير عن تفشٍ للأمراض، لكن ومع منع الوصول إلى الموقع، فمن غير الممكن تحديد المرض أو علاج الناس.

وتقول الدكتورة ناتالي ثيرتل، رئيسة الفريق الطبي التابع لأطباء بلا حدود: "هنالك تقارير غير مؤكدة عن تفشِ جديد لمرض تنفسي يترافق مع سعال مستمر، وتسبب بعدة وفيات. وفي ظل عدم وجود عمليات تطعيم وقائي هناك خوف من أن يكون هذا المرض هو السعال الديكي. والطريقة الوحيدة لتشخيص هذه الحالات وعلاجها هي الوصول الفعلي إلى هؤلاء المرضى".



وتحدث التقرير عن تداعيات الهجوم الذي نُفّذ بسيارة مفخخة قرب منطقة الساتر الترابي في 21 يونيو/حزيران بالأردن، والذي أدى إلى إغلاق حدوده بالكامل مع سورية؛ مما أجبر أطباء بلا حدود على إيقاف جميع عملياتها في المنطقة بعد 23 يوماً فقط.

وأوضح أن "إغلاق الحدود فاقم من الوضع الإنساني الحرج فعلاً بالنسبة للسوريين العالقين هناك، والذين يعانون نقصاً في توفر المياه والطعام ويعيشون في ظروف غير صحية".

وبالرغم من بعض عمليات توزيع المياه المحدودة وإيصال مساعدات غذائية لمرة واحدة، إلا أن أولئك السوريين لم يتلقوا أية رعاية طبية على الإطلاق منذ شهر يونيو/حزيران.

ويقول لويس إيجيلوث، رئيس بعثة أطباء بلا حدود في الأردن: "يعيش السوريون العالقون في منطقة الساتر الترابي ظروفاً حرجة في صحراء خالية من أية أشجار أو مسطحات خضراء، وتصل فيها درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية في الصيف وتشهد شتاءً قاسياً وبارداً للغاية. وكخطوة أولى، يحتاجون إلى الحصول على مساعدات إنسانية كاملة ومستدامة، بما في ذلك الوصول دون عقبات إلى الرعاية الطبية الأساسية وذات الجودة".

وتطالب المنظمة الحكومة الأردنية بإزالة القيود عن المساعدات الإنسانية والسماح لفريقها الطبي بالوصول إلى منطقة الساتر الترابي، لكي تتمكن من تقييم الاحتياجات الطبية للسوريين العالقين هناك بشكل مباشر.

وتشدد على أنها لن تؤيد أي مقترح يتضمن الدفع بالسوريين نحو الداخل السوري، أو لا يؤمِّن تقديم الرعاية الطبية الجيدة بدون تحيز، كما تجدد دعوتها إلى ضرورة إيجاد حل طويل الأمد للوضع الإنساني للسوريين العالقين على الساتر الترابي.

وعلى الجانب الآخر من الحدود السورية الأردنية، وعلى بعد أكثر من 250 كيلومتراً إلى الغرب من منطقة الساتر الترابي، ما زال جرحى الحرب السوريون ممنوعين من الوصول من جنوب سورية إلى برنامج جراحة الطوارئ الذي تديره أطباء بلا حدود في بلدة الرمثا الأردنية الحدودية، بحسب التقرير.

وبين تاريخ سبتمبر/أيلول 2013 وتاريخ إغلاق الحدود في يونيو/حزيران الماضي، راجع أكثر من 2.400 جريح سوري فريق المنظمة في جناح الطوارئ في مستشفى الرمثا، أما الآن فتكاد تكون قاعات العمليات خالية.

ويقول مايكل تالوتي، منسق مشروع أطباء بلا حدود: "مستشفانا شبه فارغ حالياً، فهناك تسعة مرضى فقط، ونعلم أن الجرحى السوريين على بعد خمسة كيلومترات فقط إلا أنهم غير قادرين على الوصول إلى العلاج بسبب هذا الحاجز. إنه لأمر يشعرك بالعجز، إذ إنك تعلم أن أعداد المصابين في ازدياد، ومع ذلك ترى غرفة الطوارئ وجناح العمليات هادئين".

كما وثَّقت منظمة أطباء بلا حدود منذ 21 يونيو/حزيران وجود 56 حالة لجرحى حرب سوريين بحاجة إلى إخلاء طبي طارئ إلا أنهم يُمنَعون من العبور إلى الأردن. وبين هؤلاء 11 طفلاً تراوح أعمارهم بين 3 سنوات و14 سنة.

وجددت "أطباء بلا حدود" دعوتها الحكومة الأردنية للسماح بالاستئناف الفوري لعمليات الإخلاء الطبي لجرحى الحرب السوريين عبر الحدود الشمالية الغربية للأردن، لكي تتيح لهم بالتالي فرصة تلقي رعاية طبية منقذة للحياة غير متوفرة لهم في سورية.

المساهمون