ربما يواجه الدولار ضربة جديدة في استخدامات نظم التسوية العالمية في الصفقات التجارية خلال الشهور المقبلة.
وحسب مصادر تركية، فإن هنالك مقترحاً للتخلي عن الدولار في الصفقات الضخمة التي ستنفذ بين أنقرة وموسكو.
وحسب صحيفة Gunes التركية، تسعى أنقرة إلى اعتماد نظام جديد للتجارة مع روسيا، يهدف لاستخدام عملتي البلدين (الليرة التركية والروبل الروسي) في الحسابات التجارية بينهما، ما سيعزز مواقع العملتين أمام الدولار. ويذكر أن الليرة التركية قد تعرضت للانخفاض في أعقاب الانقلاب الفاشل وكان يمكن أن تهبط بنسبة كبيرة أمام الدولار لولا الدعم المباشر الذي حصلت عليه من البنك المركزي التركي، ومن مستثمرين أتراك توجهوا بكثافة لشراء الليرة في الأسبوع الأول بعد الانقلاب الفاشل.
وقالت صحيفة "Gunes" التركية، إن الرئيس رجب طيب أردوغان اقترح على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الابتعاد عن استخدام الدولار في التسوية التجارية للصفقات التجارية بين روسيا وتركيا، واعتماد إما الليرة التركية أو الروبل الروسي في الحسابات التجارية بين البلدين.
وسيسجل ذلك ضربة جديدة للدولار كعملة يرتفع عليها الطلب من قبل البنوك المركزية ومن قبل الشركات والبنوك في تسوية الصفقات التجارية.
وسيعود ذلك بحسب رأي الرئيس التركي بالمنفعة على كل من روسيا وتركيا، إذ ستساهم التجارة بالعملات الوطنية في تعزيز مواقع الليرة التركية والروبل الروسي، وبذلك ستتقلص الضغوط على عملتي البلدين.
وليس مفاجئاً هذا الاقتراح، إذ أن سعر صرف الليرة التركية يندرج ضمن أولويات القيادة التركية، لاسيما بعد هبوط سعر صرف الليرة مقابل الدولار أخيراً، وارتفاع معدل التضخم في تركيا بنسبة 8% على أساس سنوي، وبذلك تسعى القيادة التركية إلى تخفيف الضغوطات عن الليرة التركية. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا نحو 30 مليار دولار سنوياً، لكن حجم التجارة تراجع العام الجاري بعدما فرضت موسكو قيوداً على أنقرة دخلت حيز التنفيذ مطلع العام الجاري.
وفي مؤتمر صحافي عُقد بعد قمة بوتين-أردوغان في مدينة سان بطرسبورغ في 9 آب/أغسطس، صرح الرئيس التركي بأن بلاده تسعى لزيادة التبادل التجاري مع روسيا إلى 100 مليار دولار سنوياً. وخلال الاجتماع اتفق الرئيسان على استئناف التعاون بين البلدين في جميع المجالات، لاسيما إعادة إحياء مشاريع استراتيجية كمشروع نقل الغاز "السيل التركي"، وبناء محطة "أكويو" الكهرونووية.
وكشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عن وجود اتفاق مع موسكو ينص على مساهمة تركيا في تمويل مد خط أنابيب نقل الغاز من روسيا الذي يطلق عليه خط "السيل التركي" مناصفة مع الجانب الروسي. وهو خط أنابيب استراتيجي بالنسبة لروسيا التي تبحث عن ممر لإمدادات الغاز إلى أوروبا لا تمر بدولة من دول الاتحاد الأوروبي في أعقاب أزمة أوكرانيا وما تلتها من تداعيات الحظر الاقتصادي الغربي.
كما أن خط الغاز مهم بالنسبة لتركيا التي تعمل على أن تصبح مركزاً لتسويق الغاز من مناطق آسيا والدول العربية إلى أوروبا، إذ يضمن لها ذلك تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة من جهة، ويجعلها دولة محورية في استراتيجية الطاقة الأوروبية من جهة أخرى.
وقال أردوغان، يوم الخميس، لقناة "خبر ترك" التركية: "أبلغنا الجانب الروسي عن عدم وجود مشاكل في ما يتعلق بمشروع السيل التركي. والشيء الوحيد الذي اقترحناه هو تحملنا نصف تكاليف مد خط الأنابيب على أراضينا".
وفي ما يتعلق ببناء الأجزاء المتبقية من "السيل التركي"، قال أردوغان إنه تم التوصل إلى اتفاق أولي مع الجانب الروسي حول تمويلها بالمناصفة (50%-50%).
ولفت الرئيس التركي إلى أن مشروع الغاز الاستراتيجي "السيل التركي" يقتضي مد خط أنابيب الغاز من روسيا إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود.
وأعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو يوم الأربعاء أن تركيا سيصلها من خلال "السيل التركي" نحو 16 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنوياً، وأن الفائض من هذه الكميات سيوجه إلى أوروبا عبر خط "تاناب" (خط أنابيب نقل الغاز الأذري إلى أوروبا عبر تركيا). وأضاف جاووش أوغلو أن تركيا تعتزم الانتهاء من ربط خط أنابيب "السيل التركي" وخط "تاناب".