ألقت قوات قسم شرطة المنتزه أول في الإسكندرية، أمس السبت، القبض على الناشط السياسي صفوان محمد، صاحب أول توكيل للدكتور محمد البرادعي في عام 2010، واقتادته إلى مكان غير معلوم، وذلك بسبب حمله حقيبة دوّن عليها عبارة: "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين".
وسبق لمحمد أن خاض انتخابات مجلس الشعب على مقعد الفئات في دائرة المنتزه شرقي المدينة عام 2011، ضدّ عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية، وحسني دويدار مرشح حزب الحرية والعدالة. وحصل على أعلى نسبة لتصويت المصريين في الخارج على مستوى الجمهورية، وقدرها 76 ألف صوت.
وقال مصدر في مديرية أمن الإسكندرية إن إلقاء القبض على محمد، جاء لقيامه بسبّ أحد ضباط القوات المسلحة في الشارع، وترديد هتافات معادية للقوات المسلحة.
وأشار إلى قيام أحد الضباط بتحرير بلاغ ضده، مزود بشهود عيان وجرى عرضه على النيابة للتحقيق في الواقعة.
وكان آخر ما نشره محمد على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة تدوينات هاجم فيها الحكم العسكري وحملة تشويه ثورة 25 يناير. وكتب على حسابه الشخصي على "فيسبوك" أمس السبت، موجهاً رسالة إلى الممثل أحمد آدم الذي يعتبر ثورة يناير "نكسة" قائلاً: "يا أيها الوغد الكبير تأدّبْ عندما تتحدث عن التي جعلت لأمثالك صوتاً بعد صمت ... اسمها ثورة 25 يناير يا وغد".
وفي اليوم نفسه، كتب محمد عن زميلته في ثورة يناير، ماهينور المصري، التي تم سجنها بعد تأييد الحكم بسجنها الشهر الماضي، يقول: "يا دولة الطغاة أفرجوا عن ماهينور المصري". وأضاف مستخدماً لقب ماهينور "(ماهي) صانعة الثورة، (ماهي) صانعة الأمل والبهجة، (ماهي) الحرة في سجون الطغاة ... الحرية لماهينور ... الحرية للمعتقلين".
ووجه صفوان في تدوينات اليوم الأخير انتقاداً لاذعاً إلى الرئيس المؤقت عدلي منصور، قال في إحداها "سجلْ يا تاريخ: عدلي منصور الرئيس الفاترينة يدكَ ملطخة بدماء الأبرياء، لن نسامحك على كل المعتقلين، سنذكر أنه في عهدك وأنت رجل قضاء تم تسييس كل أحكامه وباتت الأحكام تصدر بأمر من أمن الدولة ... أنت مجرم وقاتل بصمت".
وعلّق المحامي في جبهة الدفاع عن النشطاء السياسيين في الإسكندرية، محمد رمضان، على الاعتقال معتبراً أن عملية تصفية النشطاء قد بدأت في القبض على القيادات من النشطاء السياسيين. ولفت إلى أن التصفية بدأت بالقبض على المصري، مروراً بتلفيق بعض القضايا إلى عدد من النشطاء.
وأضاف رمضان، أن قوات الأمن ألقت القبض على محمد، لوجود ملصق على حقيبته الشخصية مدوَّن عليه "لا لحكم العسكر".
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم حركة 6 إبريل، محمود فرغلي، إن استهداف النشطاء السياسيين واحتجازهم لمجرد تعبيرهم عن رأيهم بشكل سلمي بداية غير مبشرة لمرحلة جديدة.