اجتماع لزعماء الكتل السياسية العراقية: مساع لاحتواء غضب الجنوب

17 يوليو 2018
الاجتماع تركز بالدرجة الأولى على الاحتجاجات وسبل احتوائها(الأناضول)
+ الخط -
بعد ساعات قليلة من اجتماع مغلق لزعماء كتل سياسية شيعية مختلفة جرى ببغداد لبحث تداعيات احتجاجات مدن جنوب العراق وموقف المرجعية الدينية المؤيد لها، أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عقد اجتماع ضم زعماء الكتل السياسية كافة لبحث المظاهرات  في جنوب العراق.

ويعد الاجتماع هو الأول منذ مطلع العام الحالي الذي شهد بدء التنافس الانتخابي بين الكتل وتشكيل القوائم الانتخابية.

وقال مكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي، في بيان صحافي، إنّ "العبادي عقد مساء أمس، اجتماعا مع قادة وممثلي الكتل السياسية، لمناقشة الأوضاع العامة في البلاد"، مبينا أنّ "قادة الكتل أجمعوا على حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي، وتفهم مطالب المتظاهرين المشروعة والعمل على تنفيذها، ودانوا التجاوزات التي حصلت على الممتلكات العامة والخاصة ومؤسسات الدولة، والاعتداء على القوات الأمنية".

وأضاف المكتب "جرى التأكيد خلال الاجتماع على دعم القوات الأمنية لحفظ الأمن في البلاد، وضرورة الحصول على الموافقات الأصولية للتظاهر، والتعهد بسلميتها"، مؤكدا أنّ "القوى السياسية شددت على ضرورة الإسراع بتشكيل لجنة لمتابعة الإجراءات الحكومية المتعلقة بالإصلاحات السريعة لتأمين حلول عاجلة للمشاكل الخدمية والإدارية، وبما يتصل بضرب الفساد لضمان أداء أفضل لمؤسسات الدولة، تلبية لحاجات المواطنين الملحة".


مصادر سياسية في بغداد أكدت أن الاجتماع تركز بالدرجة الأولى على الاحتجاجات وسبل احتوائها.

وقال قيادي بارز بالمجلس الأعلى، أحد الكتل الشيعية الرئيسة، لـ"العربي الجديد"، إن اجتماع قادة الكتل الشيعية ومن ثم اجتماع آخر للقادة والزعامات السياسية تناول سبل احتواء الاحتجاجات ومنع تمددها لبغداد، مبينا أن العبادي "طلب عدم تحميله تركة نوري المالكي، وأنه أنجز الكثير وأهمه القضاء على داعش".

ولفت القيادي إلى أن المزاج السياسي العام "هو مع خطة الحكومة القاضية بمزيد من الإصلاحات والوعود بتحسين الخدمات ولا تمتلك غير ذلك"، على حد وصفه.

ويؤكد مسؤولون أنّ مقررات الاجتماع لا قيمة لها، وهي محاولة لكسب الوقت وتهدئة الشارع العراقي فقط.

وأكد نائب في تحالف القوى العراقية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاجتماع ركّز على مناقشة التظاهرات الشعبية التي اجتاحت البلاد، وبحث مطالب المتظاهرين"، مبينا أنّ "قادة الكتل توصلوا بالنتيجة الى تشكيل لجان لبحث هذه المطالب، وحث الوزارات الخدمية على العمل لتوفير الخدمات المطلوبة في المحافظات التي تشهد احتجاجات".

وأوضح النائب أنّ "هذه الخطوة التي توصل إليها المجتمعون، هي مجرد وعود غير قابلة للتنفيذ، إذ إنّ مجرد تشكيل اللجان وحث الوزارات على تنفيذ واجبها، هو عملية تسويف لمطالب التظاهرات وكسب الوقت، ومحاولة لامتصاص غضب الشارع"، مؤكدا أنّ "قادة الكتل غير مهتمين بمطالب الشعب بقدر اهتمامهم بتحقيق المكاسب السياسية من خلال نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة".

وأشار إلى أنّ "المجتمعين أكدوا على بسط سلطة الدولة، ومحاسبة من سموهم بالمندسين الذين ارتكبوا انتهاكات خلال التظاهرات".

ويأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه الساحة العراقية تظاهرات شعبية حاشدة، احتجاجا على تردي الخدمات، في وقت لا تزال فيه أزمة الانتخابات وتشكيل الكتلة الكبرى تراوح مكانها.