احتراق خزانات النفط الليبية يغذي الشكوك حول أزمة الوقود

أعلن مسؤول ليبي، في مجلس طرابلس المحلي، أن الأيام المقبلة ستشهد انفراجاً في أزمة نقص الوقود في العاصمة، طرابلس.

وأوضح مسؤول المجلس المحلي، عادل بكرة، في تصريح تلفزيوني، أنه سيتم تأمين محطات الوقود من قبل قوة الردع والتدخل، مبيناً أن عدد المحطات في طرابلس الكبرى يصل إلى 120 محطة، يعمل منها الآن 15 محطة فقط.

وكانت نيران قد اشتعلت في خزانين للوقود تابعين لشركة "البريقة لتسويق النفط"، عند طريق مطار طرابلس الدولي، جراء قصفهما، في العمليات العسكرية المندلعة بين قوات "فجر ليبيا" وكتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" المسيطرة على المطار الليبي ومقار حكومية وأمنية أخرى.

شكوك حول أزمة الوقود

ويحوي الخزانان ما يقارب 13 مليون متر مكعب من الوقود، وهما قريبان من خزانات أخرى للوقود والغاز لم تطلها الحرائق... وهو ما جعل مراقبين يتساءلون عن سر أزمة الوقود، التي شهدتها العاصمة الليبية، طرابلس، خلال فترات متقطعة على مدار ثلاث سنوات، حيث أن هذه الخزانات يتم تزويدها بالوقود من مصفاة الزاوية القريبة من طرابلس، 40 كم غرب طرابلس.

وعللوا أن الكتائب المسيطرة على منطقة الخزانات كانت تفتعل أزمة الوقود والغاز في طرابلس، طوال هذه الفترة، لأسباب سياسية بحتة، أو بيع كميات من الوقود في السوق السوداء خارج ليبيا، خاصة وأن فروعاً لهذه الكتائب متواجدة على الحدود الليبية الجنوبية القريبة من الجزائر وتشاد والنيجر.

وتهدد أزمة الوقود في العاصمة، طرابلس، كثيراً من المرافق الحيوية، كالمستشفيات والجهات العامة، بالعجز عن تقديم خدماتها للمواطنين.

الحريق مستمر

من جانبه، أكد مدير إدارة التخطيط والمتابعة في وزارة النفط الليبية، سمير كمال، لـ "العربي الجديد" أن النيران مشتعلة حالياً في ثلاث خزانات للوقود من أصل 12 خزاناً، في المنطقة القريبة من طريق مطار طرابلس الدولي.

ونفى كمال أن تكون طائرات إيطالية قد تدخلت لإطفاء الحريق، مشيرا إلى أن الاتصالات ما زالت جارية مع الجانب الإيطالي، الذي يشترط وقف إطلاق النار للتدخل والمساعدة، وأن جهود الإطفاء تقوم بها حاليا إدارة الدفاع المدني الليبية، ورجال إطفاء من المؤسسة الوطنية للنفط، والذين كادوا يسيطرون على الحرائق لولا استمرار الاشتباكات المتبادلة في محيط المطار.

ونوه مدير إدارة التخطيط والمتابعة إلى أن الخسائر والأضرار لم يتم حصرها حتى الآن، مؤكدا تلف كميات الوقود المشتعلة، وكذلك الخزانات، وانتشار غاز سام في سماء المنطقة القريبة من النيران، محذرا من انفجار خزانات الغاز، والتي قد يصل مداها من 3 إلى 5 كم في محيط منطقة الانفجار.

انقطاع الكهرباء

من جهة أخرى شهدت مدينة بنغازي انقطاع التيار الكهربائي المغذي لمناطق الهواري، والقوارشة، وبوهديمة، والحدائق، وحي الزيتون، وشارع دبي، ومنطقة الماجوري، والمناطق القريبة منها، وأكدت مصادر الشركة العامة للكهرباء في بنغازي أنه تم استهداف كل من محطة جنوب بنغازي، ومحطة بوعطني، بقذائف أسفرت عن انقطاع الكهرباء على مناطق كثيرة في مدينة بنغازي، ولم تتمكن فرق الصيانة والتشغيل من الدخول إلى المحطات لمعرفة حجم الاضرار. وأوضحت المصادر أنه جارٍ تغذية المناطق المتأثرة بمصادر بديلة قدر المستطاع، إلى أن يتمكن المشغلون من دخول المحطة لتحديد الأضرار للبدء في صيانتها.

على صعيد آخر، أعلن مصرف ليبيا المركزي عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بالتعاون مع جهاز أمن المرافق والمنشآت، لتأمين نقل الشحنات المالية لكافة فروع المصرف، وذلك بعدما تعرضت سيارات نقل الأموال التابِعة للَبنك لعملِيات مُتكررة للسطو المسلح عليها، مما أَثَّر في تدفُّق السيولَة في المصارف الليبية في مناطق متعددة.