استمرار تظاهرات العراق رغم القمع والأمطار... والمتظاهرون يرفضون مرشحي الأحزاب
وأصرّ المحتجون على البقاء في ساحات التظاهر، حتى صباح اليوم الأربعاء، رغم حدوث إصابات وحالات اختناق. وقال ناشطون، لـ"العربي الجديد"، إنّ الشرطة العراقية عثرت فجر الأربعاء على جثة الناشط علي اللامي، الذي اختطف عند خروجه من ساحة التحرير قبل أن يقتل وترمى جثته بحي الشعب شمالي العاصمة.
من جهة ثانية، أشار الناشطون إلى أن متظاهري ساحة التحرير رفعوا لافتات كبيرة رفضوا فيها القبول باجتماعات القوى السياسية الرامية لترشيح سياسيين سابقين وحاليين لرئاسة الحكومة الجديدة.
وخصصت إذاعة ساحة التحرير، بثها خلال ليل أمس الثلاثاء، لتوعية المتظاهرين بضرورة عدم القبول بأي من هؤلاء الذين تحاول الأحزاب الفاسدة زجهم على أن لديهم مقبولية من قبل الجماهير.
وفي كربلاء التي شهدت احتجاجات ليلية ودعوات لمواصلة الإضراب عن الدوام، أُعلن عن الإفراج عن 10 متظاهرين سبق أن اختطفوا من قبل مليشيات، يوم الجمعة الماضي، أثناء عودتهم من ساحة التحرير ببغداد إلى كربلاء.
في غضون ذلك، انتشرت القوات الأمنية بشكل مكثّف في مختلف أنحاء كربلاء، وقالت قيادة الشرطة في المحافظة إن هذا الانتشار يهدف لتوفير الأمن للمحافظة والمتظاهرين السلميين والناشطين المدنيين وعدم السماح بالاعتداء عليهم مجدداً، موضحة في بيان أن الانتشار الأمني سيرافقه تعزيز لنقاط التفتيش ونصب كمائن مفاجئة والتفتيش الدقيق للعجلات والأشخاص والدراجات.
وفي ذي قار، استمر توافد المتظاهرين من الناشطين والطلبة وأبناء العشائر إلى ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية وسط دعوات لاستمرار الإضراب عن الدوام في مدارس وكليات المحافظة، بينما يرفض محتجون مغادرة جسر الزيتون ولا يسمحون بالمرور عليه إلا للحالات الطارئة والضرورية.
كما شهدت محافظات جنوبية أخرى كالبصرة والمثنى والديوانية والنجف وميسان وبابل وواسط استمراراً للاحتجاجات المطالبة بحل البرلمان وتشكيل حكومة مؤقتة، تمهيداً لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
سياسياً، لا تزال الأحزاب العراقية تواصل حواراتها، من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن المرشح لتولي رئاسة الحكومة المقبلة.
وشدد عضو البرلمان العراقي عن تحالف "سائرون" المدعوم من "التيار الصدري"، رياض المسعودي، على ضرورة وأهمية وجود دور للمتظاهرين في عملية اختيار رئيس الوزراء الجديد، مؤكداً خلال تصريح صحافي، أنه يمكن إجراء استفتاء في ساحات التظاهر على مرشح يتم رفع اسمه إلى رئيس الجمهورية برهم صالح للموافقة عليه.
وبيّن أن ترشيح رئيس وزراء جديد دون موافقة المتظاهرين يمثل مضيعة للوقت، مؤكداً أن تحالفه يدعم الاستفتاءات والاستبيانات المبنية على رؤية المتظاهرين.