لم يكتفِ "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بتحشيد أنصاره لعقد مؤتمر في بغداد، بدعمٍ إيراني، في محاولة لإجهاض مؤتمر المصالحة المقرر عقده في بغداد الشهر الحالي بحضور معارضين، بل أطلق نواب في الائتلاف تصريحات تهدف للتشويش على المؤتمر.
وقال عضو البرلمان العراقي عن "ائتلاف دولة القانون"، عبد الهادي السعداوي، اليوم الأربعاء، إنه يمتلك معلومات تفيد بنقل مؤتمر القوى "السنية" المقرر عقده في بغداد منتصف الشهر الحالي، إلى محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، مؤكداً خلال تصريح صحافي أن موقف الائتلاف واضح، وتم إعلام باقي الأطراف به، من خلال وسائل الإعلام أو اللقاءات المباشرة.
وأشار إلى أن "ائتلاف دولة القانون" يرفض الحوار مع عناصر النظام العراقي السابق (قبل 2003)، وأعضاء حزب البعث المنحل في العراق، والمتلطخة أياديهم بدماء العراقيين، والرافضين للعملية السياسية، كون هذه الأطراف تحمل أجندات خارجية، وتسعى لإجهاض العملية السياسية في البلاد، وزعزعة الأمن والنظام" بحسب قوله.
ولفت إلى ترحيب ائتلافه بأي مؤتمر يُعقد في بغداد، إذا استثنى الأطراف المشار إليها، مبيناً أن الحديث عن وجود شخصيات مطلوبة للقضاء، أو كانت على منصات الاعتصام التي تسببت بدخول تنظيم "داعش"، أمر مرفوض ولن يسمح به.
وأضاف أن "بعض المعلومات الواردة إلينا تشير إلى أنّ المؤتمر الذي يجري الحديث عنه لن يعقد في بغداد بل في أربيل"، متحدثاً عن وجود حالة من الانقسام بين بعض الأطراف المقرر أن تشارك بالمؤتمر.
في المقابل، حذر قياديون وسياسيون معنيون بمؤتمر المصالحة المقرر عقده في بغداد، من "الشائعات المغرضة، التي تحاول النيل من المؤتمر، وإجهاضه قبل انطلاقه".
وأكد قيادي في "تحالف القوى العراقية" الذي سيحضر مؤتمر بغداد، أنّ المؤتمر سيعقد في بغداد، ولا صحة للأنباء التي تتحدث عن نقله، مبيناً خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن بعض الجهات وعلى رأسها "ائتلاف المالكي"، تحاول التشويش على المؤتمر من خلال إطلاق الشائعات والأكاذيب.
كما أشار إلى عدم وجود رفض حكومي لغاية الآن لأي من الشخصيات المدعوة للمؤتمر، موضحاً أن قائمة الأسماء الـ 74 المدعوة لمؤتمر بغداد، سُلّمت للحكومة العراقية بعلم رئاسة البرلمان.
وسبق لرئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، أن أكد في وقت سابق أن الشهر الحالي سيشهد عقد مؤتمر للمصالحة في بغداد، بحضور معارضين بينهم وزير المالية الأسبق رافع العيساوي، والأمين العام للمشروع العربي خميس الخنجر، والسياسي العراقي سعد البزاز، والزعيم القبلي علي حاتم السليمان.
من جهته، انتقد محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، والذي أثير جدل واسع بشأن مشاركته بالمؤتمر، ما قال إنها شائعات واتهامات تسببت بنوع من التشتت السياسي، معتبراً أنّ الهدف من هذه الشائعات، هو إثارة الصراعات.