استياء دنماركي من إعلان يستغل مأساة اللاجئين في اليونان

05 يونيو 2016
الهدف دعم سكان الجزيرة من تبعات أزمة اللاجئين(العربي الجديد)
+ الخط -
أثارت شركة "سبيس"؛ إحدى أعرق وأقدم شركات السياحة في الدنمارك، غضب المواطنين، بسبب ما سموه "إعلاناً مقرفاً" يستغل أزمة اللاجئين في الجزر اليونانية، خصوصاً على جزيرة ليسبوس.


فإعلان "سبيس" يقول: "عمل إغاثي مساعد... مدّ يدك للمساعدة بدون أن تحرك إصبعاً"، قوبل بالغضب منذ أمس السبت، لأن الشركة خفضت أسعارها من نحو 400 دولار إلى ما يقارب 200 دولار نحو ليسبوس، والهدف "مد يد المساعدة" لسكان الجزيرة الذين عانوا بسبب اللاجئين فيها حسب زعم الإعلان والصورة المقصودة منه.

هذا ما أزعج وأغضب الدنماركيين في ما سموه "استغلالا بشعا لأزمة اللاجئين، لدر الملايين إلى صندوق شركة سياحية".

وعلى عكس ما كانت تفعله الخطوط الاسكندنافية "ساس" التي كانت رغم أزمة اللاجئين تسمح للسائحين بحمل حقيبة إضافية مجاناً من 20 كيلو نحو اليونان لتقديم مساعدات إلى اللاجئين هناك، تقول "سبيس" (التي تملك أسطولا من الطائرات السياحية) للسائحين "يمكنكم حمل 10 كيلوغرامات إضافية من جزيرة ليسبوس وشراء المزيد من بضائع سكان الجزيرة دون أن تدفعوا على الحمولة الزائدة".

80 ألفاً هم سكان ليسبوس، تستغلهم شركة سبيس وفق المنتقدين "عبر إعلاناتها المهينة"، بينما تعلل الشركة إعلانها المشار إليه بعنوان "عمل إغاثي" كتلاعب يرى فيه المنتقدون عنواناً عريضاً قبل أن يقرأ ما تحته. فالناظر إلى الإعلان، والعارف باللغة الاسكندنافية يعرف أن "عمل إغاثي" ارتبط دائماً بمد يد العون والمساعدة لمجموعات بشرية أصيبت بكوارث، ومنها قضية وأزمة اللاجئين، والسفر إلى بلدان أفريقية وغيرها مصابة بحالات طارئة معروفة وناجمة عن مجاعة أو جفاف وطوارئ ما بعد الزلازل.



ما قامت به الشركة السياحية يراه الغاضبون استغلالاً بشعاً بالقول: "80 ألف إنسان يعيشون بسبب أزمة اللاجئين بدون نقود ولا إمكانات، وكل ما لدى الجزيرة جرى استخدامه بسبب اللاجئين".


تلك إشارة غير صحيحة برأي المواطنين الدنماركيين وعمال الإغاثة الذين تواجدوا في لسبوس "فهؤلاء اللاجئون استخدموا أموالهم للمبيت وشراء حاجيات، وكانت منظمات الإغاثة ومسلمون من أوروبا يقدمون المساعدة لهم ريثما ينتقلون شمالاً نحو أثينا والحدود المقدونية".

الكاتب والممثل الدنماركي فليمنغ ينسن كتب أمس السبت: "الإعلان ثقيل جداً على صدور الناس، وتفوح منه رائحة كريهة جداً، فهو استغلال لأزمة ومأساة بشرية لبيع تذاكر رخيصة. لا مشكلة في الإعلان عن رحلات سياحية زهيدة الثمن، ولكن الحجج المستخدمة رخيصة. وما يقولونه للناس ادخروا 2000 كرونه وهو لعب على وتر حساس عند البشر".

واتفق كل من السكرتير العام لمنظمة الصليب الأحمر الدنماركي اندرس لادكارل، والطبيبة السورية – الدنماركية المتطوعة في مشافي أطباء بلا حدود هيفاء عوض، أن الإعلان "يظهر قلة احترام لمعاني العمل الإغاثي. وعلى سبيس أن تظهر بعض الاحترام للعاملين في المجال".

"سبيس" أصرت على موقفها في بيان صحافي، أمس السبت، ومن خلال مسؤول التواصل الإعلامي فيها توربن أندرسن: "لا نتفق مع ما نتعرض له من انتقادات. شركتنا ستستمر بتسيير رحلات سياحية إلى لسبوس. والهدف من الإعلان أننا في ظل أزمة اللاجئين بقي سكان لسبوس الذين استقبلوا 500 ألف لاجئ بدون مساعدة، وخسروا كل شيء ولا نريد أن ندير ظهورنا لهم، مثلما فعلنا طيلة 20 سنة سنتوجه إلى لسبوس التي أصبحت بالنسبة للسائحين جزيرة اللاجئين لتغيير تلك النظرة".

التعليق الأخير زاد الطين بلة، لأنه صوّر اللاجئين وكأنهم سلبوا الجزيرة وسكانها. ويضاف بأن "سبيس" أعلنت عن خدمة جديدة للسائحين بدءاً من الأسبوع القادم، عن حمل 10 كلغ إضافية مجاناً من إنتاج سكان الجزيرة من زيت الزيتون.

المساهمون