إلغاء دور المعارضة

15 يوليو 2017
العلاقة بين دي ميستورا وروسيا قوية (ناتاليا كوليسنيكوفا/فرانس برس)
+ الخط -
أظهر مؤتمر جنيف 7، الذي انتهى يوم الجمعة الماضي، تحولاً جذرياً بطريقة تعاطي المجتمع الدولي مع الثورة السورية وتحويل مسار جنيف من عملية تفاوضية تفضي إلى حل سياسي يقوم على بيان جنيف واحد والقرارات الدولية المتعلقة به، إلى منصة لإعطاء صبغة دولية للتفاهمات بين الدول المتدخلة بالشأن السوري التي تتم خارجه، وذلك بمعزل عن الأطراف السورية. ويضاف إلى ذلك إكمال المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا للدور الذي كانت تؤديه روسيا بتسفيه المعارضة السورية، بعد اختلاقها منصات عدة تحت اسم "معارضة"، وتصويرها كمجموعة معارضات، ليكمل دي ميستورا اللعبة بتوحيد كل هذه المنصات ضمن وفد موحد تشكل الهيئة العليا للتفاوض أحد مكوناته.

وأظهر جنيف 7 مدى تراجع الاهتمام الدولي بهذا المؤتمر، وتحويله بداية إلى ورش عمل تقنية اخترعها دي ميستورا، ليتم تحويلها لاحقاً إلى اجتماع للتصديق على ما يتم التوافق عليه بين الدول سواء، ولمكان من أجل استكمال المخطط الروسي في تقزيم المعارضة السورية وحثها على الاندماج بالمنصات الأخرى التي تتوافق مع الرؤية الروسية في حل القضية السورية.

فالهيئة العليا للمفاوضات التي تضم ممثلين عن معظم المعارضة السورية السياسية، بمن فيهم المعارضة الداخلية "هيئة التنسيق الوطنية" وممثلين عن الفصائل، باتت في سياق المحور الأساسي في علاقتها بدي ميستورا، وهو توحّدها مع المنصات الأخرى (موسكو والقاهرة وأستانة وغيرها)، ومدى رضاه عن أدائها مرتبط بمدى تحقيق تقدم بهذا المحور. أما في ما يخص المفاوضات بين المعارضة والنظام، فيبدو أن جنيف قد تحول فعلياً لوسيلة لإعطاء شرعية أممية للتفاهمات الثنائية والمشتركة بين الدول، وقد ظهر ذلك في جنيف الأخير الذي كان عبارة عن تثبيت للاتفاق الروسي الأميركي حول المنطقة الجنوبية وتثبيتاً لما تم التوافق عليه بين كل من روسيا وتركيا وإيران في أستانة.

لذلك نجد أن النظام هو الرابح الأكبر من الوضع الحالي، وهو يتعاطى مع جنيف كمكان لإضاعة الوقت، فيما يعمل فعلياً على تنفيذ مخططات حليفه الروسي، في وقتٍ تحاول فيه المعارضة إيجاد دور لها ضمن تلك التفاهمات، التي يبدو أنها استثنتها من كل المعادلات لصالح النظام، حليف الروس من جهة وحزب الاتحاد الديمقراطي حليف الأميركيين من جهة أخرى.

المساهمون