ابنة ملك إسبانيا في المحكمة

09 فبراير 2014
+ الخط -


نفت كريستينا، ابنة ملك إسبانيا خوان كارلوس، أيّة علاقة لها بعمليات الاختلاس المنسوبة إلى زوجها، وأكدت أمام القاضي في جزر الباليار، الذي اتهمها بالتهرب الضريبي، أنها "كانت تثق به".

ووصلت كريستينا بالسيارة إلى مقر المحكمة في بالما دي مايوركا، وبدت مبتسمة وقد ارتدت سترة سوداء وقميصا أبيض اللون، واكتفت بالقول أمام كاميرات تلفزيون من جميع أنحاء العالم "صباح الخير" قبل أن تدخل إلى المبنى.

وجلست كريستينا (48 عاما) على أريكة حمراء مخملية قبالة صورة والدها خوان كارلوس الرسمية، لترد على أسئلة القاضي خوسيه كاسترو.

ويشتبه القاضي في أن ابنة الملك الصغرى تعاونت مع زوجها، بطل الألعاب الأولمبية السابق في كرة اليد، اينياكي أوردانجارين، الذي وجه إليه الاتهام رسميا في كانون الأول/ديسمبر 2011 باختلاس أكثر من ستة مليارات يورو من الأموال العامة مع شريك له.

وقال مانويل دلجادو، محامي الجمعية اليسارية "فرنتي سيفيسو" التي تمثل أحد المدعين بالحق المدني على كريستينا، "إن 95 % من أجوبتها كانت مراوغة. كانت هادئة ومرتاحة ومستعدة تماما".

وأضاف المحامي "انها تحاول التهرب من الوقائع التي يمكن أن تدينها. وتستخدم حقها في عدم تقديم أجوبة تدينها" مضيفا أنها أوضحت أنها كانت "تثق بشكل كامل في زوجها" الذي تتقاسم معه ملكية شركة "آيزون"، التي يشتبه في أنها استخدمت كشركة واجهة لإجراء عمليات الاختلاس.

وأمام مبنى المحكمة الذي طوقته قوات الشرطة تظاهر عشرات الأشخاص وهم يطلقون هتافات تطالب بـ"إقرار العدالة".

وقال سائق الحافلة، أندرس رودريجيز، البالغ الخامسة والثلاثين من العمر "إن القاضي كاسترو أحد كبار رجالات اسبانيا بالنسبة إلينا. لقد تجرأ على الوقوف في وجه الكبار".

وقرار اتهام كريستينا الواقع في 227 صفحة والذي وقعه القاضي بعد أشهر من العمل الشاق، كان له وقع القنبلة إذ اكتشفت العائلة المالكة التي واجهت فضائح عديدة وكانت تتمتع بحماية هائلة لفترة طويلة، أنها لم تعد محصنة.

ويبدو الملك خوان كارلوس (76 عاما) الذي يحكم اسبانيا منذ 38 عاما متعبا وهو يستند إلى عكازين بعد عدد من العمليات في الورك.

وقد أدت "قضية أوردانجارين" إلى تراجع كبير لصورته، لكن الفضيحة جاءت أيضا في 2012 من رحلة مكلفة إلى بوتسوانا لصيد الفيلة سببت صدمة في إسبانيا التي تواجه أزمة اقتصادية حادة.

ووصلت الأمور إلى درجة أن الحديث عن احتمال تنازل خوان كارلوس عن العرش لابنه الأمير فيليبي (46 عاما) الذي يجسد أمل الملكية، لم يعد أمرا محرما.

ويأمل القصر الملكي الانتهاء بسرعة مما يصفه رئيس الديوان الملكي رافايل سبوتورنو علنا بأنه "عذاب".

وكان اتهام أول لكاترينا باستغلال النفوذ في ربيع 2013 قد ألغي بطلب من النيابة.

وتوجه القاضي بعد ذلك إلى شكوك في الاحتيال الضريبي وتبييض رؤوس أموال عن طريق شركة "آيزون"، التي تملك كل من كريستينا وزوجها 50 % منها، يبدو أنها مولت بحوالي مليون يورو من أموال عامة اختلسها.

وتكشف حسابات "آيزون" اعتبارا من 2004 نفقات مخصصة لتجديد فيلا العائلة في برشلونة بقيمة 436 ألف يورو أو نفقات خاصة تبلغ 262 ألف يورو.

ودقق القاضي خوسيه كاسترو كل هذه النفقات وعرضها في قرار متخم بالإشارات إلى فواتير مشبوهة وبتعليقات ساخرة، مثل "الدروس في رقصتي السالسا والميرينجي التي تؤمن في المنزل العائلي" والتي يبدو "من الصعب جدا اثبات" علاقتها بنشاطات آيزون.

 

دلالات
المساهمون