إنتاج "أوبك" في 2018... مصائب قوم عند قوم فوائد

22 يناير 2019
زادت ليبيا إنتاجها بنسبة 16.9% (Getty)
+ الخط -
يلخص قول الشاعر أبو الطيب المتنبي "مصائب قوم عند قوم فوائد"، حالة إنتاج النفط الخام لدى الأعضاء في "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) في 2018، إذ لجأت دول في المنظمة لرفع إنتاجها من النفط الخام لتعويض نقص إنتاج دول أخرى، سواء لأسباب فنية أو سياسية كما حصل مع إيران.

وبحسب مسح وكالة "الأناضول" استنادا لأرقام "أوبك"، فقد رفعت 7 دول إنتاجها في 2018، تتصدرها السعودية وليبيا والعراق، مقابل 7 دول أخرى انخفض إنتاجها على رأسها فنزويلا وإيران وأنغولا.

وفي المحصلة النهائية، انخفض إنتاج "أوبك" خلال 2018 بنسبة 0.5 في المائة (154 ألف برميل يوميا)، إلى 31.863 مليون برميل يوميا، مقارنة بـ32.017 مليون برميل يوميا في 2017.

وتضم "أوبك" 14 دولة هي السعودية والعراق والكويت والإمارات والكونغو والجزائر وأنغولا وإيران وليبيا ونيجيريا والإكوادور وفنزويلا والغابون وغينيا الاستوائية.

وشهد 2018 انضمام دولة الكونغو للمنظمة، في يونيو/حزيران الماضي، فيما انسحبت قطر اعتبارا من 2019، ولا يتضمن التقرير بيانات إنتاجها.

وبدأ الأعضاء في (أوبك) ومنتجون مستقلون مطلع 2017 خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، تم تمديده لاحقا حتى نهاية 2018، في محاولة لإعادة الاستقرار لأسواق النفط.

وفي ظل تخمة المعروض في السوق، لجأت دول "أوبك +" لتقليص الخفض إلى 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من مطلع العام الجاري.

زيادة الإنتاج

وزادت 7 دول في "أوبك" إنتاجها في 2018، بصدارة السعودية التي رفعته بنسبة 3.5 في المائة (353 ألف برميل يوميا) إلى 10.307 ملايين برميل يوميا، مقابل 9.954 ملايين برميل يوميا في 2017.

ورفعت السعودية إنتاجها بعد إعلانها مرارا قدرتها على تعويض نقص إمدادات سوق النفط، الناتجة من فرض العقوبات الأميركية على إيران، ثالث أكبر منتج للنفط في المنظمة.

وزادت ليبيا إنتاجها بنسبة 16.9 في المائة (138 ألف برميل يوميا) إلى 955 ألف برميل يوميا، مقابل 817 ألف برميل يوميا في 2017.

كما ارتفع إنتاج العراق بنسبة 2.5 في المائة (110 آلاف برميل يوميا) إلى 4.556 ملايين برميل يوميا، مقابل 4.446 ملايين برميل يوميا في 2017.

ورفعت الإمارات إنتاجها بنسبة 2.4 في المائة (69 ألف برميل يوميا) إلى 2.984 مليون برميل يوميا، مقابل 2.915 مليون برميل يوميا في 2017.

وزاد إنتاج الكونغو بنسبة 26.2 في المائة (66 ألف برميل يوميا)، إلى 318 ألف برميل يوميا، مقابل 252 ألف برميل يوميا في 2017.

كذلك، رفعت نيجيريا إنتاجها بنسبة 3.9 في المائة (64 ألف برميل يوميا) إلى 1.722 مليون برميل يوميا، مقابل 1.658 مليون برميل يوميا في 2017.

وارتفع إنتاج الكويت بنسبة 1.4 في المائة (38 ألف برميل يوميا) إلى 2.746 مليون برميل يوميا، مقابل 2.708 مليون برميل يوميا.

العقوبات الأميركية

على الجانب الآخر، أدت العقوبات الأميركية وعوامل أخرى إلى انخفاض إنتاج فنزويلا وإيران بشكل كبير خلال 2018.

وتراجع إنتاج الأولى بنسبة 29.9 في المائة (572 ألف برميل يوميا) إلى 1.339 مليون برميل يوميا، مقابل 1.911 مليون برميل يوميا في 2017.

كما انخفض إنتاج إيران بنسبة 6.6 في المائة (253 ألف برميل يوميا) إلى 3.560 ملايين برميل يوميا، مقابل 3.813 ملايين برميل يوميا في 2017.

وتتعرض فنزويلا، صاحبة أكبر احتياطيات نفط في العالم، لأزمة سياسية واقتصادية في ظل العقوبات الأميركية أدت لانخفاضات تاريخية في إنتاجها من النفط.

واعتبارا من 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بدأ تطبيق العقوبات الأميركية على التعاملات النفطية الإيرانية، بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع طهران.

كذلك، تراجع إنتاج أنغولا بشكل كبير خلال 2018، بنسبة 7.8 في المائة (127 ألف برميل يوميا) إلى 1.507 مليون برميل يوميا، مقابل 1.634 مليون برميل يوميا في 2017. نتج ذلك، بسبب الانخفاضات الحادة في حقول النفط البحرية المستثمرة في أنغولا.

وجاءت انخفاضات إنتاج الدول الأربع الأخرى بمعدلات قليلة، حيث انخفض إنتاج الغابون بنسبة 7 في المائة (14 ألف برميل يوميا) إلى 186 ألف برميل يوميا، مقابل 200 ألف برميل يوميا.

كما تراجع إنتاج الإكوادور بـ9 آلاف برميل يوميا إلى 521 ألف برميل يوميا، وغينيا الاستوائية بـ8 آلاف برميل يوميا إلى 125 ألف برميل يوميا.

وأخيرا انخفض إنتاج الجزائر بـ5 آلاف برميل يوميا إلى 1.038 مليون برميل يوميا في 2017.

(الأناضول)

المساهمون