اضحك... السيسي يطلع أحلى

06 نوفمبر 2015
خلال المقابلة (محمد سماحة/فيسبوك)
+ الخط -
"اضحك، الصورة تطلع حلوة"، أو بالأحرى "اضحك، المقابلة مع السيسي تطلع أحلى".. بهذا يُمكن اختصار المنهج الذي اعتمدت عليه الاعلاميّة اللبنانيّة جيزيل خوري في مقابلتها مع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في برنامجها "المشهد" والذي يُعرض على قناة "بي بي سي عربي"، والتي أجريت يوم الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني وبُثّت يوم الرابع منه قبيل زيارته إلى بريطانيا.

طيلة 45 دقيقة من الوقت، تبدأها خوري بالتعريف عن السيسي على أنّه الرئيس المصري، مَن "يرى فيه البعض منقلباً على شرعية الاخوان المسلمين"، وتعتمد فيها على منهج "دردشة الأصدقاء"، التي لا يبادلها السيسي أيّ جزء منها. فخوري، تستمرّ بالضحك وتطلق بعض النكات خلال حوارها، كقولها مثلاً "إن الازمة الاقتصادية في مصر منذ 6 آلاف سنة"، بعد سؤال عن الأزمة الاقتصاديّة التي تمرّ بها مصر حالياً. هذا، مع حرصها على طرح أسئلة جوهريّة لم يطرحها أي من الإعلاميين الذين حاوروا السيسي قبلها، خصوصاً في الإعلام المصري. لكنّ خوري، تنجرّ كما في أغلب مقابلاتها، الى أسلوب الحياديّة المفرطة، في مواضيع متعلّقة بحقائق أو إحصاءات عن أوضاع حقوق الانسان والأوضاع الأمنية والاقتصاديّة.

هكذا، تمدح خوري، السيسي، في مقابلتها قائلةً في أحد الأسئلة "نجحت بشكل كبير، لأنّك كنت مصرّاً وكان هناك إصرار وشجاعة، في فكّ الحصار الدولي عن حكمك والآن أنت ذاهب إلى بريطانيا، التي فيها قيادات من الإخوان المسلمين. هل هناك مسعى للمصالحة مع الإخوان؟" فيردّ السيسي بأنّ الموضوع هو مسألة لدى الشعب الآن. وعندما تسأله عن استفتاء شعبي لمعرفة إن كان الشعب يريد المصالحة، يقول "لا أحد يُمكن بشكل فوقي أن يقول هناك مصالحة، فالشعب غاضب والقضية عند الرأي العام اليوم"، فتسأله عن غضب الجيش، ليقول ببساطة مفرطة إنّ "الشعب جزء من الجيش". لا تعلّق خوري على هذه الجملة، تضحك فقط، وتقول إنها لا تريد الانخراط بموضوع الجيش "لأنها تعرف حساسيّته".

وعندما تسأله، ضاحكةً أيضاً، عن شكوى السيسي الإعلاميين للشعب في خطابه الأخير، بالإضافة إلى سؤالها عن حرية الإعلام، يؤكد السيسي أنّ "الكل يقول ما يريده في الإعلام"، وينتقل من ذلك الى أنّ "هناك مخاطر كبيرة على مصر"، ليستمرّ بالحجة التي يستخدمها لقمع الإعلام والإعلاميين الذين لا يدورون في فلكه، من دون أن تُحاجج الصحافيّة الشهيرة، السيسي على أجوبته، أو أن تطرح أسماء صحافيين معتقلين من دون أي مبرّر قضائي، كمحمود أبو زيد، شوكان مثلاً، وغيره الكثيرين.

وقد تكون خوري محكومةً بالأسئلة السريعة وأن لا تُحاجج ضيوفها على ما يقولونه لطبيعة عملها في القناة مثلاً. إلا أنّها حتى لم تُصوّب المقابلة عندما كانت تطرح أسئلة عن مواضيع فيردّ السيسي في مكان آخر، في ما علّق عليه ناشطون بالمثل المصري الساخر "مالقيتش عيش جبتلك جرجير". فعلى صعيد الإخفاء القسري مثلاً، ردّ السيسي بأنّ هناك أشخاصاً يهربون للانضمام إلى تنظيمات مسلّحة في المنطقة! كما إنّه قال إنّ انتهاكات حقوق الإنسان في مصر هي "انطباع أكثر من أنها حقيقة". "الإنطباع" الذي تؤكّده الصور والمشاهدات والوقائع، وتقارير منظّمات حقوق الإنسان.



اقرأ أيضاً: تشكيك بتصريحات السيسي حول "الإخوان": تجميل ضروري لزيارة بريطانيا
المساهمون