وجاءت هذه الفحوصات متأخرة عن البلدات اليهودية، إذ انطلقت، في الأيام الثلاثة الأخيرة، بالبلدات العربية في قرية عارة بالمثلث، وطمرة في الجليل وراهط في النقب والويم الطيرة في المثلث الجنوبي، وفقاً لرئيس اللجنة الخاصة بمكافحة كورونا، أمطانس شحادة.
وما فتئت السلطات المحلية العربية وأعضاء الكنيست العرب تطالب بمحطات فحوصات ثابتة في البلدات العربية منذ أن اجتاح كورونا البلاد، في منتصف مطلع الشهر الماضي، غير أن وزارة الصحة تعمدت بنهجها العنصري تجاهل حاجيات المجتمع الفلسطيني، وفقاً لما ذكر مسؤولون صحيون.
وتفتقر البلدات العربية إلى البنى التحتية لحالات الطوارئ عامة، وحتى الآن لا توجد مراكز فحوصات ثابتة في البلدات العربية، بل فقط مراكز متنقلة، وهو أمر يمكن أن يؤدي إلى تفشي فيروس كورونا.
وقال رئيس اللجنة الخاصة بمكافحة كورونا، أمطانس شحادة، لـ"العربي الجديد"، "بشكل عام، بدأت كل الفحوصات متأخرة بعض الشيء، لكن كالعادة وضع البلدات العربية يكون أكثر سوءاً من البلدات اليهودية، من حيث البنى التحتية الطبية الضعيفة، وغياب مؤسسات للخدمات الصحية، وعدم وجود مستشفيات في البلدات العربية، ما عدا مدينة الناصرة".
وحتى أمس الأربعاء، لم تكن هناك نقاط فحص ثابتة في البلدات العربية، فيما بدأت نقطة فحص متنقلة تجوب بين البلدات، وعن ذلك قال شحادة، "هذا التأخير مقلق لأنه يؤجل معرفة واقع انتشار الوباء في البلدات العربية، فإلى غاية الآن عدد المصابين في البلدات العربية قليل للغاية، وقد يكون ذلك بسبب عدم إجراء الفحوصات".
وعن القلق من تفشي المرض بين فلسطينيي الداخل، قال الدكتور محمد خطيب، رئيس لجنة الصحة القُطرية والمتابعة: "قبل ثلاثة أيام بدأت الفحوصات المتنقلة drive in في البلدات العربية؛ عارة بالمثلث، طمرة بالجليل وراهط بالنقب واليم الطيبة وكفرقاسم المثلث الجنوبي، غير أنّ عدد الفحوصات قليل وغير كاف حتى الآن، رغم الاعتراف بوجود تحسّن في الآونة الأخيرة، فعندما فتحت محطات كشف فيروس كورونا قريباً من البلدات العربية، توجّه الناس إليها لإجراء الفحوصات".
ويسود القلق خاصة لأنّ الأمراض المزمنة تشكل خطورة أكبر على المصابين، ونسبة من يعانون من أمراض مزمنة مرتفعة لدى المجتمع العربي في الداخل، إذ إنّ 30% من جيل ما فوق العشرين عاماً يعانون من مرض مزمن واحد، وبين مجموعات جيل فوق الستين عاماً تتراوح النسبة بين 60 و70%.
ولفت خطيب إلى أنّ "الوباء انتشر في البداية في مركز البلاد، وذلك بسبب عودة المسافرين من الخارج. والآن نحن في مرحلة العدوى، وكورونا لم يعد محصوراً في منطقة واحدة، بل أخذ ينتشر في الأماكن التي تشهد اختلاطاً وكثافة سكانية أكثر".
من جهته، قال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة: "واضح أنّ هناك تمييزا في كل ما يتعلق بوقاية المجتمع العربي من فيروس كورونا، إذ تتعمد الحكومة الإسرائيلية تجاهل احتياجات المجتمع العربي عموما، وفي النقب خصوصاً من ناحية الفحوصات ومراكز الطوارئ".
وأضاف "الصورة أكثر قتامة مما يعلن عنه حتى الآن، إلى جانب ذلك علينا أن نتحمل المسؤولية، وأن يبادر كل واحد منا عندما يشعر بأعراض المرض إلى الفحص، وهذا الأمر يجب أن لا يكون فيه أي حرج، فالمرض ليس عيباً". وتابع "لقد وضعنا وثيقة كاملة نحدد فيها مطالبنا، ليس فقط في المجال الصحي، بل في كل المجالات التي يجب أن تكون بمثابة برنامج عمل لنا ومشروع مطالب من المؤسسة الرسمية".
أما فيما يخص الناصرة، المدينة الوحيدة التي تتوفر على ثلاثة مستشفيات خاصة من كل البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، والإنكليزي واحد منها، فيقول مديره الدكتور فهد حكيم: "جميع الأطباء في المستشفى يعملون أيضاً مع صناديق المرضى، نتوفر على 135 سريراً طبياً، ونستقبل 70 ألف مريض في قسم الطوارئ. أول من أمس، قمنا بافتتاح قسم لاستقبال مرضى كورونا بعد أن قمنا بتجهيزه".
وأضاف "طالبت وزارة الصحة بتجهيز 60 سريراً لعلاج مرضى كرورونا، وعشرون منها للعلاج مع التنفس الاصطناعي. حالياً لا وجود لمرضى كورونا في المستشفى، ونحن على استعداد لاستقبالهم من كل المناطق وليس فقط الناصرة".