كوكب مزدوج
أصاب القمر العلماء بالحيرة على مستويات عدة، من بينها هل هو كوكب؟ إذ إن قمرنا أكبر من بلوتو، وفي قرابة ربع قطر الأرض، ويعتقد بعض العلماء أن القمر أقرب إلى كوكب. يشيرون إلى نظام الأرض - القمر بأنه "كوكب مزدوج" ويطلق على بلوتو والقمر "تشارون" أيضاً نظام الكوكب المزدوج من قبل البعض.
قد لا يعلم كثيرون ذلك، لكن القمر الذي يظهر مشرقاً في السماء قد لا يكون قمرنا الوحيد، ففي عام 1999، وجد العلماء أن كويكباً عرضه خمسة كيلومترات قد وقع في قبضة الجاذبية الأرضية ليصبح بذلك قمراً إضافياً لكوكبنا.
ويقال إن هذا القمر الإضافي يستغرق 770 عاماً لإكمال مدار على شكل حدوة حصان حول الأرض، وسيظل في حالة معلقة حول الأرض لمدة لا تقل عن خمسة آلاف عام.
القمر البارد
تستخدم العديد من الأسماء القديمة لاكتمال القمر حسب الشهر من السنة. والتفسير الشائع هو أن الأميركيين المستعمرين تبنوا العديد من الأسماء الأميركية الأصلية ودمجوها في التقويم الحديث.
وهذه الأسماء هي قمر الذئب في يناير/ كانون الثاني، قمر الثلج في فبراير/ شباط، قمر الدودة في مارس/ آذار، القمر الوردي في إبريل/ نيسان، قمر الوردة في مايو/ أيار، قمر الفراولة في يونيو/ حزيران، قمر الغزال في يوليو/ تموز، قمر سمك الحفش في أغسطس/ آب، قمر الحصاد في سبتمبر/ أيلول، قمر الصيادين في أكتوبر/ تشرين الأول، قمر القندس في نوفمبر/ تشرين الثاني، ثم القمر البارد في ديسمبر/ كانون الأول، وهو القمر الذي نراه الليلة.
مد وجزر
بالعودة إلى القمر الكامل، تؤكد الدراسات والملاحظات أن للقمر تأثيراً واضحاً على المد والجزر. تجذب جاذبية القمر محيطات الأرض، فيحدث المد على الجانب الآخر من الكوكب لأن الجاذبية تسحب الأرض باتجاه القمر أكثر مما تسحب الماء. وعند اكتمال القمر تصطف الشمس والأرض والقمر، وتنتج مداً وجزراً أعلى من المعتاد.
التجاذب بين الأرض والقمر له تأثير آخر مثير للاهتمام: بعض من طاقة الأرض الدورانية يسرقها القمر، ما يسبب في تباطؤ كوكبنا بنحو 1.5 ميلي ثانية كل قرن.
وصُدم علماء من سويسرا عندما اكتشفوا أن البالغين يحصلون على قسط أقل من النوم أثناء اكتمال القمر.
وخلال دراستهم، وجد العلماء أن الناس استغرقوا قرابة خمس دقائق إضافية للغطّ في النوم، وأنهم استيقظوا 20 دقيقة أبكر، كما استغرقوا وقتاً أقل بنسبة 30 بالمائة من المعتاد في مرحلة النوم العميق.
جهة مظلمة
بُنيت حول القمر الكامل كثير من الأساطير، أشهرها ربطه بحالة من السلوك المجنون والخارج عن السيطرة.
صحيح أن هناك ارتفاعاً طفيفاً في معدلات الجريمة خلال القمر الكامل، لكن ليس هناك ما يكفي من الأدلة لربط ذلك بمراحله.
وحتى الساعة يربط العلماء هذا الارتفاع بالزيادة الطبيعية في النشاط عندما يكون هناك مزيد من الضوء الذي يسببه البدر المكتمل.
يعتقد بيطريون أن القطط والكلاب تصبح غير طبيعية خلال حالة القمر الكامل، بحيث تظهر الدراسات زيادة في زيارات غرفة الطوارئ للقطط والكلاب قبل وبعد وخلال أيام القمر الكامل.
لكن القمر قد لا يكون السبب المباشر في نهاية المطاف، إذ ترجح فرضيات بأن السبب هو أن القطط والكلاب تبقى متأخرة في الخارج بسبب وجود ضوء القمر، وهو ما يعرضها للمتاعب ليلاً.
تقول أسطورة إن القمر الكامل يجعل الصغار أكثر إفراطاً في النشاط، لكن العلماء اختبروا هذه النظرية واكتشفوا أن الأطفال دائماً ما يكونون نشطِين في كل مراحل القمر، وأن زيادة النشاط خلال القمر الكامل لم تتعدَّ 1 في المائة.
كما أن هناك اعتقاداً سائداً بأن القمر يملك جهة مظلمة، لكن في الحقيقة يوجد جانب لا تمكن رؤيته من الأرض ويمثل قرابة 41 في المائة من القمر.
ولمن يتساءل عن المناطق الداكنة التي تُرى على سطح القمر فهي عبارة عن آثار الجبال البركانية التي تغطي سطح الجرم السماوي.