استراق إجازة

18 يونيو 2016
جياكومو بالا/ إيطاليا
+ الخط -

مع بزوغ الألف الثالث، سيطر البلطجيةُ الصغار على مقاليد كوكبنا، بعدما دانت لهم المراكز والأطراف. لم يعُد ثمة متّسع لأفكار اليسار الجذريّ، فقد استُبدلت هذه بأُخرى إصلاحية، هي في حقيقتها ترقيع ـ كيلا نقول مزيّفة ـ لأنها تأتي من داخل الرأسمال لا من خارجه.

والطريف ـ الذي ليس طريفاً على الإطلاق ـ أن حتى هذه، لم يعد لها متّسع هي أيضاً. فالأخطبوط الضرير، سيتركها ترتع في هوامش النسيان، ولن يقبل أبداً بفعاليّتها في السلطة في حال وصلت إليها (اليونان كمثال، وإسبانيا على نحو ما).

إنه النير وقد أُحكم على رقاب الأوربيين. الشمولية الناعمة لكن العارية لا تسمح لمبضع أحدٍ بتلمّس مواضع الإخفاق الحقيقية في منظومة الرأسمال، فالكل يراها والكل يتجاهلها في الوقت نفسه.

نوع من التواطؤ الذريع، أراده البلطجيةُ الصغار لجميع ساكنة الكوكب (باعتبارهم مستهلكين فقط): أن يكونوا مثل كلاب عمياء مزرودة في أيدي مبصرين لا يرون.

هذا هو الوضع المثالي لأولئك الساعين نحو تكديس ثرواتهم على حساب كفاف السواد الأعظم.

أمشي في "الرمبلا"، فلا أرى بشراً: أرى بعض تروس الآلة وهي تحاول جاهدة أن تسترق إجازتها على أكمل وجه!

المساهمون