أكدت شركة سكك الحديد القطرية "الريل"، تقدم حجم الأعمال وبشكل متسارع في مشروع مترو الدوحة، إذ وصلت نسبة الإنجاز إلى 85%، فيما بلغت نسبة الأعمال المنجزة في ترام لوسيل إلى 77%، ما يؤكد تجاوز الحصار الاقتصادي المفروض على قطر منذ عام.
وزار رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الداخلية، الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، اليوم الثلاثاء، مشروع ترام لوسيل، واطلع خلال زيارته التفقدية على التقدم في سير الأعمال وأهم الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الأخيرة على صعيد كل من مشروعي ترام لوسيل ومترو الدوحة، ويأتي ذلك تزامنا مع مرور عام على الحصار الجائر.
وأجرى رئيس الوزراء أول تجربة رسمية لترام لوسيل عبر خط المستودع الرئيسي إلى محطة لوسيل، حيث اطلع على خط المستودع والمحطات الرئيسية، وفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا".
في السياق، أكد وزير المواصلات والاتصالات القطري، جاسم بن سيف السليطي، أن شركة سكك الحديد القطرية "الريل" أحرزت تقدماً هائلاً في تنفيذ مشروعي مترو الدوحة وترام لوسيل اللذين يعتبران من أهم وأبرز مشاريع البنية التحتية في قطاع النقل سعياً لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
وقال السليطي "خلال الفترة الماضية بذلت شركة (الريل) أقصى جهدها لمواجهة التحديات، ونجحت بتجاوزها، دون أن يكون لها أثر يذكر على تسليم مشاريع الشركة، ونتطلع لمزيد من الإنجازات في المرحلة المقبلة".
ويتزامن تصريح الوزير مع تحقيق شركة "الريل" أفضل أداء لها خلال الإثني عشر شهراً الماضية، حيث سجلت نسبة إنجاز على مستوى مشروع مترو الدوحة بلغت 85% في مايو/ أيار الماضي، مقابل 59% للفترة نفسها من العام السابق، أي أن الشركة تمكنت خلال عام واحد فقط من تحقيق نسبة 30% من إنجاز المشروع، وبذلك تكون أعلى نسبة سجلت منذ انطلاق مشاريع شركة "الريل" في عام 2013.
ووفقاً للشركة، فقد تم خلال العام الجاري إنجاز وإتمام 100% من الأعمال الإنشائية والمدنية لمشروع مترو الدوحة، بينما وصلت نسبة إنجاز الأعمال الكهروميكانيكية إلى 69%، وبلغت نسبة تقدم التشطيبات المعمارية للمحطات 46%، كما بلغ عدد الكوادر العاملة في مشاريع الريل 85 ألف عامل في 2018، بزيادة بلغت 35 ألف عامل عن العام الذي سبقه، ووصل إجمالي ساعات العمل على المشروع إلى أكثر من 450 مليون ساعة وبمعدل تواتر حوادث 0.021 والذي يعد من أدنى معدلات تواتر الحوادث في المشاريع الضخمة حول العالم.
بدوره، شدد الرئيس التنفيذي لشركة "الريل"، عبدالله عبدالعزيز السبيعي، على أن مشاريع الشركة خلال الفترة الماضية شهدت تقدماً ملحوظاً، فقد عملت "الريل" على تكريس جهودها لتجاوز التحديات والتكيف مع المستجدات الراهنة واستحداث بدائل على مختلف المستويات لضمان سير المشروع وفقاً للخطط المرسومة، وحرصت على إيجاد بدائل للموردين والمصنعين من دول أخرى، كما عملت على نقل بعض المصانع لدولة قطر بالتعاون مع الشركات المحلية. وإلى جانب ذلك، عملت الشركة بشكل وثيق مع مقاوليها لاتباع منهاج عمل مرن واستباقي، يرصد كل ما يجري على أرض المشروع للتسريع في آلية اتخاذ القرارات ومواكبة هذه التغييرات، وضمان عدم تأثر سير المشروع.
يشار إلى أن ترام لوسيل، الذي وصل إجمالي التقدم المحرز فيه إلى 77%، تبلغ سرعته 60 كلم/ساعة، ويضم 28 قطاراً يتألف كل منها من 5 عربات، وتنقسم العربات إلى فئتين، الفئة العائلية والفئة العادية، حيث تحتوي الفئة العائلية على 24 مقعداً، بينما تحتوي الفئة العادية على 40 مقعداً، ليبلغ إجمالي المقاعد 64.
وتتضمن كل عربة منطقة لمستخدمي الكراسي المتحركة وشاشات داخلية تعرض تفاصيل عن الرحلة، وتستخدم أيضاً في عرض مواد ترفيهية، كما توجد شاشات عرض خارجية في مقدمة الترام وفي الخلف وعلى الجوانب تتيح للأشخاص معرفة الوجهة القادمة.
كما أن ترام لوسيل متصل بشبكة مترو الدوحة، ويسهل التنقل بينهما عن طريق محطتي تبادل هما لوسيل ولقطيفية. وتمتد شبكة ترام لوسيل التي من المتوقع إطلاقها في عام 2020 على مسافة 28 كيلومتراً، وقد تم تخطيط هذه الشبكة لتشمل ثلاثة خطوط و25 محطة على مستوى الأرض وتحت مستوى الأرض في تصاميم متنوعة.
وتمتاز قطارات ترام لوسيل بتصميمها المستوحى من شكل "المحمل"، وهو المركب الشراعي التقليدي القطري الذي كان يستخدم في صيد اللؤلؤ، وهو مصدر الإلهام في تصميم ترام لوسيل.
وقد ركّز مفهوم التصميم على البحر متمثلاً في صيد اللؤلؤ باستخدام المحمل، ليستمدّ منه عناصر السكون والهدوء والرقي، ويجسدها في تصميم الترام. وتعد أنظمة الترام صديقة للبيئة وتتعامل مع العوائق المرورية بشكل أفضل من الحافلات، كما أن مركبة ترام واحدة تغني عن استخدام 40 سيارة والتي تشغل مساحة أكبر من الطريق.