إيفرتون مارتينيز...وانتصرت الواقعية الكروية!

27 ابريل 2015
مارتينيز يقود إيفرتون لتحقيق النتائج الجيدة (العربي الجديد)
+ الخط -
يؤكد روبرتو مارتينيز دائماً أن أي إصابة داخل الفريق يجب أن يتحملها الطاقمان التدريبي والطبي على حد سواء، لذلك يمتاز الرجل بجرأة حقيقية في تحمل المسؤولية، ومواجهة أي فشل يخص فريقه، وهذا ما ساعده بالموسم الحالي بعد بداية كارثية، ومستوى أكثر من سيئ في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، بالنسبة لإيفرتون، النادي الثاني داخل مقاطعة "ميرسيسايد".

مواجهة الفشل
روبرترو، اللاعب المولود في "كتالونيا"، والذي لعب لفترة في ريال سوسيداد ثم انتقل إلى إنجلترا ليُكمل مشواره فيها ثم يصبح مدرباً في ملاعبها وأراضيها. يعتبر فكر الرجل مزيجاً خاصاً بين العصبية الكتالونية واللمسة الإسبانية، مع صبغة بريطانية واضحة مكّنته من الحصول على مقعد تدريبي في "البريمييرليج."

يُحب مارتينيز الكرة الهجومية، ويصّنف نفسه أنه من روادها، ويحاول الوصول إلى درجة استحواذ معقولة مع زيادة في عدد التمريرات والتحرك من دون كرة. ونجحت الخلطة بالموسم الماضي، وحصل إيفرتون على المركز الخامس بعد منافسة شديدة على مقعد مؤهل لدوري الأبطال حتى النهاية، في تطور واضح لأهداف الفريق بعد سنوات طويلة مع دافيد مويس.

وتوقع الجميع تطوراً أكبر للفريق هذا العام، لكن أتت الرياح سريعاً بما لا تريده جماهير إيفرتون، وقدم الفريق مستوى سيئاً للغاية، حتى أصبح مارتينيز فعلياً في ورطة حقيقية، لكن المدرب لم يستسلم وفكر في قلب أوراقه الفنية، والتحول من الحيازة والسيطرة إلى الدفاع القوي والمرتدات، خصوصاً أمام الفرق الكبيرة بالبطولة المحلية، فيما يعرف تكتيكياً بالتمرير المرتد، أي الوصول إلى مرمى الخصم بأقل عدد ممكن من التمريرات.

طريقة اللعب
مزج مارتينيز بين 4-5-1، 4-3-3، 4-2-3-1 في خطة واحدة بالمباريات الأخيرة، ونجح ذلك بوضوح أمام يونايتد فان جال، الفريق الذي يعتمد على السيطرة والاستحواذ، لذلك أغلق إيفرتون كافة مناطقه بخمسة لاعبين بالمنتصف، بعودة مكارثي بجوار باري، ودعم كامل من لاعب الوسط الثالث باركلي، مع وجود الثنائي أوسمان ولينون على الأطراف، 4-5-1 صريحة واضحة.

وأثناء الهجوم، يصعد الفريق بأكمله إلى الأمام لكي تتحول الطريقة إلى 4-2-3-1 بتواجد روث في المركز 10 بالثلث الهجومي الأخير، وتكمن عبقرية الخطة في تمركز البلجيكي لوكاكو، يلعب الشاب كمهاجم رقم 9 صريح داخل المنطقة وخارجها، لكن روبرتو قام بتوظيفه بشكل مختلف، على الورق داخل المنطقة رقم 9 لكن في الملعب يتحول إلى جناح أيمن حر.

ورغم أن لوكاكو لم يسجل أي هدف، لكن تحركاته كانت مفيدة سواء بالهدف الأول أو الثالث، لأنه يشغل الدفاع الأحمر ويترك منطقة الجزاء فارغة أمام لاعب الوسط مكارثي والجناح ميراليش، ليسجل إيفرتون في أكثر من مناسبة، ويخطف الثلاث نقاط من فم الخال الهولندي.

الدفاع
"قبل أن تفكر في الدفاع أو الهجوم، عليك النظر إلى منافسك، أحياناً يجب عليك أن تستمر في أسلوبك، وفي أوقات أخرى، لا مفر من التغيير، فريقك هو الأصل لكن لا تنس الخصم"، مقولة شهيرة ينتهجها معظم المدربين الواقعيين في السنوات الأخيرة، وطبقها مارتينيز في الأشهر القليلة الماضية، ليحصل إيفرتون على سجل رائع، ويحصل على 16 نقطة من أصل 18 في آخر ست مباريات بالدوري الإنجليزي.

من الصعب جداً تصنيف إيفرتون كفريق دفاعي كامل أو هجومي حقيقي، ليس معنى هذا أن الفرق الدفاعية لا تمتاز بالتناغم والانسجام، لكنها تتنازل عن بعض من تناغمها من أجل منع الخصم من لعب كرته المعهودة، كذلك هناك فرق هجومية عديدة، تضحي ببعض من ثوابتها حتى تحقق المراد، وإيفرتون تراجع أمام مرماه وكسر تماماً مفاتيح لعب منافسيه، سواء على الأطراف أو في العمق، مع استغلال الأخطاء والهفوات أمام الشباك.

تعلم الفريق الأزرق من الأخطاء الكثيرة القديمة، وجمع بين الدفاع القوي والهجوم الحاسم، وبعد أن حاول مارتينيز تحقيق تيكي تاكا إسبانية على الأراضي البريطانية، رضخ الرجل للمنطق في النهاية، ولعب على استراتيجية رد الفعل أمام الفرق الاستباقية، ليفوز إيفرتون بخطة "الكونتر-تيكي تاكا".