يتنفس أهالي الرقة الصعداء مع افتتاح المشفى الوطني فيها، آملين بأن يخفف من معاناة المرضى وذويهم، المادية من جهة كون المشفى يقدم خدماته بالمجان، ومشاق السفر إلى مناطق ومحافظات أخرى لتلقي العلاج من جهة أخرى.
ويقول أبو إبراهيم محيسن، من أهالي الرقة في حديث لـ"العربي الجديد"، "إن افتتاح المشفى انتظرناه أشهراً، ونأمل أنه سيخفف عنا أعباء مالية كبيرة كنا نضطر لدفعها في العيادات والمشافي الخاصة، إضافة إلى أننا في بعض الأحيان نضطر للسفر إلى الحسكة أو الطبقة لتلقي العلاج وإجراء بعض العمليات".
وأضاف "الأهالي بالعموم يعانون من الفقر، في حين تعتبر الرعاية الصحية متردية، ولدينا جرحى حرب، تلك الحرب التي لا تزال مخلفاتها توقع الضحايا بين المدنيين حتى اليوم".
وتقول الناشطة جيهان الحاج، لـ "العربي الجديد"، "بسبب أجور العيادات الخاصة، نعتمد على العلاجات بالطب الشعبي أو جلب دواء من الصيدلية عند الضرورة".
وتضيف "عائلة من أقربائي احتاج أحد أبنائها إلى عمل جراحي، اضطروا لنقله إلى الحسكة، وأجبروا على الاستدانة ليتمكنوا من تحمل تكاليف السفر والعلاج، أما اليوم فالمشفى يخفف الكثير من الأعباء، على أمل أن يتم افتتاح الأقسام الأخرى وخاصة غسيل الكلى، إضافة إلى تأمين أدوية الأمراض المزمنة مثل القلب والسكري".
وتفيد مصادر طبية مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، "العربي الجديد"، أن "افتتاح المشفى الوطني كان حاجة مجتمعية ملحة في ظل ارتفاع تكاليف العلاج في المشافي الخاصة، إذ يقدم خدماته مجاناً، من المعاينة في العيادات الخارجي بمختلف الاختصاصات، إلى إجراء العمليات الجراحية المتوفرة".
وتلفت إلى أن "المشفى لم يفتتح كل أقسامه بعد، ويوفر حالياً العيادات الخارجية بكافة الاختصاصات، وأقسام للجراحة العامة، والأمراض الداخلية وقسم العظمية، في حين يجري العمل على تجهيز قسم غسيل الكلى، الذي ينتظر وصول أربعة أجهزة غسيل خلال الأيام القليلة المقبلة، إضافة إلى قسم المعالجة الفيزيائية، وتركيب الأطراف الصناعية، وجراحات العين والقلب التي تنجز في مرحلة مقبلة".
وتبيّن أنّ "العمل على إعادة ترميم المشفى الذي توقف عن العمل في عام 2017، جراء الأعمال العسكرية ضدّ تنظيم (داعش) الذي سيطر على المدينة حينها، بدأ قبل نحو ثمانية أشهر بدعم من منظمات أوروبية".
وبدأ المشفى باستقبال عشرات المرضى خلال الأسبوع الماضي قبل افتتاحه رسمياً، كما أجريت فيه ثلاث عمليات جراحية الأسبوع الماضي لمريض مصاب باحتشاء دماغي، وقبلها ببضعة أيام أجرى قسم العمليات أول جراحة كانت عملية فتق لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات.