في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الاقتصاد والسياسة والدراسات السيوسوثقافية والقصة القصيرة والرواية والسيرة الذاتية والموسيقى.
■ ■ ■
صدرت حديثاً عن دار "كتب خان" في القاهرة، ترجمة لكتاب "اللعبة المتاحة: اضطراب البنوك المركزية وتفادي الانهيار القادم" للمحلل الاقتصادي محمد العريان، وقد نقله إلى العربية مصطفى محمود. يتناول الكتاب الكيفية التي يمكن بها - في ظل الهبوط الاقتصادي وانخفاض معدل الفرص الوظيفية - تعزيز النمو الاقتصادي المتواصل والشامل، وذلك عن طريق تحليل الآليات التي تعمل بها البنوك المركزية. يعتبر الكتاب أساسياً في فهم المستقبل القريب للأوضاع الاقتصادية العالمية، كما أنه خريطة توضّح آلية عمل النظام المالي العالمي اليوم.
عن "منشورات سوتيميديا" في تونس، صدرت مجموعة قصصية بعنوان "قلادة من الضفة الثانية" للكاتب التونسي المقيم في فرنسا نجم الدين خلف الله. تحمل المجموعة نكهة سردية خاصة في لغتها وأجوائها، وتضمّ 24 قصة من بينها: "في وداع صائفة ومسابحها"، و"من سهوب أفغانستان إلى سطور الشاشة"، و"إخوان الصفا في توديع سنة ميلادية"، و"ليس كل المكفوفين طه حسين"، و"جنون لأسباب سياسية". العمل هو الإصدار الأدبي الأول لمؤلفه بعد أعمال بحثية ومعجمية مثل "نظرية المعنى في الفكر العربي" (2014)، و"معجم المصطلحات القانونية فرنسي - عربي" (2017).
صدر حديثاً عن دار "فيبر" كتاب "فيليب لاركن: رسائل إلى البيت" والذي يضم مراسلات الشاعر البريطاني (1922-1985)، التي لم تنشر من قبل والتي كان يرسلها لأفراد عائلته، وفيها يكتشف القارئ الطريق الذي سلكه الشاعر في الكتابة وعلاقة أدبه بحياته، منها مراسلات مع والده الذي كان يقيم في سدني وكان يعتبر نفسه "محافظاً أناركياً" مؤيداً لهتلر. كما تظهر الرسائل كيف كانت والدة لاركن شخصية مؤثرة وكيف يعتبرها ملهمته وصاحبة الدور الأساسي في كتابته للشعر. الكتاب حققه الأكاديمي جيمس بوث ويعتبر بمثابة بورتريه للاركن.
عن منشورات "أليانثا" في مدريد، صدرت مؤخراً الترجمة الإسبانية لرواية "حدائق الرئيس" للكاتب العراقي المقيم في إسبانيا محسن الرملي. صدرت الرواية بالعربية في 2012 وهي ثالث روايات الرملي بعد "الفتيت المبعثر" و"تمر الأصابع". من خلال ثلاث شخصيات رئيسية، تعود الرواية إلى أكثر من مأساة في تاريخ العراق الحديث، من الحرب مع إيران في عقد الثمانينات وصولاً إلى الغزو الأميركي في 2003 حيث يتعرّض إلى وقائع التفجير والتقتيل التي عاش على وقعها المجتمع العراقي لعقود. نقلت الرواية إلى الإسبانية المترجمة المصرية نهاد بيبرس.
"الخروج من الفوضى: الأزمات في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط"، كتاب صدر حديثاً عن دار "غاليمار" الفرنسية، للباحث جيل كيبيل، وفيه يحلل الأسباب التي أدت إلى وصول "الربيع العربي" إلى نتيجة عكسية، كان أبرز تمثلاتها ظهور داعش في سورية، متسائلاً: كيف وصلت الثورات إلى هذه الفوضى وهل يمكن الخروج منها؟ لا يبدأ الكاتب من 2011، ولكنه يضع الأحداث في سياقها منذ حرب أكتوبر (1973)، ثم ما تلا ذلك من صعود في بلدان الخليج، وظهور القاعدة في أفغانستان، في ما يشبه الأرشيف الاستعادي الكامل للانتفاضات العربية.
عن "دار الفارابي" في بيروت، صدر كتاب "سيرةُ حسين مروّة كما أرادها أن تُكتب: ولدت رجلاً.. وأموت طفلاً" لأحمد حسين مروة، الذي يقدّم حياة والده المفكر اللبناني (1910 – 1987) مبتدئاً من تفاصيل اليوم الأخير من حياته حيث كان قرّر في الصباح البدء في تدوين الجزء الثالث من كتابه "النزعات المادية في الفلسفة العربية والإسلامية" لكنه اغتيل عصر ذلك اليوم. يعتمد الكتاب على شهادات أقرباء وأصدقاء عاصروا مروة وعلى عدد من المقابلات المنشورة وغير المنشورة معه، وأكثر من ثمانين رسالة أرسلها إلى زوجته قبل ارتباطه بها وبعده.
"بينك فلويد: تطوّر موسيقي" عنوان كتاب صدر مؤخراً للباحث الفرنسي ألكسندر هيغونيه الذي يقدّم محاولة في فهم ظاهرة الفرقة الموسيقية البريطانية التي نشطت بين منتصف الستينيات من القرن الماضي وبدايات القرن الحالي. يعتبر هيغونيه أن دراسة من الزاوية الموسيقية البحتة غير كافية لفهم منجز "بينك فلويد" حيث يشير إلى ضرورة استقصاء المؤثرات الفكرية لأعضائها وخصوصاً ريك رايت، كما يؤكد المؤلف على أن بحثه يسعى إلى فهم انتقال الأفكار النقدية من مجالات العلوم الإنسانية مثل الفلسفة وعلم الاجتماع إلى الثقافة الشعبية.
"رسالة في جيب بيكاسو" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "دار نون للنشر والتوزيع" في القاهرة لمحمد أبوعرب. يجمع الكاتب الفلسطيني الأردني حكايات شخصيات غيّبها الموت في قريته القليعات الواقعة على الجهة الشرقية من نهر الأردن، وتركت وراءها أسراراً غامضة في الحب والسحر والإيمان والغيب وسيرة الطقوس والمعتقدات الأسطورية التي شكلت حياة الريف الفلسطيني والأردني خلال القرن الماضي، إذ يسرد حكايات أهله بلغة روائية، متأملاً في كل حكاية، كما يقف عند مفهوم اللغة، والنص، والعلاقة بين المرئي والمتواري.