إيران لا تستبعد تمديد التفاوض النووي

10 أكتوبر 2014
اتهم عراقجي القوى الغربية بصناعة "داعش" (فرانس برس)
+ الخط -
واصل الإيرانيون، مسؤولين وصناع قرار، اليوم الجمعة، انتقاد التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والذي شكلته الولايات المتحدة، لتوجيه ضربات للتنظيم في سورية والعراق، في وقت لم يستبعد فيه نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، احتمال تمديد اتفاق جنيف بشأن الملف النووي مرة ثانية.

وقال إمام صلاة الجمعة في طهران، كاظم صديقي، إن "هذا التحالف لا يهدف للقضاء على إرهاب داعش كما يدعي المنتمون إليه، بقدر ما ينوي توجيه ضربات للنظام السوري وللجيش العراقي في آن واحد".

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن صديقي قوله إن "داعش تنظيم يضرب صورة الإسلام ويسوّق لإسلام وحشي وهو ما تريده الولايات المتحدة تماماً". كما ندد بتصرفات "داعش وجرائمه في مدينة عين العرب على الحدود السورية التركية".

وفي مدينة مشهد الإيرانية، شرق البلاد، لم يبتعد إمام صلاة الجمعة، آية الله علم الهدى عن تصريحات صديقي، فاعتبر أن "الهدف من تشكيل التحالف هو احتلال سورية والعراق عسكرياً، وتجهيز الأرضية اللازمة لإدخال داعش إلى إيران وتحويلها لتهديد جدي على الأراضي الإيرانية".

وأضاف أن "الولايات المتحدة تسعى إلى جر تركيا للمعركة وهذا سبب السماح لتنظيم داعش بالتقدم نحو الحدود التركية، فواشنطن تريد أن تدفع تركيا للدفاع عن نفسها عسكرياً، ما يعني دخولها للأراضي السورية، وهو ما سيساعد أميركا لاحقاً على تحقيق أهدافها".

ومنذ إعلان البرلمان التركي عن موافقته على طلب الحكومة بالسماح بتدخل الجيش التركي ضد داعش، أبدت إيران امتعاضها من القرار، وقال مسؤولوها صراحة، إنه سيكون لهذا الأمر تبعات خطيرة على الأرض. وفسر المراقبون الأمر بتخوف إيران من توجيه ضربات لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد الحليف الاستراتيجي لطهران.

وكان مدير دائرة الشؤون العربية والإفريقية في الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، قد أكد، أمس الخميس، أن "طهران اتصلت بالمعنيين في أنقرة ولمست رغبة تركية بعدم تعقيد الأوضاع". وأبدى أمله أن "تلعب تركيا دوراً إيجابياً في وضع حدّ للصراع الدائر في المنطقة".

وأضاف عبد اللهيان حسب وكالة "إرنا" أن "طهران وجهت تحذيراً لتركيا من تبعات أي تدخل عسكري في الأراضي السورية". كما قال إن "أي تغيير في سورية سيشكل تحدياً للولايات المتحدة وللكيان الصهيوني على حد سواء". وأشار إلى "جهوزية إيران لتقديم المساعدات اللازمة لسورية والعراق لمواجهة الخطر المحدق بهما".

من جهته، اتهم نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي القوى الغربية بصناعة داعش، معتبراً أنه "من المضحك تشكيل تحالف تحت مسمى محاربة التنظيم في الوقت الذي ساهم فيه أعضاؤه أنفسهم بتغذية الإرهاب ودعمه في المنطقة". وأشار إلى أن "إيران غير مطمئنة إلى النوايا الحقيقية التي تقف خلف هذا التحالف".

في الوقت الذي يستعد فيه الوفد المفاوض الإيراني للذهاب إلى فيينا لاستئناف جولة مفاوضات نووية جديدة مع السداسية الدولية الأسبوع المقبل، لفت عراقجي إلى أن "المفاوضات وصلت إلى مرحلة حساسة للغاية في الوقت الذي لا زالت فيه الخلافات قائمة على طاولة الحوار".

وأضاف "في حال عدم التوصل لاتفاق نسبي خلال هذه الجولة وتحقيق تقدم ملموس، فهذا يعني استبعاد التوافق النهائي خلال المهلة المحددة حتى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ما يعني احتمال التمديد لاتفاق جنيف مرة ثانية".

وكانت مهلة اتفاق جنيف المؤقت والموقع في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، تقضي بضرورة التوصل لاتفاق خلال ستة أشهر تم خلالها تعليق العقوبات المفروضة على بعض القطاعات الإيرانية وأوقفت إيران بالمقابل تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين في المائة فيما تقوم بتخصيبه بنسبة خمسة في المائة.

لكن إيران ومعها دول "5+1" قاموا بتمديد الاتفاق أربعة أشهر أخرى بعد جولة محادثات في فيينا يوليو/تموز الماضي، والسبب يعود لخلافات عالقة حول عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها طهران، وحول آلية رفع العقوبات عن البلاد، حسب مصادر إيرانية.