احتفالات فتحاوية في غزة

05 يناير 2016
+ الخط -
منذ نحو ثماني سنوات، لم يحتفل أبناء حركة فتح في قطاع غزة بانطلاقة حركتهم، بسبب سيطرة حركة حماس على القطاع منذ عام 2007. ففي كل عام، كانت هناك محاولات عدة لإقامة الاحتفالات، ولكن كانت حكومة غزة المقالة تمنع إقامتها وتقمعها لدواع أمنية، حسب زعمها، في حين كانت حماس وفصائل أخرى تحتفل بانطلاقتها من دون أية موانع أمنية أو سياسية.
أذكر الأيام الأولى بعد سيطرة "حماس" على غزة، حاولت حركة فتح ممثلة بقيادتها إحياء ذكرى رحيل القائد ياسر عرفات. ولكن، انتهى الاحتفال، قبل أن يبدأ بضرب الموجودين في ساحة الكتيبة. وقبل نحو شهرين، في ذكرى استشهاد عرفات، أيضاً، خرج شباب فتحاويون لإحياء المناسبة، ولكن تحول الاحتفال إلى مسابقة "جري" سريع بينهم وبين عناصر الأمن في الحكومة المقالة.
لم تنته حالات القمع والاضطهاد التي مورست على أبناء فتح، ولم توقف عزيمتهم وحبهم هذه الحركة الثورية التاريخية، بل صمدوا وصانوا عهدهم لرمز ثورتهم وقضيتهم الفلسطينية وتحدوا كل العقبات. إلى أن جاءت ساعة الاحتفال في الذكرى 51 لانطلاقة فتح، حيث خرج آلاف من أبنائها من محافظات الجنوب والشمال ووسط مدينة غزة، الصغار قبل الكبار، اجتمعوا في ساحة الجندي المجهول، ورفعوا رايات فلسطين، والرايات الفتحاوية الصفراء، وملصقات للقائد الراحل أبو عمار والرئيس الفلسطيني محمود عباس، يهتفون "عاشت فلسطين .. عاشت فتح".
استحضر شريطاً طويلاً عمره ثماني سنوات من الكبت والاضطهاد، ومحاولات عديدة للمصالحة بين حركتي فتح وحماس، واتفاقات باءت بالفشل، وكنا دوما نأمل الخير في اجتماعاتهم، ولكن ما أن تمر ساعات إلا ويخرج قيادات من "حماس"، تتنصل من تلك الاتفاقيات، وبالتالي، يعود الشارع الفلسطيني إلى حالة من التيه.
بعد مرور ذلك الشريط، وعندما أفقت على هتافات الصغار والكبار من أبناء "فتح"، رأيت فرحة عارمة في شوارع غزة، وأطلقت الألعاب النارية، وأطفئت الشعلة باكراً، لأن هناك ضوابط للاحتفال وساعات انتهاء، لابد من الالتزام بها. ولكن، لم توقف تلك الضوابط استمرار الاحتفال والحشد الشعبي في وسط مدينة غزة، فكان المكان يعج بالناس، وكأن هناك عيداً، يحتفلون به، ويشترون ملابس جديدة لأولادهم الصغار، وكأنه إصرار على مواصلة الاحتفال، من دون إصغاء لأية ضوابط مريرة، أجحفت حقهم في كل شيء.
لماذا وافقت حركة حماس في هذا الوقت بالاحتفال بالانطلاقة الفتحاوية، وما هو السر في ذلك؟ هل هناك اتفاق لم يعلن بعد يخص المصالحة الفلسطينية؟ هل سيتم انتهاء أزمة الحصار المفروض على القطاع، وسيفتح معبر رفح الدولي؟ أم أن هناك شخص يمهد الطريق له لاستلام السلطة الفلسطينية ويرأسها، ومتفق مع حماس على السماح بالاحتفال؟ أسئلة كثيرة تدور في خاطري، ولا أجد لها إجابة واضحة، تشفي حب فضولي الصحفي.
21DE88C9-1996-4132-A3BB-48A5755CF8E2
21DE88C9-1996-4132-A3BB-48A5755CF8E2
نجوى اقطيفان (فلسطين)
نجوى اقطيفان (فلسطين)