اتصالات مصرية أميركية لإحداث اختراق بالأزمة الخليجية

12 سبتمبر 2020
يجري بومبيو اتصالات مع قادة الدول الخمس (جوسيب كاكاسي/فرانس برس)
+ الخط -

تتحرك الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، في الوقت الراهن، في أكثر من اتجاه لتحقيق مكاسب قبيل الانتخابات الأميركية المقرر أن تُجرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، عن اتصالات موسعة خلال الأيام القليلة الماضية، بين مسؤولين في إدارة ترامب والنظام المصري، في محاولة للتوصل إلى حل لإنهاء الحصار الرباعي، من جانب السعودية والإمارات ومصر والبحرين، على قطر.

وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية الحالية تسعى للعمل على عدد من ملفات الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، قبيل الانتخابات الأميركية، في محاولة لتجاوز تراجع حظوظ ترامب، أخيراً، بسبب الأوضاع الاقتصادية، والتأثيرات السلبية التي خلفتها جائحة كورونا، وهو ما دفعها للضغط، خلال الفترة الراهنة، لإتمام اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، وكذا لعبها دوراً فاعلاً في الأزمة الليبية، لتسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة، والضغط على حلفائهم لإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار، والحد من تنامي الدور الروسي في ليبيا.


تسعى إدارة ترامب للعمل على عدد من ملفات الأزمات في الشرق الأوسط

وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، يجريان سلسلة من الاتصالات مع قادة الدول الخمس، قطر والإمارات والسعودية والبحرين ومصر، من أجل التوصل لحل للأزمة المستمرة منذ نحو 3 أعوام. وأكدت المصادر أن "إدارة ترامب تسعى لتحقيق مكسب جديد لها، وتحقيق مزيد من الحصار على إيران، عبر إتمام المصالحة الخليجية". وبحسب المصادر الدبلوماسية، فإن الموقف المصري، بعد نحو ثلاث سنوات من اندلاع الأزمة، بات أقل تشدداً نحو قطر، ولكن في النهاية، الأمر مرتبط بحد أدنى من التفاهمات مع القاهرة والعواصم الخليجية الشريكة في القرار. وقالت: "على الرغم من أن هناك أوضاعاً جديدة نشأت، فإن التوصل لحل نهائي وحاسم للأزمة الخليجية ربما يكون مستحيلاً حالياً، لكن يمكن التوصل لاتفاق مبدئي يضمن التهدئة بين الأطراف المختلفة".

وأشارت المصادر إلى أن المقترحات الأميركية طرحت إعادة النظر في بعض إجراءات المقاطعة، (في إشارة إلى الحصار)، التي اتخذها الرباعي العربي بحق قطر، على أن يسبق موعد الانتخابات الأميركية إعلان إلغاء بعض تلك الإجراءات، كخطوة تمهيدية لبدء مفاوضات موسعة لإنهاء الأزمة. وأوضحت المصادر: "على سبيل المثال، وعلى الرغم من القطيعة بين القاهرة والدوحة، إلا أن هناك ملفات شهدت تنسيقاً غير مباشر بينهما، مثل ملف الأوضاع في قطاع غزة ووضع حركة حماس".


الموقف المصري، بعد 3 سنوات من الأزمة، بات أقل تشدداً نحو قطر

وترجع الأزمة إلى يونيو/حزيران من العام 2017، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً، بزعم "دعمها للإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني". وكشف وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في يونيو الماضي، عن مبادرة جديدة لإنهاء الأزمة الخليجية، مؤكدا أن بلاده منفتحة على إجراء مفاوضات. وقال الشيخ محمد، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" في الذكرى الثالثة للحصار: "منفتحون على الحوار، ومن يتقدم بخطوة نتقدم عشراً، شرط أن تكون جادة وصادقة". وأكد أن الأجواء إيجابية بشأن هذه المبادرة، آملاً أن تسفر عن خطوات بخلاف ما حدث العام الماضي. وأشار إلى أن الحوار مع السعودية نهاية العام الماضي كان إيجابياً "لكنه توقف دون معرفة الأسباب، ونأمل أن تختلف المبادرة الجديدة عن سابقاتها ونجد جدية بالتعامل مع مبادرة الكويت".

المساهمون