احتدام المعارك جنوبي إدلب والنظام يفشل بالتقدم في حلب

20 ديسمبر 2017
معارك متواصلة في إدلب(Getty)
+ الخط -
تجدّدت الاشتباكات جنوبي محافظة إدلب بعد نجاح قوات النظام السوري المدعومة بالمليشيات المحلية والأجنبية، بانتزاع إحدى القرى هناك من يد "هيئة تحرير الشام"، التي تستعد للقيام بهجوم معاكس، في حين أخفقت قوات النظام في اقتحام بلدة مغر المير، بريف دمشق الغربي، فضلاً عن فشلها في التقدم جنوبي حلب.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ فصائل المعارضة بدأت هجوماً معاكساً بهدف استعادة السيطرة على منطقة تل الأغر التي استولت عليها قوات النظام في الساعات الأخيرة، وسط قصف مدفعي وجوي عنيف.

وتضم المنطقة تلة استراتيجية تتيح لها فرض سيطرتها النارية على مساحة واسعة في محيطها ورصد قرى عدّة في ناحية سنجار، إضافة إلى تمكين قوات النظام من فرض حصار مع تنظيم "داعش" على قريتي الضبيعية وعب الخزنة ومنطقة جبل حوايش، التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام".

في المقابل، فشلت قوات النظام في إحراز تقدم على جبهات ريف حلب الجنوبي، بعد معارك عنيفة مع "هيئة تحرير الشام" وقعت خلالها خسائر بشرية من الطرفين، في حين تكبدت قوات النظام خسائر بشرية خلال محاولة تقدم في ريف حماة الشمالي الشرقي.


وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ معارك عنيفة وقعت بين "هيئة تحرير الشام" وقوات النظام إثر هجوم من الأخير على محورين في ريف حلب الجنوبي في محاولة تقدم إلى قريتي رسم سيالة ورملة في جبل الحص، مشيرة إلى أن المعارك لا تزال مستمرة في المنطقة.

وأضافت المصادر أنّ قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي لم تتمكن من التقدم إثر المقاومة العنيفة التي يبديها مقاتلو "هيئة تحرير الشام"، حيث وقعت خسائر بشرية من الطرفين.

من جانبها، أفادت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام"، بأن الأخيرة تمكنت من أسر مجموعة من قوات النظام بينهم ضابط، خلال المواجهات في منطقة جبل الحص بريف حلب الجنوبي.

ضحايا مدنيون ونزوح جماعي

على صعيد آخر، ارتفع عدد ضحايا القصف الجوي الروسي الثلاثاء-الأربعاء على بلدة معرشورين التابعة لمدينة معرة النعمان في محافظة إدلب إلى 17 مدنياً، معظمهم نساء وأطفال.

وقال ناشطون إن أربع طائرات حربية شنت غارات بالصواريخ الفراغية على الأحياء السكنية في البلدة، ما أسفر أيضا عن إصابة العشرات بجروح.

وشهدت قرى تل الأغر، وادي شحروري، الناصرية، تل عمارة، حوا في ناحية سنجار بريف إدلب الشرقي، نزوحاً كبيراً شمل أكثر من ألف عائلة باتجاه قريتي قطرة وعجاز، غربي سنجار، وباتجاه مدينة الدانا وبلدة بابيلا، شمال إدلب.

وقال ناشطون إنّ "وضع النازحين صعب للغاية، غادر معظمهم دون اصطحاب أي من حاجياتهم مع اقتراب قوات النظام وتمهيدها المدفعي والصاروخي، وما زال معظمهم داخل سيّاراتهم أو انتشروا في الأراضي الزراعية، دون وجود أي جهة ترعاهم، وبعضهم فقط جرت استضافتهم في منازل أقاربهم".

وفي محيط العاصمة دمشق، ذكرت "غرفة عمليات جبل الشيخ"، أنّ مقاتليها تمكّنوا من إعطاب دبابة وقتل مجموعة من عناصر النظام في محيط بلدة مغر المير.

وذكرت الغرفة أنّ الاشتباكات الدائرة هي الأعنف منذ بدء محاولة السيطرة على منطقة الحرمون، نظراً لتعرُّض بلدتي مغر المير ومزرعة بيت جن وتل مروان لقصف بمئات الصواريخ شديدة التدمير من نوع "فيل" و"جولان 300".

وكانت قوات النظام نجحت في السيطرة على تلة المقتول وتلة شهاب ومنطقتي بشير النجار والضهر الأسود، وفي كشف مناطق المقاتلين من المرتفعات، والتهديد بشطر مناطق سيطرتهم إلى قسمين.

وفي شرق البلاد، قتل مدنيان بقصف مدفعي لقوات النظام على الأحياء السكنية في مدينة هجين، شرق ديرالزور، وعلى بلدة الباغوز في منطقة البوكمال.

ويشهد الريف الشرقي لدير الزور اشتباكات بين تنظيم "داعش" و" قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، إذ أعلنت الأخيرة سيطرتها على قرية الجرذي، وتسعى للوصول إلى الحدود العراقية شرق نهر الفرات بغطاء جوي من التحالف وروسيا، في حين قصفت قوات النظام من مواقعها غرب نهر الفرات قرى شرق النهر الخاضعة للتنظيم، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من المدنيين.

كما دارت اشتباكات بين مجموعة تابعة لـ"قسد" وقوات النظام السوري بريف دير الزور الشرقي. وذكرت مصادر محلية أن عناصر من أبناء بلدة خشام ينتمون لمجلس دير الزور العسكري التابع لـ"قسد" هاجموا عناصر من قوات النظام في الجهة الشمالية من البلدة، ما أسفر عن مقتل عناصر من الطرفين.