إيران في "معرض فرانكفورت": مشاركة احتجاجية

14 أكتوبر 2015
من مشاركة رشدي في المعرض (تصوير: توماس لونِس)
+ الخط -

غابت إيران "نسبياً" عن "معرض فرانكفورت للكتاب" هذا العام، الذي افتتح رسمياً اليوم الأربعاء. سبب ذلك هو توجيه المعرض دعوة للكاتب البريطاني من أصل باكستاني سلمان رشدي، الذي أصدر آية الله الخميني في حقّه فتوى بهدر دمه بعد صدور كتابه "آيات شيطانية".

نقلت بعض المواقع الإيرانية أن المشاركة تراجعت بشكل حقيقي هذا العام مقارنة بالعام الفائت؛ حيث شارك آنذاك 282 ناشراً إيرانياً، لكن بعضها الآخر يتحدّث عن وجود عشر دور نشر إيرانية متفرقة، وهو ما يعدّ مشاركة محدودة للغاية.

وبعد أن صرّح المدير العام لـ "مؤسسة المعارض الثقافية" في إيران، أمير مسعود شهرام نيا، في مؤتمر صحافي عُقد مطلع الشهر الجاري بأن بلاده ستشارك هذه السنة في "معرض فرانكفورت" بألف وعشرين عنواناً، قررت الحكومة لاحقاً التراجع عن هذا القرار إثر دعوة رشدي.

كما صدر عن وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية بيان رسمي يحتج على دعوة رشدي إلى المعرض، وأعلنت الوزارة مقاطعة إيران له، وجاء فيه "إن القائمين عليه وجّهوا دعوة لشخص ممقوت في العالم الإسلامي".

وأضافت الوزارة في البيان نفسه إن "معرض فرانكفورت" من أهم المعارض العالمية، "لكن طهران قرّرت مقاطعته بسبب دعوة كاتب ملحد معاد للإسلام، أهان ملايين المسلمين حول العالم"، معتبرة أنه "من المؤسف أن يتأثر القائمون على المعرض بالسياسات الصهيونية والمعادية للإسلام تحت شعار دعم الحرية". كما دعت الوزارة، أخيراً، بقية دول العالم الإسلامي لاتخاذ مواقف شبيهة بموقف إيران لتسجيل اعتراض واضح بحق رشدي.

عاد أمير مسعود شهرام نيا في وقت لاحق، ليؤكد أن إيران تعترض على المشاركة، رغم أنها بلد لا يفضّل إلغاء حضوره في الفعاليات الثقافية العالمية، مشيراً إلى أن حضور رشدي لا يسمح بأن تشارك البلاد كما في السابق.

ذكر شهرام نيا للمواقع الرسمية الإيرانية مؤخراً: "إن طهران تحاول شد الانتباه وجذب الرأي العام العالمي لهذه القضية، لمنع فتح المجال أمام رشدي المعادي للإسلام والمسلمين" حسب تعبيره.

وشرَح في تصريحاته طبيعة المشاركة الإيرانية لهذا العام، قائلاً "إن أي عضو قادم من إيران إلى فرانكفورت لن يشارك بأي نشاط أو أي فاعلية ستقام في المعرض بحال حضر فيها الكاتب البريطاني".

يُذكر أن مسؤولين في مؤسّسة المعارض وفي وزارة الإرشاد والثقافة صرّحوا بأنهم أجروا اتصالاتهم مع المسؤولين عن دور نشر عالمية تشارك في "معرض فرانكفورت"، وستوجّه إيران رسالة إلى القائمين على هذا المعرض، وستحاول توقيع بيان يجمع بين أبرز دور النشر العالمية لتسجيل الاعتراض على دعوة رشدي الذي أهان الإسلام.

كما أشار شهرام نيا إلى أن هناك غرفة لإيران في المعرض الذي قرّرت البلاد مقاطعته، لكن بطريقتها، حيث سيتم توزيع كتاب مترجم للإنجليزية عن سيرة النبي محمد، فضلاً عن عقد جلسات وبرامج أخرى لتعريف زوّار معرض فرانكفورت على الإسلام.

من جهته، ذكر نائب وزير الثقافة الإيراني، عباس صالحي، إن قاعة إيران في المعرض ستحمل طابعاً احتجاجياً، لإيصال الرسالة لأكبر عدد ممكن من الزوار والحاضرين وليس فقط للقائمين على المعرض.

للتذكير، فإن موقف إيران الرسمي من سلمان رشدي شهد تطوّرات على مدى السنوات، حيث أن فتوى الخميني قد أكدها مجدداً المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي عام 2005، سيما بعد "التساهل" من قبل الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، والذي رأى أنه لا داعي لتنفيذ الفتوى حسب ما نقلت بعض المواقع، ثم عاد خليفته في الرئاسة محمود أحمدي نجاد وأشار إلى أن فتوى الخميني ما تزال قائمة.

المساهمون