إيبولا في بوروندي: إيّاك لمسي

30 اغسطس 2014
+ الخط -

لم تتمكن السلطات في بوروندي، من طمأنة أهل البلاد بخصوص فيروس إيبولا. فهؤلاء يشعرون أنّ الخطر يداهمهم في كلّ لحظة. وهو ما دفع السكان إلى تغيير أساليب التعامل اليومي بين بعضهم البعض، بخاصة مع وصول الفيروس إلى الجارة، الكونغو الديموقراطية.
في العاصمة بوجمبورا، يتجنّب السكان اليوم مصافحة بعضهم البعض، حتى باتت عبارة: "إيّاك لمسي" هي الأكثر شيوعاً في شوارع المدينة.
أحد سكان العاصمة، ويدعى أوداس، يبرر ذلك الخوف، أثناء جولته في السوق المركزية للعاصمة، بالقول: "نعم، فيروس إيبولا، يمكن أن ينتقل عبر مصافحة بسيطة".
من جانبها، سعت وزارة الصحة البوروندية، بما يتوفر لديها من وسائل، إلى محاولة طمأنة السكان، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وأجرت الوزارة تدريبات خاصة لبعض الفرق الطبية، تركزت على رصد فيروس إيبولا ومواجهته. وقالت وزيرة الصحة، سابين نتاكاروتيماما، إنّ هذه التدريبات تسمح للفرق برصد "أي حالة مشبوهة والتعامل معها في الوقت المناسب". وأشارت إلى تأهب مستشفيين، في الوقت الراهن، لإيواء الوحدات المكلفة بهذه المهمة.
ومع ذلك، بلغت الخشية من انتقال العدوى حداً أصبحت فيه عملية التعامل اليومي بين البورونديين، صعبة أحياناً. فيروي شاهد، من العاصمة، حادثة جرت أمامه، عن شخصين التقيا، ورفض أحدهما مصافحة الآخر.
ولتفادي مثل هذه القطيعة النهائية، بدّل كثير من السكان طريقة المصافحة، واقتصروها على ضرب قبضات الأيدي ببعضها البعض، بسرعة، تفقدها أيّ "حرارة". وانتشر هذا الشكل من التواصل، بعد الإعلان عن إصابة الجيران في الكونغو الديموقراطية، بالفيروس، ومقتل أشخاص، اعتقد سابقاً أنّهم أصيبوا بفيروس "مجهول المصدر".
ويتعزّز الخوف من انتقال العدوى، من الكونغو الديموقراطية إلى بوروندي، عبر حدود البلدين، بسبب عدم السيطرة كلياً على تدفّق حركة السكان في ظل الثغرات الحدودية. فبإمكان الكونغوليين الدخول إلى الأراضي البوروندية راجلين إذا أرادوا ذلك.
وفي الوقت الذي يزداد فيه الخوف بين البورونديين، تحاول السلطات تحصين البلاد بطرق اعتمدتها الكثير من الدول الأخرى، المعرّضة لخطر الفيروس. فقد كلفت وزارة الصحة وحدة علاج في مطار بوجمبورا الدولي، لضمان خضوع جميع المسافرين إلى المراقبة.
كما يتعيّن على كلّ الركاب ملء استمارة يدونون فيها بلد المغادرة، وبلد المرور، وعنوان الوجهة النهائية، لضمان تتبّع أيّ حالة طارئة.
المساهمون