لا نعرف ما الذي خطر ببال أهداف سويف قبل ثماني سنوات حين أطلقت اسم "احتفالية فلسطين للأدب" على المبادرة الصغيرة، التي سرعان ما تحوّلت إلى واحد من مهرجانات العالم البارزة، في زمان ومكان غير عاديين.
قصة هذا الموعد السنوي باتت معروفة ولكن انتباهة مباغتة إلى كلمة احتفالية تجعلنا نتوقف قليلاً. إذن ما زال بوسعنا أن نحتفل.
بقيت أقل من ساعة على بدء فعاليات الليلة الثالثة من المهرجان في حيفا، بعد القدس ورام الله. وجوه صديقة كثيرة سنلتقيها بعد قليل في "المركز الثقافي العربي" الذي سيتشرّف قريباً بحمل اسم مؤسسته الباقية روضة بشارة عطا لله.
ما زال بالإمكان احتمال حرارة أيار وها هو نسيم المساء بدأ يلعب.
السنوات مرّت بأسرع مما تخيلنا وثمار الاحتفالية، سيما السياسية، باتت تتدلى من الشجرة. عشرات وربما مئات من مثقفي العالم شكّلت لهم الاحتفالية نقطة تحوّل بما يتجاوز وعي قضية فلسطين ومقاطعة "إسرائيل" إلى وعي القضية العربية برمتها.
تأكدنا من هذا ونحن نقرأ الشهر الماضي بيان انسحاب سبعة كتّاب بارزين من حفل جوائز "نادي القلم" الأميركي احتجاجاً على تكريم مجلة "شارلي إيبدو" وعلى رأسهم اثنين من ضيوفنا العام الماضي.
يصعب شكر العزيزة أهداف على نفسها الطويل وقد تعلّمنا منها الكثير. يصعب أن نبحث الليلة عن وجه روضة وقد وزّعت ملامحه في ما بيننا.