"مش هنوافق على التطبيع"
من منا لا يتذكر المشهد السينمائي في فيلم "السفارة في العمارة"، وعادل إمام يحمل داليا البحيري، ويسير بمفرده بعيداً عن المظاهرة، وهي تصرخ وتقول "مش هنسلم مش هنبيع مش هنوافق على التطبيع".
تذكرت ذلك المشهد الساخر، وأنا أقرأ تصريحات القس بولس حليم، إن موقف الكنيسة المصرية واضح وثابت، من عدم الموافقة على سفر المسيحيين إلى القدس، وأن هناك عقوبات على من يخالف تلك التعليمات، منها الحرمان من التناول. لكن، في ظل انقسام الكنائس القبطية الثلاث حول زيارة الأقباط إلى القدس المحتلة، قال الأنبا يوحنا قلنة النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك في مصر، إن لكل إنسان الحق في السفر للقدس سواء للصلاة أو التأمل أو التبرك بالأماكن المقدسة. وهذا لا يعتبر تدخلاً في صميم العقيدة المسيحية، وأن الراحل البابا شنودة الثالث أحدث من الأمر قضية سياسية، لكنها ليست سياسية، ولا تعد تطبيعاً مع العدو الصهيوني. وهذا ما أكده الرئيس الفلسطيني أبو مازن عندما دعا العرب في مؤتمر القمة السابق لزيارة القدس.
وعليه، شهدنا سفر مئات من الأقباط الأرثوذكس لزيارة الأماكن المقدسة، بين الرفض والتأييد لذهاب المسيحيين. وما بين الرفض والتأييد أتوقع زيادة كبيرة في أعداد الاقباط الذين سيسافرون إلى القدس في الأعوام المقبلة، خصوصاً أن هناك زوجات لبعض الكهنة سافرن هذا العام، وسلم لي على العقوبات الكنيسية والأوامر الدينية والسلطة الرعوية...