وأوضحت منظمة الصحة العالمية في بيان مقتضب، اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه، أن "أول رحلة مخصصة لنقل المرضى من صنعاء أقلعت اليوم إلى الأردن، في إطار عملية النقل الجوي الطبي للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يتلقى المرضى رعاية طبية منقذة للحياة غير متوفرة في اليمن".
وقالت المنظمة إن "غالبية المرضى هم من النساء والأطفال ممن يعانون حالات كالأشكال العدوانية للسرطان وأورام الدماغ، أو الجرحى الذين يحتاجون إلى زراعة أعضاء وجراحات ترميمية".
وجاء التدشين بالترافق مع مغادرة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث صنعاء، حيث كان قد وصل أمس، وعقد لقاء مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في إطار الجهود الأممية الرامية لاستعادة التهدئة، وتدشين الرحلات الطبية التي بدأ التفاوض بشأن تسييرها منذ أكثر من عام.
ورحب غريفيث بتدشين الجسر الطبي الجوي، وقال بيان صادر عن مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، إن اليوم "شهد الرحلة الأولى لعملية الجسر الجوي الطبي، والتي نقلت عددًا من المرضى من أصل مجموعة أولية مؤلفة من 30 شخصًا بالإضافة لمرافقيهم إلى عمّان".
وأضاف البيان "ويسافر باقي المرضى من المجموعة الأولية في رحلة ثانية، بينما يتبعهم المزيد من المرضى في رحلات لاحقة. وقد قامت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع سلطات الصحة العامة والسكان المحلية، بتنسيق هذه الرحلات الجوية. وتأتي رحلات الجسر الطبي الجوي كجزء من المساعدة الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة في اليمن، والتي تتضمن دعم القطاع الصحي اليمني".
وتابع "لقد ساهم تعاون والتزام كل من الحكومة اليمنية وسلطات صنعاء في جعل هذه العملية ممكنة"، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة "ممتنة للبلدان المضيفة وهي الأردن، ومصر، وأيضًا السعودية، لجهودها في هذا الإجراء الإنساني".
وقال البيان "لقد تعاونت العديد من كيانات الأمم المتحدة والعديد من الحكومات في المنطقة وحول العالم لتوفير الفرصة لهؤلاء المرضى الثلاثين، لتلقي الرعاية الطبية التي يحتاجونها خارج اليمن، ونحن شاكرون لها جميعًا"، مضيفا "وستبذل الأمم المتحدة ما في وسعها لضمان استمرار الجسر الطبي الجوي كحل مؤقت لتخفيف معاناة الشعب اليمني، حتى يتم التوصل إلى حل أكثر استدامة في المستقبل القريب".
بدوره قال مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين في اليمن محمد عبدي، في بيان اليوم، إن "هذه الخطوة تأتي متأخرة للغاية بالنسبة لآلاف اليمنيين الذين ماتوا في انتظار السفر إلى خارج البلاد، للحصول على رعاية عاجلة كان من الممكن أن تنقذ أرواحهم. لقد حكم عليهم بالإعدام عندما أغلق المطار في صنعاء لأكثر من ثلاثة أعوام".
وأضاف عبدي "نأمل أن تنقذ هذه الرحلات الطبية حياة المزيد من اليمنيين، حيث لا يزال الكثيرون ينتظرون الحصول على الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها، ولا يوجد ما يبرر معاقبتهم، كما أننا نأمل ألا يعرض التصعيد العسكري الأخير في شمال البلاد هذه الرحلات للتهديد".
ولفت إلى أن "هذه الخطوة صغيرة ولكنها مهمة لبناء الثقة بين أطراف النزاع وإنهاء المشاحنات، والوصول إلى فتح مطار صنعاء للرحلات الجوية التجارية بشكل كامل".
وتشير التقديرات إلى وفاة ما لا يقل عن 32000 يمني كانوا بحاجة للخضوع لعلاج طبي متخصص في الخارج، وفقًا لوزارة الصحة في صنعاء.
ويأتي تدشين أول رحلة طبية من مطار صنعاء، بعد أيام من إعلان الحكومة اليمنية وقيادة التحالف السعودية أن الرحلات، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، تبدأ في الثالث من فبراير/شباط الجاري، إلى كلٍ من العاصمة الأردنية عمّان والعاصمة المصرية القاهرة.
وأغلق التحالف مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية منذ أغسطس 2016، باستثناء طائرات الأمم المتحدة، التي تسير رحلات شبه يومية لنقل المعونات وطواقم عمل المنظمات الإغاثية، إلى المطار ومنه، في حين تقول وزارة الصحة اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) في صنعاء، ومنظمات إغاثية، إن إغلاق المطار تسبب بآلاف الوفيات في أوساط المرضى، ممن تتطلب حالاتهم النقل لتلقي العلاج في مستشفيات خارج البلاد.