إيران: ما حدث في الفلوجة العراقية "نصرٌ إلهي"

18 يونيو 2016
طهران: استعادة القوات العراقية الفلوجة "نصر إلهي" (Getty)
+ الخط -
على الرغم من استمرار سقوط قتلى من "الحرس الثوري الإيراني"، أكدت طهران، اليوم السبت، أنها ستواصل عملياتها العسكرية في سورية والعراق، واصفة استعادة سيطرة القوات العراقية على الفلوجة أنه "نصر إلهي". 


وقال كبير مستشاري قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إيرج مسجدي: "إن حلب والفلوجة وبقية مناطق سورية والعراق هي "الخط الأول لمحور المقاومة". مؤكداً أن "مدافعي الحرم"، وهي التسمية التي تطلق على عسكريي إيران المشاركين في العمليات العسكرية في هذين البلدين، "سيبقون هناك إلى حين القضاء على آخر أفراد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"التنظيمات الإرهابية والتكفيرية الأخرى"، على حد تعبيره.

ونقل موقع "تسنيم" الإيراني عن مسجدي قوله، خلال مراسم عزاء ثلاثة عشر مستشاراً عسكرياً إيرانياً من منطقة مازندران قتلوا خلال معارك خان طومان بالقرب من حلب قبل مدة: إن القتال في سورية والعراق يحقق "عمقاً لأمن إيران"، ويدافع عن حدود البلاد، معتبراً أن "داعش" وما وصفها بـ "الجماعات التكفيرية المدعومة من السعودية وإسرائيل" تعمل على احتلال سورية والعراق بغية الوصول إلى إيران. ورأى مسجدي أن هذا الأمر كافٍ ليكون مبرراً لوقوف إيران إلى جانب حلفاء لها، كأفغانستان وباكستان ولبنان، لإبعاد هذه التهديدات عن البلاد.

وفي ما تحدث مسؤولون إيرانيون عن تحصينات تمنع اختراق أجهزة أمنية في البلاد، توالت تصريحات عن الاستمرار في سياسة تعزيز القدرات العسكرية.

وفي هذا الإطار، قال قائد القوات الجوية التابعة للجيش الإيراني، أمير حسن شاه صفي، إنّ "قوى الغطرسة والاستكبار" تعمل على اختراق أجهزة أمنية إيرانية حساسة، خصوصاً تلك التابعة للقوات العسكرية المسلحة، مضيفاً أنّ قواته وغيرها تعمل على تحقيق "الجهوزية الدائمة لمراقبة الحدود ومنع حصول أي اختراق".


وفي سياق متصل، ذكر مساعد رئيس هيئة الأركان الإيرانية، العميد مسعود جزائري، أنّ لدى إيران قدرات عسكرية هائلة "ما خفي منها أكبر وأهم"، مضيفاً أنّه "لو تم عرضها كلها لتعجبت الولايات المتحدة الأميركية من قدرات البلاد"، حسب تعبيره. وأكد جزائري في حوار لـ"تسنيم" استمرار تطوير المنظومة الصاروخية وضرورة الاحتفاظ بها لضمان قوة الردع، محذراً من أنّ "تعرّض بلاده لأي هجوم يعني أن المصالح الأميركية والإسرائيلية ومصالح حلفائهما ستكون عرضة للتهديد في ذات الوقت"، مشيراً إلى أنّ "السياسة الإيرانية ترمي لمطاردة العدو حتى خارج الحدود"، حسب قوله.


في غضون ذلك، نقلت مواقع إيرانية خبر مقتل أحد عسكريي الحرس الثوري الإيراني ويدعى، مهدي بيدي، بالقرب من حلب في سورية، وهو أحد العسكريين المنتمين للواء 27 التابع لـ "حرس رسول الله"، والتابع بدوره للحرس الثوري في العاصمة طهران، في وقت أكد موقع "تسنيم" أن جثمانه لم يعد بعد للبلاد. وفي وقت سابق، أكدت المواقع نفسها، أن أحد قادة لواء "فاطميون"، وهو لواء يضم مقاتلين من الأفغان الشيعة المقيمين في إيران، ويدعى، أسد الله إبراهيمي، قد قتل في سورية وهو يؤدي "مهمة الدفاع عن العتبات الدينية المقدسة ضد هجمات التكفيريين والإرهابيين"، على حد تعبيرها.


على صعيد آخر، رحبّت طهران بإعلان القوات العراقية استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة، بمشاركة قوات من "الحشد الشعبي"، من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية".

واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في رسالة وجهها لنظيره العراقي، إبراهيم الجعفري، أنّ ما حدث في الفلوجة "نصر إلهي"، مضيفاً أنّ "اتحاد العراقيين واستفادتهم من الإمكانات الموجودة يعني تحقيق انتصارات أكبر مستقبلاً".

تصريحات ظريف تزامنت، أيضاً، مع رسالة وجهها رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إلى رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، اعتبر فيها لاريجاني أنّ ما حدث في الفلوجة جاء نتيجة "اتحاد الجيش والعشائر والقوات الشعبية مع بعضها بعضاً ضد التحركات الإرهابية"، على حد وصفه.