بعد إعلان إيران نيّتها عرض فيلم "محمّد رسول الله" ضمن فعاليات مهرجان "فجر السينمائي الدولي" الثاني في طهران، ودفاع القائمين عن الفيلم بأنّه "يُظهر النبي محمد من دون إظهار وجهه"، ردّ الأزهر الشريف في مصر ببيان إعلامي وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، قيل فيه إنّ "الأزهر يرفض تماما تجسيد النبي (صلّى الله عليه وسلم) في الفيلم الإيراني (محمد رسول الله)".
وأكّد البيان أنّ الرفض "لا يقتصر على منع إظهار وجوههم بشكل واضح في هذه الأعمال"، لأنّ تجسيد الأنبياء صوتًا أو صورة أو كليهما في الأعمال الدرامية والفنية أمر مرفوض؛ لأنّه ينزل مكانة الأنبياء من عليائها وكمالها الأخلاقي ومقامها العالي في القلوب والنفوس إلى ما هو أدنى بالضرورة".
وأضاف البيان أنّ "الأزهر الشريف ليس جهة منع للأعمال الفنية، لكنّه مطالب بإبداء الرأي المستند على الشرع الحنيف في مثل هذه الأعمال، أما قرارات المنع والإجازة فهي مسؤولية جهات أخرى".
الفيلم وصلت تكلفته الإنتاجية إلى 30 مليون دولار، وهو من إنتاج مهدي حيدريان. وقد موّلت جمعية "بوياند مستزعفان" (المستضعفون) الفيلم، وهي جمعية تابعة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران.
وتمت ترجمة الفيلم إلى ثلاث لغات هي الفارسية والعربية والإنجليزية. ويركّز الفيلم على مرحلة طفولة النبي، تحت إشراف المخرج الإيراني مجيد مجيدي الذي أشار في مؤتمر صحافي، إلى أنّه استشار عدداً من علماء الشيعة والسنّة من أنحاء العالم الإسلامي. وكشف أنّ "القائمين على الفيلم، وأنا، اخترنا مرحلة من حياته لم تكن هناك لا جماعات ولا علماء سنّة أو شيعة، وصنعنا الفيلم من أجل تحقيق الوحدة في العالم الإسلامي".
وأضاف أنّ الهدف من صناعة الفيلم "هو تقديم صورة الإسلام بطريقة جيّدة، فصورة الإسلام اليوم لا تتوافق مع جمالياته. وأنا واعٍ بشكل كافٍ لما قد يتعرّض له من انتقادات لاذعة بعد عرضه. ونحن حسّاسون تجاه الرموز الدينية. لكن لماذا ينتقدون الفيلم قبل مشاهدته؟".
هذا وقد نسبت تصريحات إلى رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، الشيخ سعيد عامر، قوله إنّ أنبياء الله ورسله "معصومون بعصمة الله لهم من النقائض الخلقية، ولقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب". وشدّد على أنّ "تجسيدهم على الشاشة يؤدّي إلى مفسدة"، منتقدا "ما تفعله إيران من سلوك غير لائق ومحرّم لا يراعي مشاعر المسلمين، لعدّة اعتبارات أوّلها أنّ تمثيل الأنبياء فيه كذب على الله ورسله، وقد اتّفق جمهور الفقهاء على أنّ ما يُحكى عن الأنبياء من أقوال لم يقولوها أو أعمال لم يعملوها لا يمكن نشره، كما أنّ تجسيد النبي يمثّل انتهاكاً للحرمانية".