اشتباكات طرابلس تطاول المدنيين وسط تهديدات أممية وصمت حكومي

24 سبتمبر 2018
اشتباكات متقطعة جنوب شرق طرابلس (محمودي تركيا/فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل الاشتباكات بشكل متقطع، جنوب شرق العاصمة طرابلس، اليوم الإثنين، وسط استمرار تساقط قذائف وصواريخ عشوائية على المدنيين، فيما تلزم حكومة الوفاق الصمت حيال الأوضاع.

ولم تتوقف أصوات القذائف والصواريخ، التي تؤكد استمرار الحرب في مناطق جنوب شرق العاصمة، في حين تضرر عدد من الأحياء البعيدة، بسبب تساقط الصواريخ العشوائية على منازل الأهالي، مسببة وفيات من ساكنيها.

وأفاد المستشفى الميداني التابع لوزارة الصحة بأن حصيلة الوفيات من الأهالي بلغت خمسة أشخاص، أول من أمس السبت، بينهم أسرة بكاملها مكونة من ثلاثة أشخاص، فيما توفي ثلاثة آخرون أمس الأحد.

وقال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إن أحياء الهضية الخضراء وبئر الأسطى ميلاد وخلة الفرجان وعين زارة وأبوسليم شهدت، أمس، تساقط صواريخ وقذائف عشوائية بشكل كبير، أصابت عدداً من المنازل، بالإضافة إلى مدرسة في زاوية الدهماني، أظهرت جزءاً منها صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي.


وفي حين نشطت الصفحات الرسمية للفصائل المتقاتلة في نشر الفيديوهات التي تبرز من خلالها قوتها ومحافظتها على مواقعها، تبادلت أيضاً الاتهامات بشأن الصواريخ العشوائية التي أصابت منازل المدنيين، حيث اعتبر كل فصيل أن الآخر هو المسؤول عنها.

ويسود عدم وضوح حقيقة المعارك التي بدأت رقعتها تنحسر إلى مناطق جنوب شرق طرابلس، إذ يزعم كل فصيل تقدّمه وسيطرته على تمركزات الآخر، ففيما أكدت "قوة حماية طرابلس" سيطرتها على كامل منطقة قصر بن غشير وصولاً إلى "كوبري سوق الأحد" خارج طرابلس، كذب اللواء السابع الإعلان، مؤكداً أنه لا يزال يسيطر على مواقعه في قصر بن غشير.





ونشرت القوة فيديوهات تظهر سيارات مسلحة ومعدات عسكرية قالت إنها غنمتها من مواقع اللواء السابع التي سيطرت عليها، ومشاهد أخرى قالت إنها لـ"كوبري سوق الأحد"، المؤدي إلى أولى ضواحي مدينة ترهونة.

من جهته، نشر اللواء السابع فيديو يظهر حدة المعارك ليلاً، مشيراً إلى أنها تحدث في منطقة وادي الربيع، وهي منطقة داخل طرابلس.

بدوره، نشر "لواء الصمود" كلمة لقائده، صلاح بادي، وهو يتحدث لمقاتليه يؤكد فيها على عزمه المضي في حربه ضد "العصابات الخارجة عن القانون"، في إشارة إلى مسلحي "قوة حماية طرابلس"، وأرفق الكلمة بفيديو يوضح وصول تعزيزات عسكرية من مصراته لدعم قوته.

ويبدو أن خارطة المجموعات المسلحة داخل طرابلس قد تحولت إلى شكل جديد من الترتيب، فالأسماء السابقة مثل "كتائب لواء ثوار طرابلس" و"قوة الردع الخاصة" وقوة التدخل السريع والأمن المركزي و"النواصي"، اختفت كلها، ليحل محلها تشكيل جديد تحت مسمى "قوة حماية طرابلس". وأشارت تقارير إعلامية محلية إلى أن تلك القوى وحّدت قواتها تحت مسمى واحد.

وظهر مسمى "قوة حماية طرابلس" لأول مرة، مساء الجمعة الماضية، بإعلان مسلحين "ملثمين" عن إطلاق عملية "بدر" باسم "قوة حماية طرابلس"، لتختفي بعدها، منذ السبت الماضي، كل مسميات المجموعات المسلحة السابقة. ورغم عدم إعلان الحكومة عن موقفها الرسمي من القوة، إلا أن الأخيرة انحصرت فيها إعلانات نتائج الحرب ضد "لواءي الصمود والسابع".

إلى ذلك، توجهت البعثة الأممية بالتعزية لأهالي الضحايا، معلنة عن بدئها إعداد "لائحة بأسماء منتهكي القانون الإنساني الدولي لتقديمها إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات عليهم ومقاضاتهم، كما فعلت ضد إبراهيم الجضران"، بحسب بيان للبعثة نشر على صفحتها أمس.

وكانت المواجهات المسلحة قد اندلعت، نهاية أغسطس/آب الماضي، بين اللواء السابع، القادم من ترهونة، بسيطرته على مواقع عسكرية في جنوب شرق العاصمة، و"لواء الصمود" القادم من مصراته، المسيطر على مواقع عسكرية جنوبها، من جهة، وكتائب ثوار طرابلس وقوة الردع والأمن المركزي وغيرها من المجاميع المسلحة التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق من جهة أخرى.