واشتكى الآلاف من المزارعين عدم وجود حلول للمشاكل السنوية التي تواجههم كل عام، والتي أثرت سلباً على إنتاجية "فدان المانجو"، التي من بينها الحشرة القشرية وذبابة الفاكهة والبياض الدقيقي، فضلاً عن "العفن الهبابي" أو ما يطلق عليه المزارعون "الهباب الأسود".
وهو عبارة عن حشرة تشبه الذبابة، تقوم بالتعلق بورق الشجر وتتسبب إفرازاتها الكثيفة في تغطية الورقة بالكامل، وهي إفرازات لزجه تمنع الورقة من القيام بأهم أدوراها وهو التمثيل الضوئي، مما يتسبب في إضعاف الشجرة وعدم وصول الغذاء إليها.
وحمّل حسين عبد الرحمن، نقيب الفلاحين، مسؤولية انتشار الأمراض التى تصيب أشجار المانجو، إلى غياب دور الجمعيات الزراعية عن أداء دورها في توعية المزارعين، وعدم توفير الأدوية والمبيدات المناسبة، خاصة لمرض "العفن الهبابي" الذى يهاجم الأشجار منذ 4 سنوات من دون أن يتم التمكن من إيقافه، وهو ما يسبب سقوط عدد كبير من ثمار المانجو.
وأكد، في تصريحات إعلامية، أن رياحا ضربت عددا من المحافظات أخيراً، أدت إلى خسائر كبيرة للمزارعين، نتيجة عدم وجود مصدات للرياح من الأشجار الضخمة، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج إلى أقل من 50% حيث وصل إنتاج الفدان إلى أقل من طنين بدلاً من 5 و6 أطنان في الماضي.
واضطر مزارعون إلى تقليع أشجار المانجو المتضررة بالآفات بعدما أصابها الجفاف والموت، وحتى لا تضر ببقية الأشجار وهي وسيلة لمواجهة الأمراض ولحماية المحصول الذي ينتظره التجار والمزارعون كل عام.
ويشير المهندس عمر عبد القادر، أحد مزارعي المانجو في صعيد مصر، إلى أن المبيدات التي توفرها الجمعيات الزراعية غير مؤثرة، وربما تكون غير صالحة، موضحاً أن سعر عبوة دواء "العفن الهبابي" يقترب من الـ100 جنيه (6.5 دولارات تقريباً)، ومطلوب من المزارع رش هذا الدواء مرة كل 15 يوماً طوال العام، ما يمثل عبئاً مالياً على المزارع لكي يحافظ على أشجاره.
ولفت إلى أنه أمام كثرة التحديات يلجأ عدد من المزارعين إلى اقتلاع أشجار المانجو واستبدالها بزراعة محاصيل الذرة والبرسيم، بعدما أصبحت زراعة المانجو مكلفة، متوقعاً اختفاء أشجار المانجو في عدد من المحافظات نتيجة عدم اهتمام الحكومة بتلك الزراعات.