إلى البابا تواضروس

12 يوليو 2015
+ الخط -
أثار قرار البابا تواضروس الثاني إلغاء العظة الأسبوعية في الكاتدرائية إلى عام 2018 بحجة أعمال الصيانة، لتجديد القاعة احتفالا بعيدها الخمسين، تساؤلات كثيرة بين شعب الكنيسة في مصر.
ولكن الأسباب الحقيقية، من وجهة نظر متابعين عديدين أن الغاء الاجتماع جاء لأسباب أمنية، خوفا من أعمال إرهابية محتملة، خصوصاً بعد اغتيال النائب العام، وفسرها آخرون بهروب البابا من غضب فئة من شعبه، وتجنبه المظاهرات والاحتجاجات المستمرة من متضرري قوانين الأحوال الشخصية، والتى وصلت إلى استدعاء الشرطة وتحرير المحاضر، في سابقه يندى لها الجبين، وكذلك سابقة طرد البابا سيدة من العظة، بعد صراخها من تجاهل حل مشكلتها، أكثر من خمس سنوات. ومن هنا، أوجه ندائي إلى قداسة البابا، وأقول له:
فرح الجميع باختيار الرب لك، على الرغم من تشكيك بعضهم في ذلك، واستبشرنا بك خيراً، وأصبح لدينا أمل فى عهد جديد برؤية مختلفة، تناسب تطورات العصر. ولكن حتى متى، وإلى متى؟
حتى متى سيستمر الهروب من مواجهة المشكلات والملفات الشائكة؟ وإلى متى سيتحمل كثيرون من الشعب المعاناة، من النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وهل خوفك من إحراجك يكون نتيجته فقدان التواصل بينك وبين شعبك، وعدم رؤيه الشعب لا يهم البطريرك مدة ثلاث سنوات؟
حتى متى سنظل أسرى مراكز القوى داخل المجمع المقدس، وإلى متى سنرى الوجوه الفذة نفسها، من عينة الأنبا بولا، نجم الفضائيات بعبقريته في صياغة الدستور، وحنكته فى حل مشكلات الأحوال الشخصية؟
حتى متى ستستمر الرحلات المكوكية في كل دول العالم، ومتى سينتهى عدم تواصلنا واتحادنا مع الكنائس الأخرى، والتى وصل تفكير كثير منا إلى أنهم كفرة، ولن يروا الملكوت، وأن الملكوت للأقباط المصريين دون غيرهم؟
حتى متى، وإلى متى سنسمع عن تجاوزات بعض الأساقفة والكهنة ومظاهر البذخ والترف، ولماذا لا يتم استبعادهم وترتيب البيت من الداخل، في خطوة جريئة تحسب لك؟
أبي، أكررها، مرة أخرى، ما زلنا نحبك ونقدرك ونثق بك، وما زالت أمامك تحديات كثيرة، فأرجوك أن تحارب الفساد داخل الكنيسة، وتقوم بالإصلاحات والتجديد في الأشخاص والنفوس قبل المباني، فأنت الملك. فلا تسمح لأحد أن يقول لك: كش ملك.




avata
avata
أشرف سركيس (مصر)
أشرف سركيس (مصر)