احذروا "حمية الأفعى" والخفض السريع للوزن

27 يوليو 2020
تتضمن هذه الحمية ساعات صيام طويلة (Getty)
+ الخط -

تكثر الحميات السريعة التي يُسوَّق لها على أنها الطريقة المثلى للتخلص سريعاً من زيادة الوزن. وتفترض هذه الحميات، في غالبيّتها، حرمان مجموعات غذائية أساسية لتحقيق الهدف، بخفض الوزن بأسرع وقت ممكن. "حمية الأفعى" أو Snake Diet هي من هذه الحميات الصارمة، إذ قد تسمح بخسارة نحو كيلوغرام واحد في اليوم، في الأسبوع الأوَّل عند اتّباعها.

لكن هل تعتبر صحيّة وآمنة؟ بحسب اختصاصيَّة التغذية، مايا شقرا، تحمل هذه الحمية معنى اسمها جيداً، لأنَّها عبارة عن نظام غذائي يشبه الذي تتبعه الأفعى من ناحية التركيز على وجبة واحدة ضخمة ودسمة وغنية بالبروتينات، تليها ساعات طويلة من الصيام والحرمان لمدة 22 ساعة. وتختلف هذه الحمية عن حمية الـ"كيتو" التي تركز على الأطعمة الدسمة، وحمية الصيام المتقطع التي تفسح المجال للأكل في مدة أطول، ويمكن التركيز فيها على النشويات.

في المقابل، تعتمد "حمية الأفعى" على الصيام لأطول وقت ممكن، فيما لا يزال الجسم يحصل على كل المغذيات والسعرات الحرارية التي يحتاجها. وبالتالي، يعتبر كول روبنسون الذي أطلقها أن هذه الحمية مدروسة وتفترض الصيام لساعات محددة للتخلص من السموم في الجسم، ويلي ذلك مرحلة الحفاظ على الوزن. وتشير شقرا إلى أنَّ من الطبيعي أن ينخفض الوزن مع الصيام والانخفاض الكبير في معدل الوحدات الحرارية التي نحصل عليها، إذ يستخدم الجسم مخزونه من الطاقة. عادةً، في أثناء اشتداد الحمية، يحرق الجسم الدهون ويستخدم الكتلة العضلية للاستمرار وتأمين الطاقة.

لايف ستايل
التحديثات الحية

لكن تكمن المشكلة في أن "حمية الأفعى" لا تُؤمِّن حاجات الجسم الغذائية الأساسيَّة، ما يؤدي إلى انخفاض سريع وغير صحي للوزن. بشكلٍ عام، يمكن خسارة 0.9 كلغ في اليوم في الأسبوع الأول من الصيام، وينخفض المعدل إلى 0.3 كلغ في اليوم مع بلوغ الأسبوع الثالث. فيما يوصي اختصاصيو التغذيَّة بخفض الوزن بمعدل 0.5 إلى 0.9 كلغ في الأسبوع لا أكثر.

يضاف إلى ذلك أن "حمية الأفعى" لا تساعد على اكتساب عادات غذائية صحية، وقد تؤدي إلى اكتساب الوزن مجدداً بعد العودة إلى النظام الغذائي المعتاد بعد الانتهاء منها. وتشدد شقرا على أن هذه الحمية لا تؤمن حاجات الجسم من الفيتامينات والمعادن الأساسية للجسم، ما يشكل خطراً جدياً على الصحة. لا تنكر شقرا فوائد هذه الحمية في مكافحة أمراض عديدة، منها السكري من النوع الثاني، والقوباء والالتهابات، بحسب ما أظهرت بعض الدراسات. لكن ثمة حاجة إلى المزيد من الدراسات والإثباتات العلمية لتأكيد ذلك، لأن الأمور لم تتضح بعد.

وحتى اليوم لم يُثبَت إلا الانخفاض الكبير في الوزن، الأمر الذي يُعتبَر في غاية الخطورة. وفي مقابل هذه الفوائد غير المثبتة، ثمة معطيات تؤكد أن المخاطر الناتجة منها كثيرة، ولا تشجع أبداً على اعتمادها، ومنها: تكريس عادات غذائية غير صحية، والنقص الحاد في المكونات الغذائية الأساسية في الجسم، وجفاف السوائل والاضطرابات الغذائية والإرهاق، لأنّها حمية صارمة جداً يصعب تحمُّلها، لكونها تستند إلى الصيام لساعات طويلة، يليها تناول وجبة واحدة في مدة قصيرة.

دلالات
المساهمون