إطلاق المرحلة الثانية من مشروع الآثار الغارقة في المياه القطرية

07 فبراير 2018
شمل المسح شاطئ مدينة الزبارة الأثرية (متاحف قطر)
+ الخط -


أطلقت "متاحف قطر" المرحلة الثانية من مشروع الآثار الغارقة في المياه القطرية، بهدف دراسة وحفظ التراث الثقافي لدولة قطر والاحتفاء به.

وتضمنت المرحلة مسح بعض المناطق في شاطئ مدينة الزبارة الأثرية، المدرجة ضمن قائمة "يونيسكو" للمواقع التراثية، بواسطة أجهزة الاستشعار عن بعد واختيار مواقع التنقيب.

ويعدُّ شاطئ الزبارة من المناطق الغنية بالآثار، ومن المحتمل العثور في مياه المدينة على حطام سفن قديمة وبقايا آثار غارقة، نظراً لوقوعها على طرق التجارة البحرية الرئيسية القديمة، هذا إلى جانب الدراسات المتعلقة بالبيئات القديمة ومستوى سطح الخليج منذ ما قبل التاريخ حتى وقتنا الحالي.

وقال المدير التنفيذي لقطاع التراث الثقافي بالوكالة في متاحف قطر، علي جاسم الكبيسي، إن "المعالم والآثار الغارقة وحُطام السُّفن المنتشرة في المياه القطرية تمثل مصدراً ثقافياً هامّاً يتطلب العديد من الدراسات والأبحاث الأثرية العلمية المتخصصة"، مشيراً إلى "تأصيل الدّراسات التاريخية والأثرية البحرية الغنية والمتنوعة لدولة قطر، وتأصيل التراث القطري والمتمثل في العادات والتقاليد والسلوكيات والممارسات اليومية التي تتعلق بالبيئة الساحلية والخصائص المعمارية للمساكن التقليدية الساحلية التي بدورها ستسهم في تعزيز الانتماء الوطني والثقافة العامة وإعطاء الفرصة للتعرف على ثقافة وآثار قطر".

وانطلقت المرحلة الأولى من المشروع في مايو/أيار الماضي، وشهدت إجراء مسوحات لعدد من المواقع البحرية التراثية في دولة قطر، بواسطة سفينة الأبحاث "جنان" المزودة بأحدث التقنيات.

وأسفرت نتائج المسح في المرحلة الأولى عن اكتشاف العديد من حُطام السفن شمال قطر، وتسجيلها وتوثيقها وعمل صور ثلاثية الأبعاد لما تم اكتشافه بتفاصيل ودقة عالية.

وتسهم هذه النتائج في تعزيز الدراسات الأثرية البحرية الغارقة للمنطقة بشكل عام ولدولة قطر بشكل خاص، وزيادة وعي واهتمام الشعب القطري بالآثار الغارقة والتراث البحري وتهيئة المواقع المكتشفة لتصبح متاحف بحرية مفتوحة تمكن زيارتها، وهو ما سيسهم في تنمية السياحة التراثية لدولة قطر.

وأضاف الكبيسي في بيان صحافي، اليوم الأربعاء، أن المشروع البحثي يطرق باباً جديداً في مجال التراث الثقافي القطري بتسليط الضوء على جوانب مهمة من التراث، كما يقدم مثالاً على الخطوات المتخذة في سبيل الحفاظ على تُراث قطر وحمايته وتعريف أكبر قدر من أفراد المجتمع به.

وفي إطار سعي متاحف قطر لتكون مركزاً بحثياً هاماً للدراسات الأثرية البحرية، سيقدم المشروع معلومات مفصلة عن الطبيعة الجيولوجية البحرية للمناطق الساحلية المتاخمة لمدينة الزبارة الأثرية الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لدولة قطر، وكذلك دراسة تحليلية علمية للمواقع والموجودات التي يُكشف عنها.

وستسهم هذه المعلومات في فهم طبيعة الأنشطة الاقتصادية والتجارية البحرية لدولة قطر على مدار تاريخها وإدراك مدى أهميتها، إلى جانب معرفة أشكال التجارة التي ربطت بين قطر والدول المجاورة، واكتشاف تاريخ وآثار المناطق الساحلية والموانئ القديمة من حيث النشأة والتطور.

كما يسعى المشروع لتثقيف أفراد المجتمع حول أهم الفترات التي شهدت فيها قطر تطورات تاريخية، والاحتفاء بالتراث البحري الثري لدولة قطر وغرس الشعور بالفخر في نفوس الشعب القطري.

ويسهم هذا النوع من المشروعات في تلبية أهداف متاحف قطر الرامية إلى إدارة المواقع ذات الأهمية التراثية في أنحاء مختلفة من قطر والحفاظ عليها وحمايتها وتعزيزها، كما يدعم رؤيتها التي تهدف إلى تحويل المعالم التراثية إلى مصدر إلهام للأجيال المقبلة بإعادة تقديم الماضي لهم.

وأشرفت "متاحف قطر"، منذ تأسيسها عام 2005، على تطوير عدد من المتاحف، منها "متحف الفن الإسلامي"، و"المتحف العربي للفن الحديث"، بالإضافة إلى مركز الزوار الخاص بموقع "الزبارة" الأثري، كما افتتحت "مطافئ: مقر الفنانين"، وتعكف حالياً على الانتهاء من "متحف قطر الوطني" الذي اُعلن عن افتتاحه في ديسمبر/كانون الأول عام 2018، و"متحف 3-2-1" و"متحف قطر الأولمبي والرياضي".

وانطلاقاً من التزامها التام بتحفيز أجيال المستقبل على الاهتمام بالفنون والتراث وإدارة المتاحف، تحرص "متاحف قطر" على رعاية المواهب الفنية وتوفير الفرص القيمة وتطوير المهارات لخدمة المشهد الفني الناشئ في قطر. 

المساهمون