ارتفاع قتلى الحجاج الإيرانيين والسعودية تردّ على اتهامات طهران

29 سبتمبر 2015
إيران تواصل اتهام السعودية في حادث منى (الأناضول)
+ الخط -

نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن مؤسسة الحج في البلاد، أن عدد القتلى الإيرانيين إثر حادثة التدافع في منى وصل إلى ‏‏228 ‏شخصا، بينما بلغ العدد الفعلي للجرحى الذين مازالوا يتلقون العلاج 27 حاجا، فضلاً عن وجود 246 شخصاً آخرين، ‏مازالوا في ‏عداد المفقودين ولم يتم التعرف على هوياتهم.‏


وفي مؤتمر صحافي للمتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، اعتبر أن مسؤولية تأمين سلامة الحجاج ‏تقع ‏على المملكة العربية السعودية، التي يتوجب عليها تقديم اعتذار رسمي، حسب قوله.‏

وأشار نوبخت إلى أن الخدمات التي قدمت للحجاج لم تكن كافية، وأنّ دولا أخرى عرضت المساعدة على الرياض، التي أخّرت ‏‏بدورها منح التأشيرات للجهات الراغبة في تقديم المساعدة لحجاجها، كما أخّرت وصول الوفد الإيراني إلى السعودية.‏

كما لفت إلى أن الرئيس حسن روحاني عاد إلى إيران اليوم، بعد أن قطع رحلته إلى نيويورك، التي وصل إليها قبل أيام ‏‏للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث عاد الرئيس للمشاركة في مراسم تشييع قتلى منى. وفيما يتعلق ‏‏بسفير البلاد السابق في لبنان، غضنفر ركن أبادي، أكّد نوبخت أنه دخل إلى السعودية بجواز سفره الشخصي، وليس بجوازه ‏‏الدبلوماسي، وأنه ما زال في عداد المفقودين في حادثة التدافع.‏

ورد على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والذي صرح بأنه لا يحق لروحاني ولإيران الحديث عن ‏‏المسؤولية تجاه الحجاج أو عن الديمقراطية في السعودية، فقال نوبخت إن إيران تعلم أنها تتعامل مع دولة عنيدة لديها معها العديد ‏‏من الخلافات، واصفا التصريحات السعودية بالواهية والسخيفة.‏

في ذات السياق، قال مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إنه إذا لم تكن السعودية قادرة على أداء مهامها، ‏‏فلتعترف بالأمر لكي توكل مهمة حماية الحجاج وتأمين مناسك الحج لمنظمة التعاون الإسلامي، مطالبا الرياض بتقديم ‏توضيحات ‏حول حادثة منى والتي راح ضحيتها عدد من المسؤولين والشخصيات الإيرانية، على حد تعبيره، من دون أن يحدد هذه ‏الشخصيات.‏

اقرأ أيضا: إيران تجدد انتقاداتها لموسم الحج ..والسعودية ترد

في المقابل، أكد السفير السعودي في لبنان، علي عواض عسيري، أن "بعض المواقف التي صدرت في لبنان وإيران، وصوّبت ‏على المملكة العربية السعودية، على خلفية حادث التدافع، الذي وقع في مشعر منى خلال موسم حج هذا العام، ليست سوى تعبير عن ‏حال الإفلاس السياسي والضياع التي تعيشها الجهات التي أصدرتها، والتي وصلت إلى حد استغلال الدين والحادث المؤسف الذي ‏حل بالحجيج، لتشويه صورة المملكة، والكيد منها، ردا على فضحها المخططات الهدامة التي تحاك لدول المنطقة".‏

وتساءل عسيري، في بيان، عن سبب "مسارعة بعض الجهات إلى كيل الاتهامات، واستبقت التحقيقات التي تجريها السلطات ‏المختصة في المملكة، والتي ستوضح أسباب الحادث بكل شفافية"، معتبرا أن ذلك "يشكل دليلا على وجود نيات مبيتة مسبقة ‏لمهاجمة المملكة ومحاولة تشويه صورتها".‏

وتابع "أن وجود ملايين الحجاج في نفس الوقت ونفس المكان، يرفع من احتمال وقوع الحوادث، وهذا ما نشهده كل عام بنسب ‏متفاوتة تعمل الحكومة السعودية والهيئات المختصة المشرفة على الحج على إبقائها في حدها الأدنى، وبالتالي كان حرياً بالذين ‏أطلقوا العنان لحملات التشكيك والتشفي، الأخذ في الاعتبار، الجهود التي تبذلها المملكة في استقبال ضيوف الرحمن على مدار ‏العام".‏

ونقلت وكالة "فارس" أن عددا من الجرحى وصلوا إلى إيران، أمس الإثنين، مع الدفعة الأولى من الحجاج العائدين للبلاد، حيث ‏‏يتلقى عشرة منهم العلاج في مستشفيات العاصمة الإيرانية.‏

فيما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن رئيس الدائرة الطبية في مؤسسة الحج، علي مرعشي، قوله إن جثامين ‏‏الإيرانيين ستبدأ بالوصول إلى البلاد اعتبارا من اليوم الثلاثاء، مرجحا أن تصل ليلا، وتوقع أن تقام مراسم التشييع ‏‏الرسمية التي سيحضرها المسؤولون الإيرانيون يوم غد الأربعاء.‏

كما وصل وزير الصحة الإيراني، حسن هاشمي، صباح اليوم، إلى جدة على رأس وفد يضم مساعد وزير الخارجية الإيراني ‏‏حسن قشقاوي، ورئيس الهلال الأحمر الإيراني، أمير محسن ضيايي. ونقلت المواقع الرسمية الإيرانية أن الوفد ‏سيتابع عملية نقل ‏الجثامين إلى البلاد، كما سيحاول معرفة مصير المفقودين من الحجاج الإيرانيين.‏

اقرأ أيضا: اختتام مناسك الحج اليوم والمتعجلون يتوافدون على المدينة

المساهمون