استبعاد 3.5 ملايين مصري من نظام بطاقة التموين

أثارت عملية الحذف العشوائي التي تقوم بها الحكومة  المصرية حالياً من بطاقة التموين، فزع الأهالي ممن يستحقون الدعم في المحافظات، إذ لا يخلو يوم وإلا يفاجئ بعضهم بتوقف "بطاقة التموين" عن العمل. وأفاد مصدر مسؤول بأنه تم حذف 3.5 ملايين مصري من بطاقات التموين خلال الشهرين الماضيين.

ووجه الأهالي الاتهامات إلى أصحاب الأفران في عدم تمكينهم من الحصول على الخبز المدعم وأيضاً إلى أصحاب محلات البقالة، نتيجة عدم تمكنهم من صرف المقررات التموينية المستحقة لهم، من دون أسباب واضحة من مديريات التموين في المحافظات.

وازدادت حالة الاحتقان بين الأهالي، في ظل استمرار حذف المواطنين عشوائياً للشهر الثالث على التوالي، دون إبداء أية أسباب، إذ تم تقليص عدد الأفراد المستفيدين من كل بطاقة، بحذف فرد أو اثنين.

ولم يتمكن الأهالي من الحصول على إجابات واضحة من المسؤولين، في المقابل أكدت وزارة التموين أن ما حدث مجرد خطأ غير مقصود من "سيستم" الشركة، وكل من تم حذفه ستعود بطاقته للعمل خلال شهر. لكن مصادر قالت إن هناك تعمداً واضحاً من قبل الوزارة بإسقاط تلك الأسماء، خاصة أن جميع من سقطت أسماؤهم لم تتم إضافتهم مرة أخرى للبطاقات.

وكشف مسؤول حكومي عدم إضافة مواليد جدد على بطاقات التموين، في الوقت الذي تعاني فيه الحكومة المزيد من الضغوط الاقتصادية، وهو ما أدى إلى تخفيض الدعم ورفع أسعار الوقود والكهرباء للمرة الثالثة على التوالي، وتخفيض ميزانيات الوزارات خلال الموازنة الجديدة لعام 2018/ 2019 التي بدأت رسمياً مع شهر يوليو/ تموز الحالي، موضحا أن الحكومة ترى أن المواليد الجدد سوف يكلفها المليارات من الجنيهات.

وأضاف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، أن الحكومة في كل عام تؤكد إضافة المواليد الجدد، وهو الأمر الذي لا يحدث، مشيرا إلى أن من تم حذفهم خلال شهري مايو ويونيو، ووصل عددهم إلى 3.5 ملايين مواطن معظمهم فقراء ومن محدودي الدخل، وهناك من خمسة إلى سبعة ملايين طفل على مستوى الجمهورية ينتظرون إضافتهم إلى البطاقات.

وتقدم العشرات من نواب البرلمان بالعديد من طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة، بشأن الحذف العشوائي للأسماء من البطاقات التموينية، إلا أن الأزمة ما زالت مستمرة وهو ما أكد عليه عضو المجلس عمرو صدقي، مشيراً إلى أن الحذف اليومي للأهالي من بطاقات التموين أثار فزع وتخوف الجميع.

وأضاف أنه تقدم مع عشرات النواب بطلبات إحاطة إلى وزير التموين الدكتور علي مصيلحي للتدخل في مواجهة تلك الأزمة الطاحنة، لافتاً إلى مشكلة أخرى تواجه البعض أن بطاقات كثيرة غير صالحة للاستخدام منذ تاريخ تسليمها، الأمر الذي يضطرهم للعودة مرة أخرى إلى مكاتب التموين وتسليم البطاقات، ويستغرق ذلك فترة زمنية قد تتجاوز الشهور بل السنوات.

وحذف الأفراد من بطاقة التموين وعدم إضافة المواليد الجدد تسبب في قلق الملايين من المصريين، خصوصا في ظل الحديث المستمر عن تخفيض الدعم.

وأكد حماد إبراهيم، موظف بالمعاش، أنه توجه إلى بقال التموين لصرف مقرراته المدعمة في بداية الشهر الجاري، وفوجئ بحذف أحد أفراد أسرته من البطاقة، مضيفًا أن البقال أخبره بأنه لا يوجد أسباب واضحة، وطالبه بالتوجه إلى مكتب التموين لمعرفة الأسباب.

فيما قال سعد أحمد، موظف في القطاع الخاص، إن بطاقته كانت تضم 6 أفراد إلا أنها تعرضت لحذف فردين دفعة واحدة، ما شكل أزمة نظرًا لنقص حصص الخبز، موضحاً أنه تردد إلى عدد من المكاتب التموينية لمعرفة أسباب الحذف، ولكنه لم يصل إلى أي حلول.